ابو الجند فهمي الراعي: وأنا اشتري صحيفة "حشد" من مكتبة البشير المجاورة لسكني سألني صاحب المكتبة أراك يا ابو الجند حريصاً دائما على شراء صحيفة حشد دون غيرها من الصحف.. ترى ما هو السبب؟ هل لأنها تباع بسعر زهيد مقارنة ببقية الصحف، أم لأنك تكتب أكثر مقالات فيها،تبسمت في وجهه قليلاً ثم قلت له: اتدري يا صاحبي لماذا؟ لأنها تجرؤ على ما لا يجرؤ عليه الآخرون وأيضا وجدتها تبحر في ارجاء الوطن وتغوص في ثناياه بكل مصداقية ووفاء مترفعة عن الحزبية الضيقة والمصلحة الذاتية الاشد ضيقاً فقال لي: لكنها معارضة واصحاب المعارضة ما منهم إلا هدار يوجع الرأس. فقلت له: نعم ما منهم إلا هذا لأنهم معارضة من اجل السلطة والمال، لكن حشد يا صديقي تختلف "هي معارضة من اجل اليمن" وحليفة من اجله. ألم تلاحظ ما تحمله في طيات صفحاتها من ملفات ساخنة تقارع فيها المفسدين في البلد، فاضحة بالدلائل والقرائن الموثوقة كل ما يثبت تورطهم وتقديمهم لحبل المشنقة لا تخاف في قول الحق لومة لائم، فحشد يا اخي الصغير من ارقى وافضل الصحف التي كتبت فيها والتي قرأتها حتى الآن. ومن خلال تجوالي ومشاركتي الادبية في معظم الصحف اليمنية سواء صحف المعارضة او الصحف الرسمية او الخاصة وغيرها فقد وجدت قرصنة وعصابة تقطع واستيلاء على حقوق الغير عنوة،وكذا احتكار ضيق الأفكار وآراء الآخرين وعدم الاعتراف والقبول بالعقول المبدعة الشابة والتي هي بحاجة الى دعم وتشجيع.. كل هذا وجدته في مختلف الصحف الحزبية والرسمية التي تعاملت معها لنشر كتاباتي الأدبية والتحليلية المختلفة حتى اني شعرت حينها باليأس والإحباط وتذمرت كثيراً من السياسة الصحفية في بلادنا فشكوت حالي الى صديقي الحميم الأستاذ احمد صالح المنيعي وهو الوحيد في تلك الفترة الذي كان يشجعني ويعجب بكتاباتي واطروحاتي، فقال لي عليك بصحيفة "حشد" الصادرة عن حزب الشعب الديمقراطي، وكنت حتى ذلك الوقت لم ارغب في شراء صحيفة "حشد"،عملت بنصيحة اخي احمد المنيعي وفعلاً وللأمانة وجدت تعاملاً انسانياً وترحيباً كبيراً واحتراماً لكل مقالاتي وأفكاري من اول مشاركة رغم ركاكة معظمها،وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على نجاح وتميز أولئك المبدعين القائمين عليها ابتداء من رئيس مجلس إدارتها ،الأمين العام والسياسي المخضرم الأستاذ صلاح الصيادي ،وكذا صاحب الفخامة رئيس تحريرها القلم الحر المناضل والإنسان الغيور الفاضل ابن الشرجبي عبد الحفيظ،الذي يعطيك من خلال سماع صوته بسماعة الهاتف نكهة خاصة لمذاق الإبداع والتميز ويزودك بمشروب تشجيع الطاقة والحيوية لتتمكن من القفز كثيرا نحو الأمام.. بسيط بإنسانيته كبير بمعاني الإنسانية التي يمتلك الكثير من مقوماتها "رئيس تحرير ومربي أحرار فعلاً" تحياتي لك ايها الرجل النبيل.. كما تمتلك الصحيفة في عرشها عدة اقلام حرة ونزيهة ومبدعة بامتياز، امثال معين قائد،وابن حيدرة،وبشير المنصوب،وغيرهم لهم مني كل تحية وتقدير.. ولصحيفة "حشد" وهي تحتفل بعيد ميلادها الخامس وعددها المائتين تعظيم سلام، وباقة ورد جميلة واكليل من الزهور المعطرة، متمنين لها دوام الامتياز واستمرار التقدم والنجاح ولأميننا العام وكل الرفاق المرابطين معه الى جانبه.. كل عام وانتم بخير ومبدعون.. "ولابد للتاريخ ان يسجل في انصع صفحاته بأحرف من ذهب وكلمات من نور بأنكم وصحيفتكم الرائعة كنتم ومازلتم وستبقون تتصدرون قائمة الابداع رافعين بيرق التميز والإبداع".