قبل سنوات قليلة وحتى إلى ما قبل أيام قليلة، كانت كل الأجيال السابقة تسخر من الجيل الجديد والشباب الجديد، وكلمة السخرية تقريبا واحدة! يقول أحدهم ساخرا: شو ه الجيل هذا؟ فيرد الآخر مستهزئا: جيل الإنترنت والموبايل يا عمي، ثم يضحك الجميع. ولا أحد، وأعني لا أحد كان يضع ثقته في هذا الشباب الجديد والمختلف كلية، هؤلاء الذين يقضون أغلب أوقاتهم أمام شاشات الكمبيوتر أو الموبايل.. جيل لاه ضائع، والكل يقول ويؤكد أن لا علاقة لهذا الجيل بقضايا الأمة والحرية والتحرير... جيل لا أمل فيه، كل همه الشات والأس أم أس و الأم أم أس، والسهر على الفيس بوك والتويتر والماسنجر والتعارف والجنس الرقمي.. الخ مما اعتاد الورقيون البائدون قوله! ثم يترحمون على أيام زمان، أيام الأحزاب والثورات (يقصدون الانقلابات) أيام البعث والحرية والاشتراكية والإخونجية والأسلمكية الخ الخ الخ. وسلملي عليه وقوله إني بسلم عليه!! طبعا هم لم ينجزوا ثورة حقيقية واحدة، ولم يحرروا شبرا من أرض، ولم ينجزوا تنمية، ولا حققوا حرية ولا راكموا ثروة، وكل ما أورثونا إياه كما هائلا من القمع والكبت والفقر والدكتاتورية والسخرية طبعا! وأذكر أنني حين بدأت مشروعي الإبداعي في الأدب الرقمي قبل نحو عشر سنوات قوبلت بنفس الطريقة الساخرة، أحدهم يقول هازئا للآخر: أدب شو؟ فيرد الآخر ضاحكا: رقمي هههههههههه... ورقّملي عليه وقوله إني برقّم عليه! لكن ها هي الأيام تدور وفي أقل من عشر سنوات كما توقعت أنا والقلة القليلة من أمثالي، ها هي الثورة الرقمية تغير وجه العالم، وها هم ثوار الإنترنت يحققون المعجزات ويصنعون في أيام ما عجزتم عن تحقيقه في عقود طوال. ها هم ثوار الإنترنت لا يدقون جدران الخزان بل ينسفون الخزان كله ليخرجوا لفضاء الحرية والأمل والتنمية والعزة والكرامة وتحقيق الذات.. ها هو الجيل التائه الصايع الضايع يصنع مستقبلا آخر ليس ضائعا كماضيكم ولا اسودا كحاضركم بل ورديا مزدهرا بالإنجاز والحب والحرية... ثوار الإنترنت.. صانعوا الحرية قادمون فاستعدوا.....