الحلقة الثالثة والثلاثون: المبيت في عيبان تقدمت فواتنا المسلحة من جهة الغرب والقادمة من الحديدة تساندها المدفعية والدبابات والطيران حيث كان قائد الحملة في حينه أحمد عبده ربه العواضي ومجموعة من الأخوة الضباط ومشائخ القبائل مع قبائلهم من بني مطر والحيمتين .. توقفت القوات القادمة عند جسر عصفره وتجمعت القوات القادمة من صنعاء عند مدخل متنة .. تساندها قوات شعبية من قبائل بني مطر والحيمتين والمقاومة الشعبية .. اليوم السابع من شهر فبراير لعام 68 يجب إحضار أكبر قوة لاحتلال التلال المتاخمة لجبل النبي شعيب .. ثم قصف الأماكن التي يتمركز بها فلول المرتزقة والملكيين عند الجزء الغربي حيث تم إخراجهم إلى الناحية الجنوبية إلى طريق تعز .. المعركة التي دارت رحاها في الناحية الجنوبية جعلت من فلول المرتزقة تقاتل بشراسة .. جعلنهم يضربون بمدافعهم في كل مكان دون تميز سلاحنا الجوي أطاح بجزء من قواتهم المتقدمة في المنخفض المؤدي إلى طريق تعز .. بدأنا يومنا في قمة جبل عيبان البرد القارص والرياح الشديدة .. نراقب القوات التي تصعد إلى الجبل يتقدمهم أحمد عبده ربه العواضي .. تقدمت القوات مع القوات الشعبية نحو الجنوب ودخلت القوافل المحملة بالمواد اليوم الثاني بالدقيق والبر والسكر إلى صنعاء تتقدمهم رجال من قواتنا المسلحة .. باتت صنعاء تلك الليلة تحمل قناديل النصر وترفع الأهازيج وطلقات الرصاص وتشتعل النيران ابتهاجا لمقدم القوات المسلحة من طريق الحديدة في الصباح الباكر جهزنا أنفسنا للنزول من الجبل كانت صنعاء باردة تكسوها غمامة من فوق جبالها وخاصة جبل النبي شعيب . نظرت إلى صنعاء كانت هادئة تكسوها حلل النصر .. لكن بقى طريق تعز مغلقة مع طريق الأزرقين صعده جهزنا الخدمات لليلة قادمة حافلة بالانتصار وظلت الإذاعة ترسل أغانيها وأنا شيدها الوطنية نحن فداك يا صنعاء خرج الناس من منازلهم لشراء حوائجهم وتغيب شمس يوم 8 من فبراير حافلة بالانتصارات . الحلقة الرابعة والثلاثون الضرب على باب السباح عدنا يومها من منطقة عصر بعد أن فتح نصف طريق الجديدة ولم يبق إلا القليل من المتسللين في قرى ظفار وأسفل بيت زبطان وحدة .. وبيت بوس .. عدت يومها صباحاً للنظر في تنظيم الحراسة ودفع بمجامع إلى منطقة بني مطر عند مدخل متنه .. لأخذ الذخائر والمياه وتزويد قواتنا المسلحة بما ينقصها من مواد .. لم يكن في تلك الفترة توجد سيارات تصل إلى الداخل في عمق الجبل بل كانت البهائم والناس هم طريق المواصلات للوصول إلى قمم الجبال العالية .. نزلت بسيارتي الجيب الروسي .. واتجهت نحو مقر المقاومة الشعبية .. وجدت كل شئ على ما يرام من حراسه وغيرها .. جمعت من الأفراد المقاومة بقدر المستطاع من عمال ، طلاب مدارس وموظفين ودفعت بهم إلى منطقة عصر وحددت لهم أماكن التجمع .. والوصول إلى قواتنا المسلحة أسندت إليهم ضابطا ورقيبا ورحت اجمع بقية القوة التي كانت في أماكن متفرقة .. اتجهت ناحية شارع علي عبد المعني للوصول إلى شعوب للنظر هناك لما تقوم به الحراسة في منطقة شعوب وحارة شعوب .. أخذت معي مجموعة من أفراد المقاومة وقدت سيارتي .. متجهاً إلى الغرض المطلوب لكن دانه من مدفع سقطت على شارع على عبد المغني أزعج الساكنين في المنطقة تفرق الناس وأصيب من أصيب وبدلاً من الاتجاه إلى شعوب .. اتجهنا إلى ميدان التحرير من مسجد القبة ( المتوكل ) كان الناس هاربين من حمم المدفع وإذا بدانة أخرى تسقط قرب مدخل باب السباح قال لي هل تم احتلال عيبان وظفار قلت نعم إذا من أين هذا المدفع الذي يضرب في هذه الساعة المبكرة ؟ .. لم يكن هناك أنصال . بالقوات المتقدمة أو قواتنا المرابطة في الجهة الشرقية .. اتجهت إلى التحرير ثم أخذت طريقي إلى الزبيري من شارع جمال ثم إلى عصر الملتوية .. ظل المدفع يرسل حممه إلى صنعاء .. وصلت قرية المكة في بني مطر قابلت قائد الحملة التقيت عبد الرقيب عبد الوهاب ورئيس الأركان . قلت له : أن هناك مدفع يضرب على صنعاء في كل الاتجاهات .. كانت القوات قد احتلت عيبان وظفار .. وتمكنت من أسر بعض الأفراد وشلت حركة العدو في المنطقة المتاخمة التي تم تصفيتها. في المساء ضرب إعصار منطقة عيبان عم المنطقة كاملة . صاحب ذالك أمطار غزيرة .. تجمعنا هناك عند الركن الشرقي لمنطقة جبل عيبان وظفار وتم احتلال بيت بوس وحده وبنت زبطان .. وجدنا هناك مدفع من عيار 105 م كان موكلاً لضرب العاصمة صنعاء .. وتم تحرير المنطقة كاملة بعدها عدت إلى صنعاء وكان ذلك في اليوم الثامن من شهر نوفمبر 1968م وتوقف الضرب على صنعاء وضواحيها. رحنا نبحث عن المدفع الذي صب غضبه على صنعاء بدأ الربيع يظهر بشائره في جو المنطقة وبدأت الأمور تسير بصورة طبيعية وغادرت بعض الأسر صنعاء برا عن طريق تعز والجديدة وتم إصلاح ماتم تخريبه في المطار وهبطت أول طائره في مطار الرحبة في هذا اليوم أشرقت شمس الحرية وعادت الوحدات إلى ثكناتها لكن العدو ظل متربص بنا في كل مكان يزرع الشوك في طريق المحبة والتقدم والسلام . الحلقة الخامسة والثلاثون نشرت المقاومة ظلت نشرة المقاومة الشعبية تصدر حتى وقت متأخر العام 68 م . لكن بعد عودة القوات العسكرية إلى ثكناتها تم إيقافها من قبل القيادة العامة وإلغاء المقاومة وكانت النشرة تسمى ( المقاومة ) تحت شعار الجمهورية أو الموت ) حيث كانت تنقل أخبار المقاومة وأيضا البيانات التي كانت تصدر عن رئاسة المقاومة حيث كان لها صدى واسع داخل صنعاء وتطبع بالآلة الكاتبة كما كانت تعتني بالأخبار الداخلية والخارجية وكان هناك برنامج إذاعي يقدم من إذاعة صنعاءوتعز كان المسؤول علبه الأخ عبد الصمد القليسي حيث ربطت الإذاعتان بإذاعة واحدة وكانت تصدر يوميا .