إذا صحت الأخبار المتناقلة بكثير من الطرفة وربما الغرابة عبر العديد من وسائل الإعلام العربية والأجنبية وحتى الليبية منها المعنية الأولى بالخبر، والذي مفاده أن الزعيم الليبي معمر القذافي ينوي الخروج، لا بل وربما يكون من المنظمين للمسيرة الاحتجاجية ،التي سوف تخرج إلى الشوارع الليبية تنديدا بالأوضاع المعيشية والتهميش والإقصاء ، إقصاء يعاني منه المواطن العربي الليبي كغيره من المواطنين العرب، مسيرة يراد منها إحداث التحول والتغيير على غرار ما حدث في تونس وفي مصر وما هو قادم ، أقول إذا صح هذا الخبر فدعوني اعبر عن هذا الخبر بالخبل أنا أيضا وبطريقة اقرب إلى طريقة الأخ القائد، إذا ما قلت لكم إن الزعيم أو الأخ القائد معمر القذافي شاهده العالم اجمع وهو يمشي في جنازته وربما أدى الصلاة عليها أيضا ،ولا غرابة في هذا الخبر ما دام الأخ القائد يرغب الخروج في مسيرة شعبية يأمل منها إسقاط وتغيير الحكومة الحالية، لا اعتقد أنها شكلت بعيدة عنه، أو بالأحرى شكلتها اللجان الشعبية ، هذه الأخيرة التي يرى فيها الزعيم الليبي معمر القذافي أنها الوسيلة الوحيدة و الأنجع لتطبيق الديمقراطية ، لأنها من الشعب تختار من خلال انتخابات المؤتمرات الشعبية والأمناء العامين لهذه اللجان هم في حقيقة الأمر الحكومة ،غير ذلك فالأدهى في ما جاء وحسب جهات إعلامية دائما أن الزعيم الليبي معمر القذافي قد حذر ناشطين سياسيين ورجال إعلام من مغبة الخروج في المسيرة المقررة والتي سيكون عنصرا مهما فيها، إذ قال عنها بالحرف أن من يخرج إلى المسيرة سوف تواجه قبيلته عقوبات صارمة ، في هذه الحالة وحسب اعتقادي فان هناك عقوبات شديدة سوف تتعرض لها قبيلة "القذاذفة" التي ينتمي إليها الزعيم الليبي معمر القذافي وهي القبيلة التي كانت تحظى بكثير من الرعاية والاحترام والنفوذ ، وان تأكدت مزاعم الزعيم وسلطت العقوبة ، فانا أتوقع أن الزعيم يريد أن يرفع الحصانة وكل ذلك النفوذ الذي كانت تحظى به قبيلة "القذاذفة" بطريقة ديمقراطية ذكية ، لا بل والأذكى فيها هو ربما نجاة شخصه من عقاب الخروج في هذه المسيرة ، لأنه وجه الاتهام أو التحذير إلى القبيلة التي ينتمي إليها الشخص المحتج وليس الشخص عينه ، وهي خطة أو طريقة تحميه من عقاب الذي اقره في هذا الخصوص، وبذلك يريد الأخ القائد أن يمسح السكين في قبيلة "القذاذفة "التي عرف عنها أنها من بين القبائل الليبية التي قاومت الاستعمار الايطالي وكانت لها مواقف مشرفة ومميزة عبر التاريخ الليبي ،لذلك أنا أرى بأن هذه المسيرة الاحتجاجية التاريخية والتي أتوقع فيها أيضا وما يتوقعه كل متتبع واستنادا إلى السيرة السياسية للأخ القائد ، فانا لا استغرب أن يقدم في يوم المسيرة أو في يوم من الأيام الأخرى القادمة بمحاولة إضرام النار في نفسه على الطريقة "البوعزيزية" حتى تلبى مطالبه ولن يكون ذلك غريبا عنا أبدا ، وذلك ليس بعيدا عن تخمينات وسلوكيات الأخ القائد السياسية ، ما دامت تلك الطريقة الاحتجاجية شعبية أنجع تلبي تطلعات الجماهير وتحقق العدل مهما كانت مثيرة للجدل والمهم أن لا يرى ما لا يراه الجمل . [email protected]