بقلم : ابراهيم عسيلي: من البساطة ان يسب الانسان ويشتم الاخرين ولكنه بذلك يكون قد خرج عن معاييره الانسانية وبان ضعفه وخوره امام الاقوياء الذين ليس باستطاعته ان يحاورهم او يجادلهم أو يقارع حججهم. ومن السهولة ان تستخدم كل مفردات التجريح و البذائة ان كنت متخلفا وجاهلا وليس لديك اسلحة كافية ولا ادلة وافية لادارة حوار عقلاني. ولكن ان كنت اخلاقي المهنة وعميق الثقافة و واسع الافق فمن السهولة ان تجادل الاخر وتأخذ وتعطي معه خصوصا ان كان هناك تباين في الرؤية و المواقف. ان اختلاف الناس المتدمنين وتباين افكارهم غير اختلاف ابناء الشوارع فهولاء يصارع احدهم الاخر على توافه الامور فما الذي يدعو الانسان المتحضر الى التخلي عن اخلاقه ومعارفه كي ينحدر الى اسباب واهية. كنت اشاهد قناة السعيدة فطلع احدهم يحمل لقب بروفسور امام اسمه يتحدث عن (مسيرة الحياة) فأخذ يكيل المدح بكل مفرداته الى تلك المسبرة حتى وصف تلك المسيرة بانها (مسيرة على طريقة الفتوحات الاسلامية) فعن اي فتح يتحدث هذا البروفسور و الباحث الاكاديمي؟ هل صنعاء محتلة من قبل كفار قريش مثلا حتى جاءت هذه المسيرة لتخلصها منهم. ان من له عقل راجح وهو يرى ويسمع اخواننا الثوار على شاشات الفضائيات سيبكي طويلا على الذي حل في مجتمعنا اليمني من تفسخ وتشرذم وكراهية واحقاد. ان اسلوب الاثارة والتقولات تزيد من مشكلات الواقع وتمزيقه وتزيد من اضرام النار في الهشيم باشعال الفتنه التي لا يمكن ان تنتهي الا بالماسي والكوارث. اننا نرى حجم التهافت وانعدام الاخلاق الحاصل هذه الايام ونشهد اسفافا مريعا في حجم ما ينشر على الملا من خلال المواقع الالكترونية والقنوات الفضائية وحتى بعض الصحف والكتابات اليومية ان ما ينشريثير الاشمئزاز والقرف حقا. خصوصا عندما يتحول المرء من نقد الفكرة والموضوع الى اطلاق العنان للبذاءات والشتائم السوقية وكانه بذلك يشفي غليله. ان هذه الانماط من البشر تريد بهذا الاسلوب ان تجعل من ذواتها ابطالا تتناقل الناس اقوالهم في حين انهم لا يسيئون الى من تتناوله كتاباتهم بالذم والقدح بقدر ما يسيئون بذلك الى انفسهم حقا. انهم ليسو من جيل الشباب فقط بل انهم من الذين شاخوا على هذا النمط من الاخلاق.