الكاتبة: اوعاد الدسوقي يأخذنا الحنين دائما الي ماضينا الفرعوني نتباهى به ونتفاخر بإنجازات أجدادنا ولكنه للأسف الشديد حنين سلبي وتفاخر كلفنا عقود طويلة من الاتكال والتقاعس عن العمل مستغرقين في الكسل ..... فرحين بهذه الإنجازات التي حولناها الي شعارات مبالغ فيها أحيانا فيسبق حديثنا دائما مع أي شخص من أي دولة أخري عبارة: (( نحن أصحاب أقدم وأعظم حضارة وأجدادنا فعلوا كذا وكذا)) ولكن عندما نتحدث عن أنفسنا وعن حاضرنا ومستقبلنا لا نجد ما يجعلنا نستحق أن نكون أحفاد هؤلاء العظام الذين تركوا لنا إنجازات عجزنا عن إستغلالها والبناء عليها ومواصلة مشوار النجاح والتقدم والتطور. لنبهر العالم كما فعل أجدادنا فالافتخار السلبي بالماضي ، وجعله مرآتنا أمام العالم ، يعتبر فشل ذريع و عار وصمنا به أنفسنا . لنا الحق أن نفتخر بحضارتنا القديمة ولكن الأهم ان نفعل في حاضرنا ومستقبلنا ما يدعو إلي الافتخار والتباهي به أمام العالم نحن لا نقول أن التفاخر بماضينا وأمجاد أجدادنا عيب و لكن واجب علينا أن نتخذ من تلك الإنجازات حافزاً يرفع همتنا كي نستعيد ما ضيعناه بفضل تكاسلنا و استسلامنا للخنوع و التراجع . فعلي أبناء هذا الجيل من الشباب الواعد ترك التباهي والتفاخر بإنجازات أجدادهم وعليهم العمل والبناء وصنع حضارة جديدة تتجاوز في عظمتها ما ترك الأجداد فمصر تحتاج إلي أن نقول سنفعل الآن وغدا لا إلي أن نقول كنا في الماضي كذا لابد أن يخرج أبنائنا من عباءة أجدادهم الفراعنة حتي يتثني بناء مصر الحديثة فليس التفاخر بالأهرام ومراكب الشمس - مع احترامنا لهذه الآثار العظيمة - سنواكب تطورات العصر ولكن ببناء المصانع واستغلال التكنولوجيا في بناء دولة عصرية علي دعائم علمية حديثة ولن يحدث ذلك إلا إذا واجهنا أنفسنا بأننا ومنذ انتهاء عصر الفراعنة لم نحقق شيئا أو إنجازا يجعلنا نستحق لقب أحفاد الفراعنة . فلن نصل إلى عُشر ما وصل إليه العالم من تقدم وتطور مادمنا نعيش يومنا نتغنى بماضينا والغير يستعد ليعيش الغد. وليضع شبابنا هذه المقولة أمام أعينهم : كن ابن من شئت واكتسب أدباً* يغنيك محموده عن النسب إن الفتى من يقول ها أنا ذا * ليس الفتى من يقول كان أبي وأيضا نتفاخر أن العالم تعلم من حضارتنا الفرعونية الرقي والتمدن ولكن مع أول اختبار حقيقي لإثبات تمدن ورقي الشعب المصري في العصر الحديث سقطنا جميعا ولم ينجح احد فقد تعاملنا مع الثورة بهمجية تغلب عليها لغة المصالح وطابع الانتهازية والتفكير الفوضوي فتحول مفهوم الحرية إلي بلطجة و الديمقراطية إلي انفلات وحتي ننجح في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من شرفنا الثوري علينا أن نعترف أننا نعيش وهم وأننا نتباهى برقي أجدادنا الفراعنة ومعظمنا أبعد ما يكون عن هذا الرقي والتمدن . وان معظمنا لم يستوعب بعد السلوكيات الثورية والثقافة الديمقراطية وأول هذه السلوكيات احترام وتقبل الآخر حتي وإن كان هناك اختلاف فكري أو عقائدي! كما تربي المصريين جيلا بعد جيلا علي شعارات وأقوال دون أفعال تثبت صحة هذه الأقوال أو البحث عن مدي حقيقتها ! تربينا على أن الرجل المصري عندما يحل في أي مكان بالعالم تتهافت علية النساء؟!! تربينا على أن الست المصرية سيدة النساء وأرقي وأرق البنات !! تربينا علي مقولة أن الطفل المصري أذكي طفل بالعالم!! نعم الرجل المصري لدية صفات جميلة وحميدة و لكنه ليس سوبر مان و السيدة المصرية سيدة عظيمة وتتحمل ما لم تتحمله أي سيدة في العالم وست بيت يشار إليها بالبنان وأثبتت نجاح باهر في مجالات كثيره ونفتخر بها لكنها ليست سندريلا أو سيدة خارقة للعادة . والطفل المصري يتمتع بالذكاء نعم حقيقة ولكن لست بهدة المبالغة فلو كان الأمر كذلك لما وجدنا متسربين من التعليم أو أطفال شوارع ..... إلخ و لكنا أعظم من الصين واليابان في الصناعة والتكنولوجيا طالما لدينا أطفالنا بهذا الذكاء الخارق حتي وإن كان هناك أذكياء فلابد أن نعترف أن نظام التنشئة ونظام التعليم يقضي علي أي نبوغ وذكاء للطفل والشاب المصري! . يجب أن نتوقف عن ترديد هذه العبارات كالببغاوات فهذه العبارات تثير سخرية العالم منا . يجب أن نفكر بشكل منطقي . نعم لدينا كشعب صفات رائعة ولكن يجب أن نعترف أن هناك من هم أفضل منا وهناك من الشعوب من تفوق علينا وخلقوا لأنفسهم مكانة في صدارة العالم رغم أنهم لا يمتلكون حضارة أو موارد طبيعية مثلما نمتلك ولكنهم امتلكوا العزيمة وحب العمل والتوحد خلف هدف استحق منهم الاتحاد وترك الغرور والخلاف والفلسفة التي ليست لها معني . أبدلوهم الكره والحقد بحب الوطن والرغبة في البناء لذا وجب علينا نحن معشر المصريين أن ننحي الغرور جانبا ونعمل بجد ونغير من سلوكياتنا ونهتم بالتعليم والعلم حتي نتفوق علي من هم أفضل منا بالعمل والتكنولوجيا والرقي الأخلاقي لابالشعارات . يا بني وطني فلنترك التباهي والتفاخر والشعارات و ترديد الأغنيات وعلينا بإصلاح سلوكياتنا وأن نعمل باجتهاد لبناء دوله تفتخر بها الأجيال القادمة كما افتخرنا بما تركة الأجداد وليكن ما سنصنعه اليوم وما سنبني نبراسا للأجيال القادمة يضئ لهم الطريق وأعمدة يكملوا عليها التشييد والبناء . يا بني وطني ضع كمامة على فمك و خفف من إطلاق الكلمات .. و أطلق العنان لعقلك و ليديك لتصنع المعجزات. اوعاد الدسوقي كاتبة و إعلامية [email protected]