طالعتنا صحيفة الجمهورية في عددها الصادر يوم السبت الموافق 2/6/2012م بمقابلة مع السفير المتقاعد مروان نعمان الذي عمل في السلك الدبلوماسي لفترة تجاوزت كلا الأجلين كما جاء في مقدمة المقابلة 38 عاماً .وقد تضمنت المقابلة حيز كبير من ما كان يتناوله منير الماوري في مقالاته الأخيرة حول وزارة الخارجية وكأن هناك تنسيق بينهما.وعند التدقيق في ردود مروان يلاحظ إنها ليست حرصاً على الوزارة التي كان أحد منظريها القلائل والتي تبوأ فيها مناصب مرموقة وكان يعتبر نفسه الوزير أثناء إجتماعات الوزير بقادة الوزارة أو الموظفين حتى إن تلك التصرفات أثارت غضب أحد قادة الوزارة وصلت إلى حد الخلافات وهو أعلم بذلك. فيما يتعلق بتقديم إستقالته بعد جمعة الكرامة كما يدعي ، فإن المعلومات المؤكدة إنه أحيل للتقاعد في عام 2010م ( القرار الجمهوري رقم261 لعام 2010م بشأن التقاعد )، وبقي في عمله حتى إرتكابه لفضيحة في اليابان دون ذكر تفاصيلها.. وبالمناسبة المتتبع لمسيرة الأخ مروان نعمان العملية في السلك الدبلوماسي سوف يلحظ بأنه لم يعمل في بعثة لبلادنا في الخارج إلا وأرتكب مخالفة أو مشكلة أو فضيحة سواء بحق البلد المضيف أو مع زملاءه: إبتداء من المجر ومروراً بأثيوبيا، ثم الصين وووو أخيراً اليابان التي طالبت برفع الحصانة عنه وأستغل ثورة الشباب ليغطي تلك الفضيحة وينقلب ثائر في الوقت الذي يجب أن يكون أحد الذين يثار عليهم بإعتباره أحد رموز الفساد. أما ما تناوله عن السفارات في الخارج فالمعلومات تشير إلى أنه هو الذي كان يعارض بوسائل وطرق متعددة عملية فتح سفارة في كوريا الجنوبية نظراً لأنه كان سفير غير مقيم ويستفيد من الدخل ، وهو الذي أقترح فتح قنصلية فخرية في هونج كونج من أجل الأتاوه التي أستلمها .. وفيما يتعلق بما ذكره عن سفاراتنا في دول وسط وشرق أوروبا المعسكر الإشتراكي سابقاً فتجدر الإشارة إلى إن معظم كوادر بلادنا تخرجوا في تلك الدول وكانت لبلادنا شمالاً وجنوباً قبل الوحدة علاقات طيبة معها، ولعلم الدبلوماسي المخضرم فإن دول وسط وشرق أوروبا حايزة على مايقرب نصف القارة الأوروبية مساحة وسكاناً.. وتتجه الأنظار نحوها إذا كان يتتبع ما يدور. و من أجل أن يكون الكلام دقيقاً حول ما ذهبت إليه وبالأخص حول السفارات في أوروبا الشرقية نذكر الأخ مروان أنه فتح سفارة للشطر الشمالي سابقاً قبل إعادة تحقيق الوحدة في عام 1989م في المجر وكان أول رئيس بعثة في بودابست في الوقت الذي لم تكن للمجر سفارة في العاصمة صنعاء، فلماذا لم يعارض أو يستنكر حينها فتح السفارة في المجر؟ثم إني أعتقد لو أصدر قرار بتعيينه سفيراً مرة ثانية في إي دولة من الدول التي ذكرها فإنه أول من سيؤيد القرار، وسيدافع عنه بشراسة ، وهذا ما عرف عنه..وأود أن ألفت إنتباه مروان إلى أن دول وسط وشرق أوروبا باتت محط أنظار كثير من دول العالم بما فيها الشرق الأوسط ، ونسمع عن فتح دول الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية ( كالمملكة العربية السعودية و دولة قطر و الكويت والإمارات العربية المتحدة وغيرها ) سفارات لها في تلك الدول التي تتواجد فيها سفارات لدول شمال إفريقيا بما فيها المغرب العربي .. أما بلادنا فقد أقامت معها علاقات منذ إنتصار ثورة 26 سبتمبر مباشرة ، بل وقبلها ، ومن بين تلك الدول من تقدم لبلادنا منح دراسية ومعونات مادية بحسب إمكانياتها خاصة بعد إنضمامها للإتحاد الأوروبي ، وهنا الأهم العلاقات الثنائية بدرجة رئيسية لأنها يمكن أن تتطور مع مرور الزمن وهو الدبلوماسي المدرك لذلك.علماً بأن عدد بعثات بلادنا في الخارج ليست بالمستوى المطلوب ولا تتجاوز الخمسين سفارة ، ومخصصاتها و ما تنفقه مجتمعه لا تتجاوز الأربعين مليون دولار .. وبهذه المناسبة أود أن أنوه وإلفت إنتباه الأخ مروان وكل المعنيين بالعمل الدبلوماسي إلى إن حجم بلادنا كبر وسمعتها الجيدة أتسعت بعد إعادة تحقيق الوحدة المباركة و قيام الجمهورية اليمنية ، الأمر الذي كان يجب أن يرافقه زيادة وتوسع في العمل الدبلوماسي عبر توسع المهام وإزدياد حجم البعثات ، إلا أن ما حدث هو العكس، والذي نتمنى أن تعاد وجهة النظر حياله في المستقبل ، ونحن بحاجة لتوسيع علاقاتنا مع كافة دول العالم ( وصاحب الحاجة معنى بالطلب). إن ما حفزني كذلك لكتابة هذا المقال المتواضع هو إني تابعت وأنا أقرأ المقابلة برنامج مطول على قناة البي بي سي البريطانية حول آخر المستجدات في بلادنا وكان معظم المتصلون يشددون على إنه لو تمت محاربة الفساد والإهتمام بالموارد الطبيعية والتفرغ لإعداد الخطط الإقتصادية والمشاريع الإنمائية بدلاً من التربص ببعضنا والإقتتال لكي لا نحتاج للغير، وهذا أعاد إلى ذهني ماقاله فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي عندما قال:\" سنحتفل بعد أربعة أشهر بالعيد الذهبي لثورة 26 سبتمبر ونحن من خمسين عام نتحارب ، وهذا عيب على جيلنا\". حز على نفسي وأنا أقرأ أسطر المقابلة المطولة مع السفير المتقاعد مروان نعمان أنها بدلاً من أن تتضمن حلول ومقترحات لإخراج بلادنا من الأزمة والمساهمة في إعادة اللحمة الوطنية ، خاصة وإننا بصدد البدء بحوار وطني شامل يهدف إلى خلق وحدة وطنية أساسها الحوار والسماع إلى رأي الآخر بصدر رحب.. على عكس ذلك تشتم من المقابلة رأئحة الشخصنة والأنانية، بل ويمكن القول الحسد والغيرة.. الأمر الذي أجدني أعلق على بعض ما تناوله عن زملاءه وقادة البيت الذي تربى فيه( وزارة الخارجية)، على النحو التالي:- - فيما يتعلق بتعاطف اليابانيين معنا فهذا صحيح لأن كل العالم تعاطف مع قضيتنا ولاحظنا إن الكل ساهم معنا – إقليمياً ودولياً - من أجل الخروج بحلول وسط تجنب بلادنا مخاطر الإنزلاق في حرب أهلية لا تحمد عقباها، لكن المعلومات الواردة تشير إن اليابانيين لم يكونوا متعاطفين مع الأخ مروان كما أشرنا آنفاً دون الولوج في الأسباب. - قضية طلب إنتقاله إلى نيويوك ورفضه كما أدعى ، فما أورده ليس دقيقاً.وهو يعرف حقيقة ذلك. - قضية الفساد وهو قالها بملأ فمه فإنها يجب أن تطال كل الفاسدين بما فيهم هو أيضاً. - بشأن السفير في واشنطن وعمله هناك منذ 1997م وهو صهر الرئيس السابق – حسب الأخ مروان – أود أن أسأله أنه هو نفسه منذ ذلك التاريخ كم مكث في الديوان دون أن يعين في الخارج؟ هذا إذا أستثنينا الفترة السابقة لهذا التاريخ، ربما لو سألنا السفير في واشنطن حول رأيه في بقاءه هناك لعبر عن ملله إن يبقى في دولة واحدة و لحسد الأخ مروان على إنه تنقل في عواصم دول عديدة – لها حجمها الدولي - كرجل أول، ولم يحمد الله ويشكره ويشكر القيادة السياسية وقيادة الوزارة على ذلك التقدير، بل وأساء لبلده ووزارته و لمهنته ووظيفته الدبلوماسية في كل الدول التي عمل فيها تقريباً. - إذا كان أداء سفاراتنا ضعيف جداً كما يقول، فإني أرى إن أحد أسبابها الأخ مروان نفسه لأن تنظيراته لعبت دور في هذا المضمار.. أما بشأن إقفال الحسابات في الولاياتالمتحدة فإن الخزانة الأمريكية أتخذت تلك الإجراءت على تسع دول بينها بلادنا والسودان ، بحجة حماية الأمن القومي آنذاك. - يا للعجب ! فقد بلغ الحسد والغيرة بالأخ مروان إن يطال و يستهدف شخص تربطه به علاقات قربى ، السفير في اليونسكو في باريس ، هذا الشخص شاب حيوي وملئ بالنشاط ويفترض دعمه وتشجيعه ومده بالخبرات من قبل مروان نفسه بإعتباره أحد أقرباءه من ناحية ، ومن ناحية أخرى فهو زميل حديث يحتاج للعون والمساعدة وليس تحطيم معنوياته،خاصة إذا كان يهدف مروان إلى إخراج البعثات من ضعفها كما قال، أو أنه يريد أن يقول كعادته أنه هو الوحيد المؤهل والبقية جهلة. - ويا للسخرية فإنه يقصد من السفير لدى منظمة أسيان السفير الحوثي – الذي تناوله منير الماوري في أحد مقالاته الأخيرة - ، فالمسغترب له إن هذا السفير صديق مقرب جداً من مروان وكان سفير ناجح في اليابان، قدم لبلاده الكثير وعزز علاقة بلادنا باليابان ولم يسئ لوظيفته ووصل إلى تكوين علاقة بكبار رجال الدولة في اليابان.. لكن الحسد والغيرة تعمي القلوب والعيون. - أما ما تطرق إليه بشأن وكيلا وزارة الخارجية ما هو إلا ذر الرماد على العيون فالكل يعرف كيف كانت علاقة مروان بالمرحوم أحمد السعيدي و كان أكثر الناس مجاملة و مدح له، بل وإنه كان يستقوي بالسعيدي ضد زملاءه في الداخل والخارج ، وكذلك الحال مع الوكيل الحالي. - وبالنسبة لحديثه حول شخصي الدكتور أبوبكر القربي والسفير محمد حاتم فإنه لا يسعني إلا أن أؤكد له بأن المنصفين و غير المجحفين يشهدوا بأن للرجلين بصمات واضحة وضوح الشمس في وزارة الخارجية ، وخلال فترة عملهما تم شراء عشرة مباني مقار لسفاراتنا بموارد ذاتية من الوفورات، كما تم بناء مقر وزارة الخارجية بدعم من الحكومة الصينية، وللعلم فإن الأخ مروان عمل بكلما أوتي من قوة وسعى سعياً حثيثاً لكي يعرقل هذا المشروع لأنه لم يحصل على عمولة أو سمسرة من هذا المشروع عندما كان سفيراً لبلادنا في الصين. - و فيما يخص السفراء الذين قدموا إستقالاتهم فالمعلومات تفيد بأنه لا يوجد سفراء قدموا إستقالاتهم ويستلموا مرتباتهم.. وكنت أتمنى أن يكون الأخ مروان مثل السفير الصايدي الذي على الرغم من أنه قدم إستقالته وله رأي مما يجري إلا أننا لم نسمع بأنه تفوه بأي كلمة أساءة ، بل وأنه بقي الناصح الأمين لبلده وأحتفظ بعلاقاته مع زملاءه وأصدقائه. لا أعلم ماذا يريد مروان نعمان بعد أن تجاوز كلا الأجلين؟ هل هو لازال يطمح أن يكون سفير حتى الأجل الثالث؟ وحتى ثورة الشباب التي يتذرع بها فهو بعيد كل البعد عنها وأهدافها . وما قامت من أجله بعيدة كل البعد عن أفكاره وثقافته الأنانية ، والشباب يقضون ومدركون إن أمثاله لا يمكن أن يكونوا إلا عبئ عليهم وعلى ثورتهم ومطالبهم العادلة ، فهي قامت ضد الفساد والتسلط والأنانية ولا يمكن أن تكون حاضنة لأمثال مروان الغاطس في الفساد حتى الأعماق..لم يبقي قريب أو صديق أو زميل إلا وذمه ، لذلك أقول له إن هذه المعلومات ما هي إلا قطرة في بحر القصص الخيالية التي كان بطلها، وله رصيد حافل بالمساوئ سواء في الديوان أو في البعثات التي عمل فيها.. نتمنى عليه أن يتعظ ويكف عن هذه الأساليب الدنيئة – سواء التي يتناولها أو التي يسربها - لأنها ستنقلب ضده وهو سيد العالمين بتاريخه.. وألفت إنتباهه إلى ما كان يردده المناضل الوفي سيد نعمة مروان الأخ الدكتور عبدالكريم الإرياني:\" رحم الله إمرء عرف قدر عمره\" و \" إذا كان بيتك من زجاج لا ترمي بيوت الناس بالحجارة\". أخيراً نتمنى على السفير مروان أن يبتعد عن الأنانية والشخصنة ويكون عون وناصح ومستشار صادق للوزارة التي منحته شهرته وإعتباره وهي التي كونت شخصيته وأن يبتعد عن الغرور وأن يكون حقاً نجل المناضل والشاعر الكبير الوحدوي الفقيد عبدالله عبدالوهاب نعمان ، صاحب النشيد الوطني والعربي والأممي ، الذي ترك بصمات لن تمحى وسيظل يتذكره الأجيال.و ونتمنى عليه أن لا يجبرنا على نبش القبور.ونتفرغ لقضايانا الكبرى. سامي محمد عبدالله