اللي ما يجي مع العروسة ما يجي مع أمها، واللي ما يجي بالثورة ما يجي بالتعديل الحكومي، ما قدرنا نغير وقدها ثورة، عادنا با نغير بتعديل حكومي؟!. ما قدرنا نغير وقد شلينا رئيس وحطينا رئيس بدله، عادنا بانغير بوزير محل وزير!؟ أجمل ما في المبادرات والقرارات والتغييرات التي نسمع عنها في بلادنا انها تأتي من باب جبر الخواطر "قرار ولو جبر خاطر والاَّ مبادرة من بعيد"، وعليه قررنا بعد الاطلاع على حالة الوفاق ما يلي: مادة أولى: الديمة الديمة إلا خلعنا بعض وزرائها. مادة ثانية: يتم استبدال الوزير الفلاني بالوزير العلاني كل قرين اسمه وحزبه. مادة ثالثة: يستمر الوضع على ما هو عليه. نغير في القشور فقط.. في حين تبقى البصلة البصلة والحقيقة أننا لم نعد نملك سوى إصدار القرارات والبيانات وتشكيل اللجان وليس مهماً أن يلمس الشعب آثاراً لكل هذا الزخم اللفظي والحرفي. فكل الجهات الحكومية مثلاً تتفنن في إصدار البيانات الخاصة بأسماء ضاربي أبراج الكهرباء ويعرفونهم فرداً فرداً، لكن الأبراج تنضرب مكانها وكأن مهمتهم انتهت بالإعلان عن ضاربي الأبراج! وكذلك القرارات التي نسمع عنها كأن مهمتها الوحيدة تنتهي بإصدارها ونشرها في الجريدة الرسمية. وإذا كانت البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير والخطر يدل على الخطير والجهل بالتغيير يدل على سوء المصير فليس أمامك سوى أمرين: إما أن تجر يدك من تحت الحجر ببصر يا بصير أو انك تكون مثل الجدار القصير من جزع تركَّا به أو أنك تتفرج عليهم وهم بيقصوا جناحاتك حتى لا تستطيع أن تطير، وفي كل فالتغيير في هذا البلد حيرة على الصغير والقصير والكبير والوزير والمدير ولا أثر للتغيير الجذري الكبير.