تحرك الشعب اليمني نحو التغيير والنضال السلمي كغيرة من البلدان العربية والإسلامية .. فاستحسن تجربة تونس ومصر في التغيير والانتفاضة ضد أنظمة ظلت تتسلط وتمتهن شعوبها .. فخرج إلى الشوارع يبتغي التغيير الجذري للنظام الظالم والمرتهن للخارج .. ولكن هناك من يعمل جاهداً في كبح هذه الثورة المباركة فالعمل المزدوج من قبل الأمريكان ودولة السوء السعودية في تخدير الثورة الشعبية واللعب بالأوراق السياسية والعسكرية والقبلية في اليمن أصبح واضحا ولم يخفى على احد .. وهذا العمل الدءوب لأجل الالتفاف على الثورة وتمديد فترتها ليخيم بعد ذلك الملل واليأس وتضعف إرادة الثوار ويتراجعوا عن مطالبهم التي خرجوا لأجلها.. فاعتقد أن الثورة الشعبية كانت كفيلة بإسقاط النظام منذ أول وهلة لانطلاق هذه الثورة ولولا التدخلات الخارجية التي حالت بين نجاح الثورة والعمل على فشلها حينها أوحت أمريكا والسعودية إلى عملائهم أن ينشقوا عن النظام ويحولوا مسار الثورة السلمية ويضفوا عليها طابع المدافع والرصاص وتتحول القصة إلى أزمة .. ومن ثم تطرح الدول الاستكبارية فرضيات وحلول لما من شأنه المحافظة على النظام وإعادة ترتيبه من جديد والسيطرة على المؤسسة العسكرية وتغيير عقيدة الجيش .. وفي الوقت نفسه أتاحت الثورة الشعبية فرصة للمجرمين والقتلة الذين حكموا البلاد بالحديد والنار أن يرحلوا ويتركوا الشعب اليمني يعيش حرا ويخرج من تحت الوصاية الأمريكية ويبني دولته المدنية التي تكفل حقوق الجميع .. لكن مراوغة المجرمين والقتلة ومحاولاتهم للالتفاف على الثورة ومطالبها المحقة سارعوا في تأييد الثورة أمعانا منهم في المضي لحكم اليمن من جديد والضحك على الشعب اليمني وإفشال ثورته وتزعمها في الوقت نفسه .. حيث كان يتحفنا ظهور المجرم علي محسن الأحمر وحميد الأحمر في وسائل الإعلام ويقدموا أنفسهم ثوار وأحرار وقادة للثورة ويهاجموا علي صالح ونظامه لكن الواقع هم النظام نفسه الذي خرج الشعب اليمني لإسقاطه والمطالبة برحيله .. في المقابل هذا الالتفاف و المراوغة لن تجدي لان الشعب اليمني قد أصبح واعيا ويعرف أساليبهم حتى لو تقمصوا ثوب الثورة وأعلنوا تأييدهم لها فهذا لن يكفي فلو كنتم صادقين فيما تدعوه لتركتم اللهث وراء السلطة والمناصب وتركتم أسلوب القمع والتسلط الذي لازلتم تمارسوه حتى اليوم فسجون الفرقة مليئة بالمعتقلين الثوار ويمارس بحقهم أبشع أساليب العذاب والظلم .. لكن الواقع هو يحكي خلاف ما تدعوه فانتم تعتقدون أنكم ستفرون من العقاب وسيغيب تاريخكم المظلم المليء بالجرائم والقتل وراءيتم انه بحجة تأييدكم للثورة انه ملاذ امن وسيغفر لكم الشعب خطاياكم والذي لم تعتذروا له إلى اليوم .. وبالتالي هذا فعلا يسهل للشعب اليمني أن يجهز ملفات فسادكم وإجرامكم ومن ثم تقدم لمحكمة الشعب لينظروا في أمركم وجرائمكم التي اقترفتموها طيلة 33 عاما .. لاسيما من كانوا قيادة للحروب في الجنوب والشمال ومن نهبوا الأراضي وحقوق الناس ومن أفتوا باستباحة دماء أبناء الشعب اليمني أثناء حرب صيف 94م والحروب الست في صعدة .. وبعد هذا كله الشعب اليمني خرج إلى الشارع لينتفض ويهتف بصوت الحرية ويقول \"الشعب يريد إسقاط النظام \" فلن يعود ولن يتراجع فيما اختاره وطالب به .. فالثورة قد عمدت بدماء المئات من الشهداء وآلاف من الجرحى من شباب اليمن الأحرار .. فلن تستطيعوا أن تخمدوا جذوتها فشباب الثورة لازالوا في ميادين التغيير صامدون حتى يأتي فرج الله وتنتصر الثورة وتعم الفرحة في أرجاء البلاد ويسقط النظام ويحاكم المجرمون والقتلة وترجع الحقوق المنهوبة بأذن الله نعم المولى ونعم النصير ..