قد ننادي الضمير وننادي الذات الانسانية ونتوهج في أنين الروح ويعاني مجتمعنا من إفراط ومبالغة في الدعوة الى الاصلاح السياسي والثقافي والإداري ونسخر كل الطاقات الابداعية في الترويج والهرج الاعلامي وننسى البناء والتشييد ورسم خطط واستراتيجيات وفق رؤية وطنية تحمل المشروع الوطني لبناء الدولة . والحقيقة الناصعة نصوع الشمس أن الاطراف السياسية ظلت تحمل هذا الهرج الاعلامي دون عمل خطوات جادة لمواكبة التحديث والتمدن وتحقيق الدولة المدنية التي يزعمون تحقيقها . ولذالك فما زال مجتمعنا يعاني من الركود السياسي والعلمي والمهني وليس هذا عيب مجتمعنا بل عيب حتى المجتمعات العربية أنهم يتناسوا كل الماضي ويزغردوا للحاضر لكن دون هدف ولا رؤيا و لا عمل دراسات لدراسات الواقع وما هو الذي يحتاجه المجتمع بل تنطبق عليهم عبارة (( معاهم معاهم عليهم عليهم )) ولذالك فهم يتناسوا ايجابيات الماضي لكنهم يتذكروا السلبيات ولذا ظهر عكس ما تمنوه فقد كانوا يتمنون أن يقضوا على سلبيات الماضي فها هم اليوم يطبقوا سلبيات الماضي والغريب من هذا كله أنه اخترعوا سلبيات قد تكون بحجم سلبيات وايجابيات الماضي و لم يحققوا ايجابيات تذكر على أرض الواقع وبهذا نظل نترحم على الماضي عندما نرى قادة الحاضر من أمثال من لعنهم الدهر . والغريب في ذالك أن كل الاطراف المتصارعة في اليمن سواء كانت ( الحزبية , والدينية) تدعي انها تعمل لصالح الوطن حتى لم نعد ندرك من الذي يعمل لصالح الوطن هل هي الاحزاب السياسية أم الايديولوجيات الدينية أو المجتمع المدني ولم نعد نفرق بين معنى الانتماء والوطنية هل معنى الوطنية هو الانتماء الحزبي أم الانتماء السياسي أم الانتماء الى الجمعات الدينية المتشددة أم هل ضاع معنى الوطنية وأنخرط في هذه المنظومات ولم تعد إلا شعارات ترددها الاطراف المتصارعة المتحاربة . لكن ما أن نمعن النظر الى مفهوم الوطنية الحقيقة تظهر ناصعة في سماء الوطن وتتراء لكل غيور على أرضه وترابه لتتحدث الوطنية عن نفسها وتقول أن الوطنية الحقيقة هل الاعتزاز والافتخار بهذا الوطن المعطاء ليست الشعارات الوهمية التي تمجد تحت سقف الحزب و القبيلة وإنما هي تمجيد الوطن و مناداة الذات الانسانية لتكون خاضعة للوطن وأن يكون شعارها دائما( أنه لا صوت يعلو فوق صوت الوطن) .