في دنيا كلا منا متاعب كثيرة مختلفة الاشكال والالوان والاحجام , وان كان بعضها حقيقيا والبعض الاخر وهميا لا وجود له في الواقع . وفي الحقيقة كثير من هذه المتاعب التي نتعرض لها وما تسببه لنا من قلق وهموم واحزان ليست صادرة من المتاعب ذاتيا , وانما هي تنتج من داخل النفس احياننا حين ننضر الى المواقف المختلفة المحيطة بنا بعين التطير والتشاؤم ونعتبر نتائجها متاعب ..ما بعدها متاعب والعجيب ان الموقف الواحد قد يختلف على نتيجته اثنان , احدهما يعتبره موقفا شاقا مرهقا يضني النفس ويوجع القلب ,بينما الأخر ينضر اليه ببساطة متناهية ويعده شيئا عاديا لاغبار عليه ...ولا يستدغي اطلاقا كل هذا القلق والتوتر والانفعال وما يخلقه من هموم واحزان ومع اختلاف الحكام نجد ان الناس تختلف في نضرتها الى الحياة وفي تقديرها للامور اختلافا عظيما ,فهم مختلفون في تقييمهم للقبح والجمال , وكما يجب ان يكون او لا يكون ولما هو خطاء او صواب اذا تختلف نفوس الناس كما تختلف وجوههم ... وبالتالي تختلف افعالهم وانماط سلوكهم .. قديما قالو "ان للافعال صوتا اعلى من صوت الأعمال " لهذا يجب ان يحكم الناس على الأخرين بافعالهم لا بأقوالهم وتصرفاتهم ليس فقط بكلامهم صحيح قد تكون النوايا الطيبة موجودة ..لكنها وحدها لا تكفي ومن المدهش اننا كثيرا ما نلتقي باناس حسن النية ,صافي السريرة الاانهم يكتفون بهذا القدر ولا تخرج اعمالهم ابدا الى دنيا الواقع ولا تصدر افعالهم اطلاقا في عالم الحقيقة مجرد نية طيبة صافية.. فقط اما الافعال المحسوسة الملموسة فلا وجود لها في الواقع ومن هنا قد تاتي بعض المتاعب حين نتكاسل عن القيام باداءواجب ما في وقت ما لشخص ما هذا التاجيل المستمر يصعب العمل كما يقولو " التاجيل يجعل العمل السهل صعبا كما يحعل العمل الممكن مستحيلا فلنعمل دوما على تغيير انفسنا للافضل ولنعلم ان الانسان في حالة تغيير دائمة فانت لست نفسك قبل سنة او قبل سنوات انت تغيرت وتغيرت ومن المؤكد تلمس بنفسك مواطن التغيير وحتما انت تعرفها اكثر من غيرك فلاما لايكون تغييرا للافضل والحسن والأجمل؟؟ فليواجه كلا منا مواطن ضعفه بقوة وشجاعة وليتعرف كلا منا على اخطائه وليعترف بوجودها صراحه بينه وبين نفسه ولنتعلم جميعا ان لكل انسان مهما كان قويا نقطة ضعف وفي كل انسان مهما كان ضعيفا مركز قوة فليقف كل منا وقفة مع النفس ... ولنتصارح بصدق مع الذات لنحاول معرفة ماهيتنا عن قرب ولنتعرف على حقيقتنا عن كثب كي نفهم انفسنا فأدا لم نفلح في ذلك اقصد اذا صعب علينا ذلك واخفقنا في معرفة انفسنا وفهم حقيقة ما بداخلنا فليس اقل من ان نعرف كيف نعيش .. وكيف نحيا .. بل كيف نمارس ( فن الحياة )