بدأت الهجرة المنظمة ليهود اليمن إلى إسرائيل بين عامي (1948 – 1951) ضمن ما يسمى برحلات (بساط الريح)، وأشرفت عليها وكالة بريطانية كان لها مكتباً في عدن، وبتمويل من أحد البنوك البريطانية في عدن أبان الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن. وتم خلالها تهجير ما يزيد عن (50) ألف يهودي يمني، حتى لم تتبق في اليمن أكثر من (250) عائلة يهودية. لكن خلال حكومة "إسحق شامير" مارست جمعيات يهودية يمنية في اسرائيل برئاسة "افيغدور كهلاني" ضغوطاً على حكومة شامير لاستقدام بقية اليهود اليمنيين. فإنتهزت الولاياتالمتحدة إنشغال اليمن بالأزمة السياسية بين حزبي المؤتمر والاشتراكي التي تأججت عام 1992م ثم تطورت إلى حرب إنفصال، فقامت خلال الفترة (1992- 1995م) بترحيل نحو (800) يهودي يمني إلى إسرائيل- بينهم أسرتنا- ويقال أن ذلك تم بمساعدة رجل أعمال يمني كبير يدعى "شاهر عبد الحق". معظم من تم تهجيرهم تم تسكينهم في حي "اوشيوت" من مدينة "رحوفوت".. وقد تحول هذا الحي خلال الأعوام الماضية إلى نموذج مصغر لقرية يمنية، لا تفارق بيوتها "المداعة"، ومقايل القات، والقنوات الفضائية اليمنية والعربية.. وظلوا يمارسون طقوسهم اليمنية بحذافيرها حتى اليوم- بما في ذلك عادة منع تعليم الفتاة بمدارس مختلطة، أو إرتدائها ملابس الموضة غير المستورة.
• الحنين إلى الوطن يعيش اليهود اليمنيين الذين وصلوا في التسعينات- وأنا منهم- حالة من الاحباط في إسرائيل، فهم يحنون إلى الوطن الأم. وقد نشرت "نيويورك بوست" تقريراً عنهم، واوردت على لسان "يحيى تسفاري" قوله عن عن جيرانه المسلمين في اليمن: "إنهم كانوا يقدمون لنا سلال الفواكه من دون مقابل، ويتعاملون معنا بصدق وإخلاص، واذا كان اليهودي محتاجاً لنقود كان يدينه العربي من دون مشكلة، حتى انه لم يكن يطالب بنقوده الى ان نعيدها. هناك في اليمن كانت الحياة هادئة نزرع الأرض ونعتاش منها. لم نشعر يوماً بضائقة اقتصادية مع اننا كنا نعمل نصف يوم". "يونا" زوجة يحيى تسفاري، تتمنى اللحظة التي تتاح لها فرصة العودة الى اليمن، والسبب كما تقول في التقرير انها لم تعد قادرة على تحمل طبيعة الحياة اليومية في اسرائيل حيث قالت: "انا لا أتمتع إلا بخبز الطابون- التنور- في ساحة البيت. هذا الأمر أزعج الجيران، وسبب لنا المشاكل، مما اضطررنا الى إحضار طابون من غاز داخل البيت. ثم ان الطحين في اسرائيل غير صحي كما هو الوضع في اليمن. لقد اشتقنا لرائحة الخبز المنتفخ. هناك كل شئ بسيط وصحي، حتى المياه التي كنا نأخذها من البئر افضل ومفيدة اكثر من الأنابيب هنا التي لا تجلب الا الحجارة للجسم".