صعدت الحكومة الإسرائيلية اليوم السبت مواجهتها مع صنعاء، واتهم مسئول أمني إسرائيلي اليمن بتزويد منظمة "حماس" الفلسطينية صواريخ صينية الصنع ذات مدى تدميري واسع ضمن دائرة قطرها مائة متر، تم ضرب أربعة منها بمنطقة "بئر السبع" الأسبوع الماضي. واعتبر مصدر سياسي يمني- في تصريح ل"نبأ نيوز"- تزامن تصريحات المسئول الأمني الإسرائيلي مع يوم انعقاد جلسة محاكمة ثلاثة يمنيين ينتمون لتنظيم "الجهاد الإسلامي" الإرهابي، ومتهمين بالتخابر مع إسرائيل والتراسل مع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي "أولمرت" وزوجته هي "محاولة لذر الرماد على العيون، لإبعاد الأنظار عن الحقائق التي تكشفت في جلسات المحاكمة، والتي تؤكد ارتباط إسرائيل بتنظيم القاعدة والجهاد الإسرائيلي الإرهابيين". وأشار المصدر إلى أن إسرائيل مع كل جلسة محاكمة تعقد في صنعاء تحاول سرقة أنظار الرأي العام بقصة جديدة، على غرار ما أشاعته حول أسرة القاضي الإرياني- ثاني رئيس جمهورية لليمن- بأن أصوله يهودية، وأنه كان يخدم مصالح إسرائيل؛ والتي نشرتها "ها آرتس" في نفس يوم الجلسة الأولى لمحاكمة عناصر "الجهاد الإسلامي" المتهمين بالتخابر مع أجهزتها، منوهاً إلى أن الجلسة الثانية تزامنت مع إصدار تقرير دولي يتهم اليمن بتهريب الأسلحة للصومال، وهو ما اعتبره "تمهيداً لاتهامها بتزويد حماس بالصواريخ الصينية". وأكد المصدر أن اليمن لن تتأثر بأي ضغوط تمارسها إسرائيل لإغلاق ملف القضية، وأن القضاء سيصدر قراره بحق المتهمين، وأن صنعاء ستكشف للرأي العام كل التفاصيل المرتبطة بالقضية، والتي من شأنها وضع الكثير من علامات الاستفهام حول مدى تورطها بتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر. وكان المتهمون الثلاثة اعترفوا خلال التحقيقات بالعمل مع الموساد مستخدمين شركة وهمية ومبدين الاستعداد لتقديم معلومات للاسرائيليين عن اليمن، فيما وافق الاسرائيليون على دعم هذه الخلية شريطة عمل أعضائها على مستوى الشرق الاوسط؛ علماً أن زعيم الخلية سبق أن أعلن مسئولية تنظيم الجهاد الاسلامي عن استهداف السفارة الأمريكيةبصنعاء، وهو على ما يبدو ما تخشى واشنطن افتضاح أمر تورط إسرائيل في ضرب المصالح الأمريكية للرأي العام الأمريكي. مصادر خاصة مطلعة أكدت ل"نبأ نيوز" أن صنعاء تتعرض لكثير من الضغوط الخارجية بشأن قضية عناصر الجهاد الإسلامي المتهمة بالتخابر مع إسرائيل، كاشفة النقاب عن اتصالات من قبل مسئولين بالسفارة الأمريكيةبصنعاء مع الجهات الرسمية اليمنية يطالبون بإغلاق ملف القضية، غير أن صنعاء رفضت ذلك، ثم استجابت لطلب لاحق بجعل جلسات المحاكمة "مغلقة" للحيلولة دون كشف الأسرار الأمنية للرأي العام، والذي تخشى الولاياتالمتحدة أن تتسبب بتأجيج مشاعر غضب الشارع اليمني. واتهمت المصادر الولاياتالمتحدة بالوقوف وراء المشاكل التي أثيرت مؤخراً حول أبناء الطائفة اليهودية في اليمن، ومحاولة استغلالها لإثارة رأي عام دولي ضد صنعاء تحت مظلة "اضطهاد الأقليات الدينية"، واستخدامها كورقة ضغط في قضية عناصر الجهاد الإسلامي وعلاقتهم بإسرائيل، وكذلك في إطار المشروع الإسرائيلي لاستقدام بقية اليهود اليمنيين إلى إسرائيل، والذي سبق أقرته حكومة "إسحق شامير" وأعاقته صنعاء. إذ أن جمعيات يهودية يمنية في إسرائيل برئاسة "افيغدور كهلاني" كانت قد مارست في بداية تسعينات القرن الماضي ضغوطاً على حكومة "شامير"، لاستقدام بقية اليهود اليمنيين، وقامت الولاياتالمتحدة باستغلال انشغال اليمن بالأزمة السياسية بين المؤتمر والاشتراكي التي تأججت عام 1992م ثم تطورت إلى حرب انفصال، فقامت خلال الفترة (1992- 1995م) بترحيل نحو (800) يهودي يمني إلى إسرائيل، تم تسكينهم في حي "اوشيوت" من مدينة "رحوفوت". هذا وكانت "نبأ نيوز" نشرت في وقت سابق ملفاً خاصاً، كشف أسراراً كثيرة حول الضغوط الأمريكية والإسرائيلية على اليمن، وطبيعة المؤامرات التي أحيكت بهذا الاتجاه.. انقر هنا .. للإطلاع على ملف: ((يهود اليمن.. مؤامرات الاستدراج ، واللعنة في إسرائيل))