*حرصت على حضور فعالية تكريم معلمي حضرموت(مديريات الساحل)مطلع هذا الاسبوع التى نظمها مكتب وزارة التربيه والتعليم بالمحافظة بالقاعة الكبرى لمركز بلفقية الثقافي, وشرفها بالحضور نائب وزير التربية الدكتور عبدالله الحامدي ومحافظ حضرموت الاخ خالد سعيد الديني ومدير عام التربية جمال عبدون ,وكوكبة من الاساتذة المعلمين الاوائل الاجلاء ,الذين سيحالون للمعاش التقاعدي وعددهم (44)معلما ومعلمه من مختلف مديريات ساحل حضرموت , كانت بحق فعاليه وفائيه جميله ورائعة جدا جسدت معان وقيم نبيلة حرص مكتب التربية بحضرموت على الالتزام بتنفيذها نهاية كل عام دراسي. *رصدت لحظات الفرح والحبور التى ارتسمت على محيا المعلمين المكرمين , وكان من بينهم معلمي بالصف(الاول ابتدائي) الذى تلقفت من شفاه الاحرف الهجائية ,راقبت لحظات تكريمه من قبل نائب وزير التربية بشهادة تقديرية والصورة الجماعية وقد كانت بحق لحظات وفائية غاية في الروعة , سيما والمعلم يستحق منا الكثير والكثير وهو الذى عاني وقاسى الامرين في فترات سابقة ,عانوا صعوبة الظروف وقسوة الطبيعة وهم يتنقلون مابين مناطق وأرياف حضرموت ليؤدون اسمى رسالة وأقدس مهنة (تربية وتعليم) وصناعة وتشكيل عقول النشئ وتزويدهم بالعلم والمعرفة , وقديما قال عنهم أمير الشعراء احمد شوقي: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا ..وحينما عاد معلمي القدير الى مقعده سألته , عن امنيته التى يتوخى تحقيقها الان ؟!بعد ان قضي 35 عاما في خدمة الاجيال , اضفت قائلا :الى ستتجه الان ؟!فأجاب امنيتي فقط من مكتب التربية بحضرموت توظيف ابنتي لديهم..وسوف اتجه الى العمل ولو لخمس سنوات ان تمكنت بالتدريس في المدارس الخاصة في مديريتي التى تشكوا ضعفا في التعليم الاساسي , ومازلت اشعر ان الحاجة ماسة لتعزيز التعليم النوعي , خصوصا والتعليم الحكومي الحالي لم يكن بالمستوى الذى عهدناة سابقا , فلا المعلم يلتزم بما عليه ولا الادارات المدرسية ايضا وكذلك اصبحت العدوى تسحب نفسها على الطلاب ايضا , مع ضعف دور الاسره والمجتمع مؤكدا ان الاتجاه اليوم نحو التعليم الاهلي والمدارس الخاص حيث يحضي الطالب بشي من الاهتمام والمتابعة الدؤوبة !! سألته عن المعاش التقاعدي وليتني لم اسأله..فنطق في نفسه حشرجة ألم وحسرة:انا اتقاعد اليوم بملبغ زهيد لايتجاوز ال(90,000) الف ريال , وذكر لي اسم احد طلابه الذى اعرفه جيدا وهو يعمل الان بأحدى الجامعات الحكومية لفترة لا تتجاوز العشر سنوات , قال بان مرتبة اليوم تجاوز مبلغ (256,000) الف ريال وبان فروقات مرتبه فقط تتجاوز مرتب معلمي المتقاعد , وهو الذى قضى خمسة وثلاثون عاما في خدمة الاجيال ويحال الى التقاعد بملبغ زهيد جدا !! علقت مخففا على الاستاذ بقولي : انت في اليمن !!فلا تحزن ولا تستغرب , فقد اصبح كل شئ جائز وممكن يحصل ؟!!فاردف بالقول لكن الظلم ظلمات سيما والموظف نفس الموظف ونفس البلد والحكومة نفسها ؟! فلماذا يحصل كل هذا للمعلم الذى افنى عمرة في تربية الاجيال !! لم املك الا ان اهنئ معلمي مجددا بمناسبة التكريم ,وقلت له كل عام ومعلمي بلادي في خير وعافية وفرح وسعادة ولو افتراضيا او لنقل معنويا لابأس من خلال التكريم السنوي بعيد المعلم الذي يصادف ال(5)من مايو من كل عام , وقطعت عهدا على نفسي ان لا نكف عن المطالبة و الالحاح ليكي ينال معلمو بلادي حقوقهم من امتيازات وعلاوات وبدل سكن وريف وطباشير وما الى ذلك من حقوق مشروعة , ولابد من انصاف المعلم ومساواته بالاخرين وربما من هم اقل منهم عطاءا وأنتاجا في الميدان , ولا خير في امة لا تقدر معلميها !! *مدير تحرير صحيفة المسيلة الاسبوعية.المكلا