برغم اني لم احصل على معلومات تفصيلية حتى هذه اللحظة عن التفجير الذي هز سوقا شعبيا في مدينة صعده وادى الى استشهاد شخصين وجرح اثنا عشر شخصا اخرين ، إلا انه يمكن القول ان مثل هذا العمل الارهابي الجبان لا يختلف عن الاعمال الارهابية الاخرى التي ضربت الجنود في ميدان السبعين اثناء ادائهم استعراضا عسكريا تجريبيا فكانت تلك المجزرة المروعة ، والتي تلاها تفجيرا ارهابيا مروعا اخر بعد شهور من تفجير السبعين ، حيث تم تفجير عبوة ناسفة عند بوابة كلية الشرطة بصنعاء اثناء خروج الطلاب في اجازتهم الاسبوعية فكانت مجزرة ارهابية اخرى بحق طلاب الكلية الابرياء ، وهناك العديد من التفجيرات الارهابية مثل تفجير بوابة صالة المدائن وتفجير بعض النقاط الامنية التابعة للحرس الجمهوري والأمن المركزي ، ففي بعض الحالات كانت القاعدة تعلن مسؤوليتها والبعض الاخر تضل قيد الغموض. وعلى اية حال نستطيع القول ان تفجير السوق الشعبي في صعده هو من صنع الجماعات الارهابية في اليمن والتي احترفت هذا العمل رغم بشاعته وعظم الجرم والإثم الكبير الذي توعد الله به سفاكي الدماء قتلة الانفس البريئة بالخلود في نار جهنم والعذاب المهين ، لان تلك الجماعات التي تمارس القتل والإرهاب بهذه الطريقة الوحشية انما تخدم بالدرجة الاساس اجندة سياسية امريكية وإسرائيلية في اليمن تتمثل في الايقاع بين مكوناته الاجتماعية بغية اشعال صراعات وحروب اهلية داخلية حتى لا يتنبه اليمنيين الى الاستعمار الامريكي الجديد ومقاومته. ان الاستراتيجية الامريكية كما هو معروف في احتلالها لكثير من البلدان العربية والإسلامية تقوم على اذكاء الصراع والفتن والحروب الداخلية بين مكونات نسيجها الاجتماعي وتركيبات سكانها الطائفية والعرقية والجهوية بهدف شغل ابناء تلك الشعوب بصراعات بينية ومن ثم تنفيذ مشروعها الاستعماري بكل سهولة ويسر ومن دون ان تتكبد أي خسائر تذكر ، بل ومن دون ان تواجه اية مقاومة ضد جنودها وقواتها واحتلالها لتلك البلدان ، لأنهم في الاصل مشغولون بصراعات وحروب اهلية داخلية تمنعهم من مجرد التفكير في مواجهة الاستعمار الامريكي الجديد. لقد ادركت امريكا خطورة الثقافة القرآنية والفكر المستنير الذي خطه ورسم ملامحه الشهيد القائد السيد/حسين بدر الدين الحوثي على مشروعها الاستعماري لليمن ، حيث انتشر انصار الله بصورة واسعة شملت ارجاء اليمن فأينما حل انصار الله حلت معهم الثقافة القرآنية العظيمة لتشكل وعيا جماهيريا مستنيرا يقوم على ادراك مخاطر الاحتلال الامريكي لليمن ومن ثم ضرورة مقاومته بكل الاشكال والوسائل حتى تحرير اليمن من كافة اشكال الاحتلال والنفوذ والهيمنة الامريكية خاصة بعد ان شاهد السفير الامريكي تنامي الوعي الشعبي اليمني بقيادة انصار الله المتمثل بالمظاهرات والمسيرات الجماهيرية الحاشدة والتي تخرج في معظم المدن اليمنية غضبا واحتجاجا على السياسة الامريكية الاستعمارية لليمن. انني اكاد اجزم ان السفير الامريكي في صنعاء هو من يقف وراء تفجير السوق الشعبي في مدينة صعده كما يفعل الامريكان في دول عربية وإسلامية اخرى مثل افغانستان والعراق وباكستان والصومال وليبيا وسوريا ولبنان من خلال جماعات ارهابية تكفيرية زرعتها المخابرات الامريكية تحت يافطات وشعارات دينية زائفة بعيدة كل البعد عن جوهر الدين الاسلامي الحنيف ، ولذا فانه يمكن القول ان السفير الامريكي قد قرر تنفيذ مخططه الاجرامي ضد انصار الله ومشروعهم القراني المقاوم للاحتلال الامريكي لليمن ، حيث وقد لوحظ في الاسابيع القليلة الماضية شن حملات اعلامية مغرضة ضد انصار الله كمقدمة من قبل اطراف وجماعات مقربة من السفير الامريكي لتعكس حالة التناغم الكبير بين القول والفعل والخطة والهدف والتنسيق الواضح بين تلك الجماعات والسفير الامريكي بصنعاء وسياسة امريكا في المنطقة بشكل عام.