فيما مضى - وتحديداً قبل دخول قرار تحويل السبت إلى يوم إجازة كبديل عن الخميس - كان السبت يمثل يوم الذروة الأسبوعية للعمل , وما بعد السبت أضعف أضعف حتى يأتي الخميس والخميس مبنيٌ على التخفيف كما يقال بل إن البعض أنشد فيه عن حال الطلاب شعراً : يوم الخميس ترى الصبيان في فرح *** مستبشرين بهذا اليوم والثاني . وبرغم إجازة الخميس الجميلة إلا أن الجهات المزعوم تضررها كالبنوك والشركات التجارية كان الغالب منها – إن لم يكن الكل - يداوم الخميس قبل صدور القرار وبالتالي فلا ضرر , ويأتي السبت كيوم دوامٍ تُوَاصِلُ فيه هذه الجهات المزعوم تضررها دوامها فتربح الخميس والسبت . وعلى العكس من ذلك وللتأمل : تداوم هذه الجهات الخميس دواماً كالعادة لم يتغير سوى بنسبة ضئيلة حيث الرقابة ومحاولة فرض الدوام ومع ذلك فلا يزال الخميس هو الخميس في نظر الجميع وقد خسرت هذه الجهات التعاملات المحلية والعربية كما خسرت بقية القطاعات الحكومية وفي مقدمتها التعليمية والصحية والخدمية دوام السبت الذي هو كما ذكرت آنفاً يوم الذروة واستبدلته بيوم الخميس الذي هو يوم التخفيف والخمول !! وعلى مهْلِكِ يا أيام فَمَعَهَا ستخف وطأة الرقابة الصارمة لفرض دوام الخميس فيعود الخميس كما كان وبالتالي نكون قد خسرنا يوم الذروة وطنياً وتجارياً وتماهينا مع الغرب واستسلمنا للضغوط فيمكن أن تقتضي المصلحة التجارية إلغاء إجازة الجمعة واستبدالها بالأحد ولا بأس من إلغاء خطبتي الجمعة كونها تمثل مؤتمراً يتجمع فيه الناس وينطلقون بعدها في مظاهرات منددة وغاضبة على الأنظمة والحكومات والتدخلات وفتاوى علماء الأنظمة جاهزة للتبرير !! بعد كل ذلك يأتي التساؤل : ما الذي كسبناه من قرار حكومة السبت ؟ خسرنا .. وخسرنا فقط ليس تجارياً فحسب ولكن تعليمياً وصحياً وخدمياً وسقطنا دينياً وأخلاقياً . تحدِّي : حكومة السبت التي أقرت إجازة السبت دون قراءة النتائج والعواقب المترتبة عليه لو صَحَتْ في يوم فأنا على ثقة من تراجعها عن هذا القرار , ولئن كانت لا تعلم – ولا أظنها كذلك - فقياس الأثر بسيط وما عليها سوى تغيير اجتماعها الأسبوعي إلى يوم الخميس لترى من سيحضر من وزرائها , وعلى ذلك تقس بقية القطاعات الحكومية . أتحدى باسندوة وحكومته الكسيحة أن تتخذ قراراً كهذا .