هناك عقول تفكر ، وهناك من يرسم ويخطط ، وهناك من يتولى الأمر ، عقول تعمل بأستمرار ولها اهداف لم ولن تتأخر عن موعد تنفيذ خططها . هذه العقول الغربية التي وصلت ببلدانها الى ان يكون لها حضور دائم على سطح القمر بعد ان اقسمت الا ان تصل ، فكيف لها ان لا تصل الى بلدان عربية واقصد بلوغ الحلم الذي رسمته ولن تتراجع عنه وهو تشكيل ( الشرق الأوسط الجديد ) بتشكيلة جديدة على نمط يجعل كل شي وكل شي بأيديهم حتى النفس الذي يأتينا من الأجواء الملوثة بسموم سلاحهم لا بد ان يكون بأيديهم وعن طريقهم . ليس العقول المعطلة التي يحملوها العرب حكام وشعوب ، انا اقول معطلة لأنها لا تعمل ولا تريد ان تفهم ان هناك مؤامرات تحمل بصمات الغرب ومعمدة بالعشر الأصابع بل اصابع اياديهم وارجلهم ، تصوروا انهم لم يفهموا ان ماحصل للعراق انما مؤامرة صهيونية بعدما شعرت اسرائيل انه يشكل خطر عليها بعد ان هدد بمحوها ! ولم يفهموا ان ماحدث لليبيا كذلك مؤامرة ! ولم يفهموا ان سوريا ومصر وايران والسودان والجزيرة العربية ستتبع الواحدة تلو الأخرى ، الا تعتقدوا معي ان مثل هذه العقول انما معطلة الكترويناً بفعل فاعل !!! الكيماوي العراقي اوصل الغرب الى تحطيم العراق قبل فكرة الربيع المشؤوم وبتلك الفكرة المزعومة فكرة السلاح المدمر دمروا العراق وليس التخلص من صدام لحاله . سوريا اليوم لم يستطيعوا الوصول اليها بربيعهم مثلما وصلوا الى ليبيا لأن القذافي قد حطم سلاحه الكيماوي حسب طلبهم وبرضاه ولذلك لا يوجد لديهم عذر الكيماوي وهم لا يريدوا الكيماوي قدرما هو ذريعة للتدخل فقط ، واستخدموا سلاحهم الآخر واقصد ( الربيع الغربي ) في ليبيا وانتصروا . وتلك الدول استخدمت الربيع الغربي الذي استبدلته الدول الغربية اليوم بعذر الكيماوي للوصول الى نهاية سوريا بمعنى ( تتعدد الأسباب والموت واحدُ ) اما ان يحطموا الدول العربية بربيعهم الغربي المدمر واما بعذر الكيماوي الذي مسكوه على سوريا . الدول الغربية لا تحتاج الى عذر قدرما تريد تبرر تدخلها وتنفيذ مخططها في العالم العربي ، كما ان تلك الدول استطاعت ان تستخدم حكام العرب والمعارضة في آن واحد اداة للوصول الى ماتريد من خطط قادمة على تنفيذها بكل الطرق وبأي وسيلةً كانت ونحن الشعوب العربية وحكام نردد وراءهم كالببغوات اتهاماتهم ونصدقهم ولم نفهم ماذا يحاك لنا ولا الى اي هاوية سحيقة رايحين اليها وبكل سذاجة . السودان لن يكون الأخير في هذا المسلسل الطويل العريض وستتبعها بلد عربي آخر ثم الذي يليه حتى تتحقق الأمنية والخطة الغربية وعلى ايادينا العربية ، تارة بالربيع الغربي ، وتارة بالسلاح الكيماوي الذي بنيناه بأموال عربية وخبرات غربية ومعرفة الدول الغربية . وهنا السؤال الذي نلح عليه ورددناه اكثر من مرة : هل تفتكروا ان موضوع السودان حيتوقف عند تراجع البشير عن رفع اسعار المحروقات ؟؟ انا اقول لا وحتى لو يقوم البشير بدفع قيمة البنزين وتوزيعه على كل المواطنين السودانيين ، ويقوم بحمله على اكتافه الى كل بيت لن تتراجع الخطة ، فقد انطلقت حتى تحقيق الهدف من ربيع السودان الغربي . والله من وراء القصد .