كلنا سنتحدث عن بشاعة المجزرة التي اقدم عليها اناس نزعت من قلوبهم ادنى مشاعر الانسانية ضد الجنود الاربعة عشر، وهم يستقلون باضا مدنيا وبلباس مدني، فتلك الجريمة النكراء أدمت قلب كل من يملك قلبا.. ولكن ما قيمة ما سنتحدث به، طالما وكلنا يشارك في مثل هذه الاعمال الإرهابية، بدء من التربية في المنزل ومرورا بالمدرسة والجامعة، وانتهاء بالأصدقاء.. ان ما يحدث اليوم من قتل مروع خارج اطار القانون مرده التقصير في تربية أبنائنا. إن القتل بدم بارد بتلك المشاهد البشعة التي رأيناها، والتي لم تفرق بين ذبح الشياة وسلخها، نتاج تفلت اخلاقي وديني يمارس للأسف الشديد باسم الحفاظ على الدين والأخلاق.. فقلوب الجناة قد اتسخت وأحاطت بها قذارة سفك الدماء، لا لشيء إلا لأنهم ابتعدوا عن قيم الدين السمح الداعي إلى الرأفة والرحمة والشفقة بالنبات والحيوان، حتى ان من يرحمها يدخل الجنة ومن يعذبها يدخل النار. أين نضع هؤلاء القتلة من تلك المرأة التي دخلت النار في هرة، فلا هي أطعمتها، ولا هي أطلقتها لتأكل من خشاش الأرض.. لو قارنا فعل تلك المرأة بما فعل الوحوش بجنودنا لجعلناها ملاكا أمامهم. في حقيقة الأمر سوف يكون لتلك الجريمة وتوثيقها عبر الفيديو أثراً سيئا في نفوس اليمنيين، بل وستنقل للعالم بأن من قال فيهم رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه بأنهم أرق أفئدة وألين قلوبا.. لم يعد بعضهم على هذا النهج القويم، بل صار يتفوق على اعتى الجبابرة في عالم الإجرام. ونحن نشاهد تلك المشاهد الأليمة، قارناها بما يحدث في غزة من قبل جنود الاحتلال الصهيوني، فما وجدنا أي فرق.. سوى في طريقة القتلة البشعة، بل الانكى والأشد إيلاما أن يدعي مجرمونا أنهم مسلمون.. وفي حقيقة الأمر هم يتقمصون الدين الحنيف، بنفس الطريقة التي تقمصوا فيما الزي العسكري اليمني في حادث مستشفى العرضي، ليأمن لهم ضحاياهم، في مشهد ينم على الغدر، وجبن ودناءة القاتل، وهو نفسه ما حصل في حادثة جز رؤوس الجنود. أراد القتلة خلط الأوراق، بحيث لا يأمن أي جندي في المستقبل على حياته فيفر من واجبه في حماية الوطن والمواطنين، واذا لم تلقي الدولة القبض على الجناة، فسوف تنتشر هذه الثقافة وحينها لن يبقى أي جندي يقوم بواجبه.. لهذا ينبغي علينا ان نكتفي عن الحديث فقط ونقل الصور البشعة فيما بيننا، علينا ان نساهم في بناء جيل يتسلح بحب الوطن وحب إخوانه، جيل يعلم ان حب الوطن من الايمان وان قتل النفس محرم.. فالشباب امانة في اعناق الاسرة والمعلم والخطيب والفقيه ...الخ. ان تشجيع الاسرة لأبنائها على انتهاج اسلوب الفوضى وترويع الاخرين باسم المظاهرات السلمية وتركهم عجينة سهلة لدى مرضى النفوس في الشوارع، يساهم في خلق جيل بعيد عن قيم التسامح، جيل سهل على المجرمين ترويضه وجعله قنابل موقوتة لتفجير أي شي حتى اسرته. ما نريده ان تكون الحكومة شجاعة وان تطارد الجناة وتقدمهم الى العدالة ليأخذوا جزاءهم الرادع، وفق الشرع والقانون، وألا تترك المجال لأحد لكي يتستر عليهم، وهذه الحادثة هي المحك الرئيسي لتبقى الحكومة حية في قلوب المواطنين، ولكي يعود للجندي اليمني هيبته ورباطة جأشه. إن طي صفحة هذه الجريمة مثل جريمة العرضي وتقييدها ضد مجهول، هو إقرار بضعف الاجهزة الامنية التي عليها أن تقوم بواجبها، خاصة في الكشف عن الذين ابلغوا عن وجود الجنود في الحافلة.. نسأل الله العلي القدير ان يرحم شهداءنا، وان يحفظ بلدنا من اصحاب الافكار الضالة وان يهديهم رشدهم، وان يوفق الاجهزة الامنية للتصدي لمن ما زال مصرا منهم على ضلاله. . نائب عميد كلية التربية والعلوم بجامعة البيضاء الثورة