بدأ أحمد الجارالله العمل في الصحافة في سن مبكرة, حيث التحق عام ,1963 بالعمل في جريدة الرأي العام الكويتية وكانت جريدة يومية آنذاك, واستطاع الجارالله في شهور قليلة ومن خلال تغطيته للنشاط السياسي المحلي ان يؤسس منهجاً صحافياً فيما يتصل بالعمل السياسي الكويتي. هذا المنهج الجديد تمثل في مقال يومي تنشره »الرأي العام« على صفحتها الثانية, ويتناول الجهد السياسي للدولة لجهة تعاطيها مع الشؤون المحلية والعربية والدولية, سيما وان الحياة السياسية الحديثة كانت قيد التأسيس في البلاد, اذ استقلت الكويت عام ..1961 الى جانب هذه المواظبة على التحليل السياسي المحلي في الجريدة طور الجارالله عمله على اساس التحري وعدم انتظار الخبر لحين حدوثه وتمكن عبر هذا الاجتهاد من صنع اخباره بنفسه وذلك عن طريق اجراء المقابلات الوجاهية مع الشخصيات السياسية ولعل ابرز هذه المقابلات واشدها مغامرة ذهابه الى معقل الامام البدر, إمام اليمن السابق الذي كان يقود حركة مضادة لاسترجاع عرشه من الرئيس الاسبق عبدالله السلال. ومع الايام تحول الجارالله الى مرجع للاسرار المحلية والعربية.. وقد اوصله عمله الدؤوب هذا الى منصب اعلامي مرموق حيث اصبح نائباً لرئيس تحرير جريدة »الرأي العام« حين يكون رئيس تحريرها في الخارج. . أما عن مشواره مع الملوك والرؤساء العرب بدأ احمد الجارالله اولى مهماته الصحافية القاسية عام 1963 عندما قام بمغامرة جريئة في اليمن حيث قابل الامام البدر, الذي نقل عن الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر انه قتل في معارك شرسة مع قوات الجمهوريين, وواصل مهماته الخارجية منذ ذلك الحين وقابل عدداً كبيراً من الزعماء والملوك والرؤساء العرب, وهو معروف ليس بوصفه ناشراً صحافياً فقط, بل كواحد من الصحافيين البارزين في العالم العربي. وقد مكنته طاقته الكبيرة وحسه الصحافي المتطور من تكييف وتطوير "مفاهيم العصر في النشر" ومن اشباع رغبته في انتزاع الاعتراف بوصفه من بين طاقم العاملين وآلية العمل المعقدة في صحيفتي السياسة وعرب تايمز اللتين يملكهما ويديرهما حاليا وبوصفه مروجاً لصناعة الصحف, فقد حظي الجارالله بالاحترام والمكانة اللائقين بين اقرانه ممن يعملون في الحقل الصحافي. ومن المعروف ان الجارالله قد اتخذ موقفاً مؤيداً لمعاهدة السلام المصرية - الاسرائيلية في مراحلها المبكرة, ووقف الى جانب الجهود التي قام بها الرئيس الراحل انور السادات والتي توجت بتوقيع معاهدة »كامب ديفيد عام 1978«. ويناقش الجارالله كل قضية باسلوبه الخاص قبل الخوض فيها, لذا يحظى بالاحترام من الجميع لانه يمتاز بانشطة يحترمها القاصي والداني, ويلعب كناشر وصحافي دوراً مهما في معالجة القضايا المصيرية في الوطن العربي فهو من المؤمنين بشدة بالديمقراطية الحقة, لانها لا تتعارض مع الدولة او الحكومة او سيادة القانون.. والديمقراطية في نظره تتضمن حرية التعبير من خلال مؤسسات المجتمع المدني كالاحزاب والجمعيات ووسائل الاعلام التي يجب عليها احترام القوانين والانظمة. هكذا بدأ الجارالله بالصعود الى عالم الشهرة التي كانت القاعدة لثروته, فقد كان منذ البداية يؤمن ان عمله هو الطريق الاسرع الى النفوذ والثروة, وعندما حقق هدفه اعطى البرهان للاخرين على ان الصحافة تستحق اهتمام المجتمع بشتى فئاته لاسيما بعيدي النظر والطامحين. . الآن يصنف الجار الله ليس كواحد من كبار وجهابذة الصحافيين العرب فحسب, بل يعد ايضاً علماً من اعلام رجال المال والاعمال والاقتصاد, وذلك لاتساع رقعة استثماراته المختلفة على الصعيدين الاقليمي والعربي, فلديه مشاريع واستثمارات كبرى في المملكة العربية السعودية ومصر والمغرب وغيرها من بلدان القارتين الاسيوية والافريقية, جميعها استثمارات تحظى بنجاح واحترام كبيرين, كونها بالاضافة الى انشطته الاعلامية والتجارية تؤرخ مسيرة رجل لا يعرف له الكلل سبيلاً, فكانت رحلة عمله الطويلة عنواناً للمثابرة والاجتهاد وحسبه من سمعته العالمية انه نعم المجتهد ونعم المصيب. .