كان مسؤولون في المجلس الانتقالي قالوا ل «رويترز» ليل الأربعاء إن مقاتلي الحكومة الليبية الجديدة اعتقلوا المعتصم إبن معمر القذافي وهو يحاول الهرب من مدينة سرت. وقال العقيد عبدالله ناكر ل «رويترز»: «ألقي القبض عليه اليوم (الأربعاء) في سرت». وقالت مصادر أخرى من المجلس الوطني الانتقالي الحاكم إن المعتصم نُقل إلى بنغازي حيث جرى استجوابه في معسكر بوعطني العسكري حيث يحتجز. وأضافت أن المعتصم كان «منهكاً» لكنه لم يكن مصاباً بجروح. كذلك نقلت «فرانس برس» عن عبدالكريم بيزامة مستشار رئيس المجلس مصطفى عبدالجليل تأكيده اعتقال المعتصم القذافي (36 سنة) وهو طبيب وعسكري كان يقود كتيبة من وحدات النخبة. وقال إن «المعتصم القذافي اُسر في سرت ثم نقل الى بنغازي»، مؤكداً «لم نعلن عن هذا الأسر قبل ذلك تفادياً لأي محاولة (من اقربائه) لتحريره». لكن وسام بن أحمد أحد القياديين الميدانيين لقوات المجلس الانتقالي على جبهة سرت قال أمس: «ليس صحيحاً أن المعتصم اعتقل». وأضاف: «بعض الأسرى الذين قبضنا عليهم يقولون إن (معمر) القذافي موجود في سرت». والزعيم السابق فار بعدما حكم البلاد 42 سنة منذ سقوط مقره في طرابلس في 23 آب (أغسطس). ونزل مئات من مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي إلى الشوارع في مدن ليبية عدة وأطلقوا النار في الهواء ابتهاجاً بهذه المناسبة. وذكرت صحيفة «قورينا الجديدة» نقلاً عن مصدر طبي في مستشفى الجلاء في بنغازي أن ستة أشخاص قتلوا ليلة أول من أمس نتيجة إصابتهم بأعيرة نارية خلال الاحتفالات بنبأ اعتقال معتصم القذافي. وأوضح المصدر الطبي أن مقتل الستة كان نتيجة لإصابتهم بطلقات نارية بطريق الخطأ، وأن 25 شخصاً أصيبوا أيضاً جراء إصابتهم بأعيرة نارية. وقاتل الموالون للقذافي على مدى اسابيع بشراسة في سرت. لكن وكالة «رويترز» أشارت إلى أن مشاة من قوات المجلس الانتقالي تحركوا إلى خط الجبهة في سرت أمس الخميس لكنهم قوبلوا بنيران القناصة والقذائف الصاروخية من جانب قوات القذافي في ما يشير إلى أن المقاومة لم تتداعى بعد اعتقال المعتصم. وينظر إلى المعتصم على انه ينتمي إلى معسكر المحافظين في قوات الجيش والأمن الذي قاوم محاولات أخيه سيف الإسلام لاجراء اصلاحات. ولا يزال القذافي وسيف الإسلام - الابن الأبرز للزعيم المخلوع - هاربين منذ سقوط طرابلس. ويعتقد أن القذافي يختبيء في مكان ما في الجنوب بصحراء ليبيا الشاسعة. وفرت عائشة ابنة القذافي وشقيقاها هانيبال ومحمد ووالدتهم صفية وعدد آخر من أفراد الأسرة الي الجزائر في آب (اغسطس) وما زالوا هناك. كما فر الساعدي - وهو ابن آخر للقذافي- الى النيجر. وفي الحي رقم 2 في سرت عثرت قوات حكومية على 25 جثة ملفوفة بأغطية بلاستيكية. واتهم الثوار الميليشيات الموالية للقذافي بتنفيذ عمليات اعدام ضد مدنيين. والجثث التي عرضت على فريق «رويترز» كانت بملابس مدنية وأيادي أصحابها مقيدة خلف ظهورهم وبها جروح ناجمة عن أعيرة نارية في الرأس. وقال قائد في قوات المجلس الوطني الانتقالي ان الجثث كانت هناك لمدة خمسة أيام على الأقل. وقال مسعفون في مستشفى خارج سرت إن أربعة من مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي قتلوا وأصيب 43 آخرون يوم الاربعاء.