نقلت راديو سوا عن مسؤولون أميركيون قولهم إن إدارة الرئيس باراك أوباما اعتمدت على قناة سرية للاتصالات حذرت من خلالها المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي من مغبة إغلاق مضيق هرمز، موضحة أن ذلك يعتبر خطا أحمر من شأنه أن يدفع إلى رد أميركي. وقالت صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر اليوم الجمعة التي نشرت هذا الخبر، إن المسؤولين امتنعوا عن وصف الاتصال غير العادي بين اثنين من المسؤولين في الحكومة وعما إذا كان هناك رد إيراني. وكان عدد من كبار المسؤولين في إدارة الرئيس أوباما قد قالوا علنا إن إيران ستجتاز خطا أحمر إذا نفذت تهديدها بإغلاق مضيق هرمز، وهو ممر مائي استراتيجي يربط بين الخليج الفارسي وخليج عمان يمر من خلاله 16 مليون برميل من النفط الخام يوميا، أي ما يعادل خمس التجارة العالمية اليومية للنفط. وكان رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارتن ديمسي قد قال خلال نهاية الأسبوع الماضي إن الولاياتالمتحدة ستقوم بالإجراء اللازم من أجل إعادة فتح المضيق، مما يعني أن ذلك سيتم بالوسائل العسكرية. وأشارت الصحيفة إلى أنه تم اختيار قناة الاتصال السرية للتشديد بشكل خاص لإيران على عمق القلق الأميركي حيال تصاعد التوتر المتعلق بمضيق هرمز، حيث قال مسؤولون في سلاح البحرية الأميركي إن أكثر ما يخيفهم أن يقوم أحد قادة البحرية الإيرانية من تلقاء نفسه بعمل استفزازي يؤدي إلى أزمة أوسع نطاقا. وقال مسؤولون في الحكومة الأميركية ومحللون إيرانيون إنهم يعتقدون أن التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز تأتي في خضم خلافات عميقة لها علاقة ببرنامج إيران النووي واحتمال تعرضها لعقوبات، مما سيدفع إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير، وأضافوا أن إغلاق الطريق أمام معظم صادرات إيران من النفط ووارداتها من المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية من شأنه أن يرقى إلى درجة الانتحار الاقتصادي. وأشار المسؤولون إلى أن الرسائل الحساسة التي تعبر عن القلق إزاء مضيق هرمز تم إرسالها عن طريق قناة أخرى، وليس عن طريق الحكومة السويسرية التي عادة ما تستخدمها الولاياتالمتحدة كطرف عادي لإيصال رسائل دبلوماسية لطهران. إيران توافق على مفاوضات بشأن برنامجها النووي في تركيا وفي سياق متصل، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني إن بلاده توافق على عقد جولة مفاوضات بشأن برنامجها النووي في تركيا. وأوضح لاريجاني من أنقرة أن إيران تريد أن تكون المفاوضات بشأن البرنامج النووي جدية هذه المرة، وأضاف "فيما يتعلق بالمحادثات الخمسة زائد واحد فإننا أعربنا في السابق عن استعداد إيران لعقد محادثات بهدف إيجاد حل للأزمة النووية الإيرانية". وجدد لاريجاني تأكيده على سلمية وشفافية برنامج بلاده النووي. تشييع رسمي لجنازة العالم روشن وعلى صعيد منفصل، شيعت طهران رسميا الجمعة جنازة العالم النووي مصطفى احمدي روشن الذي زاد اغتياله من حدة التوتر بين إيران والدول الغربية، طبقا لما ذكرته وسائل الإعلام الإيرانية. وجرت مراسم التشييع عقب صلاة الجمعة ووري جثمان العالم النووي الثرى في مقبرة بشمال العاصمة طهران، بحسب الموقع الالكتروني للتلفزيون الرسمي. وكان روشن قد قتل الأربعاء الماضي بانفجار قنبلة لاصقة وضعت على سيارته في قلب العاصمة في اعتداء اتهمت إيرانالولاياتالمتحدة وإسرائيل بالوقوف وراءه. يشار إلى أن ثلاثة علماء نوويين آخرين قد قتلوا في عمليات مماثلة في إيران خلال عام، يعمل اثنان منهم في البرنامج النووي الإيراني. واتهم المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية بالتورط في الاعتداء وتوعد "بمعاقبة الذين ارتكبوا هذه الجريمة." وقال خامنئي في رسالة تعزية إلى أسرة العالم إن "هذا الاغتيال الجبان الذي لن يتجرأ مرتكبوه على الإقرار بمسؤوليتهم فيه، ارتكب على غرار الجرائم الأخرى بتخطيط أو بدعم وكالة الاستخبارات الأميركية سي.اي.ايه والموساد" أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. من جانبه، تعهد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الذي أنهى جولة في أميركا اللاتينية، بأن "تقاوم" بلاده ضغوط الغرب و"إهاناته" بشأن برنامجها النووي، حسب تعبيره. وصرح احمدي نجاد خلال مؤتمر صحافي في كيتو عاصمة الإكوادور الخميس، منهيا جولة في أربع دول أميركية لاتينية بأن "الملف النووي ذريعة سياسية. الجميع يعلم أن إيران لا تسعى لصنع قنابل ذرية"، مؤكدا أن "المشكلة التي تطرحها إيران ليس برنامجها النووي بل تقدمها واستقلاليتها".