تحت عنوان عريض وملفت (إعتذار بالغ وعميق من صحيفة الثورة لشعبنا اليمني العظيم وأسر شهداء ومناضلي الثورة اليمنية) عاودت صحيفة "الثورة" الرسمية اليومية صدورها اليوم الجمعة بعد يوم من التوقف، وتصدرت واجهتها أهداف الثورة اليمنية وصورة الرئيس صالح اللتان تم حذفهما من عدد أمس الأول الأربعاء. وجاء في محتوى الخبر إعتذار تقدم به جميع العاملين بمؤسسة الثورة عما وصفوه ب"الخطأ الجسيم" الذي ارتكبه "بعض الذين تنفذوا على اصدار العدد 17248" والذين لم يحسبوا عواقب إزاحة أهداف الثورة الستة من رأس صفحتها الاولى. العاملون بالمؤسسة في بيانهم أعتذروا عما وصفوه ب"التصرف المشين بازاحة صورة وكلمات فخامة رئيس الجمهورية المشير علي عبد الله صالح"، مبينين أدواره في تجنيب اليمن منزلقات الازمة السياسية. وقد تعذر صدور عدد الخميس بسبب غياب فقرة "إضاءة" وصورة الرئيس صالح وإخراج الصفحة الأولى بإعادة أهداف الثورة فقط , وأثار الإجراء ردود فعل غاضبة في أوساط مناصري ومؤيدي الرئيس صالح في الوسط الشعبي والوسط الصحفي علاوة على السياسيين وحزب المؤتمر الشعبي العام. وتجمع محتجين من أنصار الرئيس صالح حول مبنى المؤسسة والصحيفة مانعين توزيع العدد, وكانت مصادر مقربة قد نقلت بأن نائب الرئيس اليمني هادي أبلغ باسندوة استياءه وانزعاجه لإقدام وزارة الإعلام على اتخاذ قرارات خلافية لا تنسجم مع التوجه الوطني المرحلي وتمثل خروجا على التوافق الوطني و"استفزازا غير مبرر" من شأنه الإضرار بالمرحلة ووضع العراقيل في طريق تكريس الانفراج وإزالة مسببات التوتر. وتوقعت المصادر "إجراءات" لم تسمها, في هذا الصدد باتجاه "تصالحي" للتخفيف من حدة الرفض والاستياء الذي قوبل به الإجراء الأخير للصحيفة الرسمية الأولى. الى ذلك طالبت الجماهير اليمنية المؤيدة للشرعية الدستورية عن تكرار الخطوات التي وصفوها بالمنطقية والضرورية لعودة الاعلام الرسمي اليمني الى محتواه الطبيعي والمطلوب في مثل هذا الظرف المرحلي من تاريخ اليمن ، متمنين ان تشهد صحيفتي " الجمهورية" الصادرة من تعز و " 14 اكتوبر" الصادرة من عدن نفس التغيرات التي حدثت في صحيفة الثورة والتي اعادت الاعتبار للدولة اليمنية واهداف ثورتها المجيدة واحترمت ظروف المرحلة التوافقية واعادت للرئيس صالح اعتباره بصفته الرئيس الشرعي للبلاد حتى إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة والتي اتت نتيجة حكمته وحرصه الوطني.