د. عبده البحش : سؤال يساور عقل كل من يقرأ الهجوم الشرس الذي تعرضت له الناشطة والكاتبة بشرى المقطري عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني من حزب التجمع اليمني للإصلاح " الاخوان المسلمين " عقب نشرها مقال " سنة اولى ثورة " الذي يصور تفاصيل مسيرة الحياة التي انطلقت من تعز الى العاصمة صنعاء وما واجهته تلك المسيرة من صعوبات وعقبات وعناء وتعب وعطش وجوع وحر وبرد قارس في ليل خدار. سؤال يتردد في ذهن كل من تابع تلك الحملة الشعواء على الزميلة الكاتبة بشرى مع انني لا اتفق مع بعض الكلمات والعبارات التي وردت في مقالها سنة اولى ثورة , إلا انني في الوقت نفسه مندهش من هول الهجوم الشرس على بشرى من قبل الاخوان المسلمين الذين غالبا ما يقدمون مصالحهم الشخصية والسياسية والدنيوية على الامور والقضايا الدينية , وهو ما جعلني اتتبع اسباب تلك الحملة الشرسة التي تعرضت لها الكاتبة بشرى المقطري وقد تبين الاتي: من خلال قراءتي لمقالها وجدت فيه انتقادا شديدا ولاذعا للإخوان المسلمين والسلفيين وعندها ادركت ان من اسباب الهجوم الشرس على بشرى هو انتقادها للإخوان المسلمين , الامر الذي ازعج حزب الاصلاح وأثار حفيظتهم فشنوا هجومهم على بشرى بلا هوادة ليس حرصا منهم على الدين الاسلامي ودفاعا عن الله عز وجل كما يزعمون وإنما دفاعا عن انفسهم موظفين الغيرة على الدين الاسلامي والدفاع عن الذات الالهية ليصبوا جم غضبهم وسخطهم على بشرى وينتقموا منها اشر انتقام وقد فعلوا ذلك. الامر الثاني ان الزميلة بشرى هي احد الناشطات اليساريات في ساحات الاعتصام وخاصة في تعز , وكانت تعبر عن رفضها لسيطرة عناصر الاصلاح على الساحات وفرض اجندتهم عليها وعلى منصاتها معتبرة تلك التصرفات غاية في الاستبداد والدكتاتورية وكانت تواجه تلك التصرفات بشجاعة وصراحة منقطعة النظير وهو ما كان يغضب الاصلاحيين ويجعلهم يضمرون لها العداء الشديد ويتحينون الفرصة للانتقام منها وتشويه صورتها , وقد وجدوا فرصتهم في مقالها سنة اولى ثورة للانتقام منها وحرق صورتها وتشويهها ومعاقبتها باسم الغيرة المزعومة على الدين الاسلامي الحنيف والدفاع عن الله جل في علاه. الامر الثالث هو ان بشرى طالبت بفتح ملفات فساد الساحات ومحاسبة الفاسدين والمتاجرين بالتبرعات التي كانت تقدم لساحات الاعتصام وهي مبالغ كبيرة تقدر بالمليارات كان الاصلاحيون وحدهم دون غيرهم من يقوم بجمع تلك المبالغ الضخمة والاستئثار بها دون السماح للآخرين في الاطلاع على حقيقة تلك المبالغ الضخمة او كيفية صرفها وكانوا يهددون كل من يطالبهم بالشفافية بحرمانه من الوجبات التي كانت تقدم للمعتصمين , الا ان بشرى رفضت تلك التهديدات وطالبت بفتح ملفات فساد الساحات والكشف عن مصير المليارات من التبرعات ومن استأثر بها ومحاسبته , وهذا الامر ازعج الاصلاحيين كونه مس مصالحهم الحقيقة التي نزلوا الساحات من اجلها ومن ثم جاءتهم الفرصة السانحة للانتقام من بشرى فاستغلوها ابشع استغلال. لو كانت بشرى توكل بمعنى لو ان توكل كرمان هي من كتب مقال سنة اولى ثورة , هل كانت ستلقى كل هذا الهجوم والتكفير من كتاب وعلماء حزب الاصلاح الذين يغلبون مصالحهم الدنيوية على كل شيء اخر ؟ لو ان توكل من كتب سنة اولى ثورة في اعتقادي لكان الامر مختلف تماما وربما اشاد الكثير من كتاب الاصلاح بإبداعاتها وموهبتها الادبية الراقية , وإلا كيف نفسر صمت كتاب وعلماء الاصلاح حيال تصريحات توكل بان الاسلام دين الهام وليس تشريع ؟ وكيف نفهم صمتهم ازاء هجومها على النقاب رغم انهم كانوا يعتبرونه من المقدسات ؟ وكيف نفسر استقبال عناصر الاصلاح بالهتاف والتصفيق والزغاريد لتوكل عندما عادت من رحلتها الاوربية بعد ان قضت ثلاثة اشهر مع من يسميهم خطباء الاصلاح احفاد القردة والخنازير ؟ لو ان بشرى هي من حصلت على جائزة نوبل للسلام يا ترى كيف سيكون رد فعلهم ؟ بالطبع ستتهم بأنها عميلة الصليبية والصهيونية وأنها تقود مؤامرة خطيرة ضد المرأة المسلمة .....الخ.