ثارت المخاوف من عودة المواجهات بين الجيش اليمني ومقاتلي حركة الحوثي في محافظتي صعدة وعمران، خاصة بعد اتهام صنعاء للحوثيون بالتسويف في تطبيق آلية وقف إطلاق النار، ورد الحوثيين عليها باتهامات مشابهة .?XML:NAMESPACE PREFIX = O / وكانت اللجنة الأمنية العليا أصدرت بياناً حملت فيه الحوثيين مسؤولية الانتهاكات والخروقات في صعدة وعمران، وأكدت أن مواقفهم شبيهة بالتي اتخذوها أثناء الحرب الخامسة، والتي أدت إلى اندلاع الحرب السادسة . وأشار البيان إلى أن الحوثيين ظلوا يماطلون في فتح الطرقات وإزالة الألغام بشكل كامل، وأن ما قاموا به حتى الآن ليس سوى فتح بعض الطرقات وإزالة بعض الألغام بصورة جزئية، مع رفضهم تسليمها للسلطات، كما اتهمت اللجنة الحوثيين ب "المماطلة في تسليم المخطوفين المحتجزين لديهم من السعوديين واليمنيين، فضلا عن رفضهم تسليم الأسلحة والمعدات المدنية والعسكرية المنهوبة، ومواصلة التسويف في تنفيذ بقية النقاط الست وآليتها التنفيذية" . من جهتهم، اتهم الحوثيون السلطة بعدم الإيفاء بالتزاماتها بوقف إطلاق النار، وقال الناطق الرسمي باسمهم إن السلطة أبقت أجواء الحرب قائمة منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أنهم أبدوا حسن نية من خلال تنفيذ البند الأول المتصل بفتح الطرقات وإزالة الألغام وتسهيل حركة المواطنين في صعدة وعمران . في غضون ذلك، واصلت اللجان المشرفة على تطبيق آلية وقف إطلاق النار، المنتشرة في صعدة وعمران أعمالها، وذكرت مصادر مقربة من لجنة الملاحيظ أن الهدوء يسود المنطقة، إلا أن العمل يسير بوتيرة بطيئة، ويكاد يكون معطلاً نظراً لخلافات بين طرفي النزاع . وأضافت أن الإدارات المحلية لم تباشر أعمالها، رغم تسلمها من الحوثيين قبل أيام، مشترطة دخول قوات عسكرية معها خوفاً من انقلاب الحوثيين على الاتفاق، ما يرفضه الحوثيون، ويقولون إنهم يرفضون عسكرة المدن، وأن إخلاء المديريات في صعدة من مقاتليهم لا يعني إحلال قوات الجيش محلهم . وطالبت المصادر السلطات بالتسريع بإرسال قوات أمنية لمرافقة مسؤولي السلطات المحلية ليتمكنوا من ممارسة أعمالهم، وكانت مصادر محلية في صعدة وعمران قالت إن الحوثيين منعوا أعضاء اللجان من الدخول إلى حرف سفيان وصعدة القديمة، مشيرة إلى أنهم رفضوا إخلاء المدينة من المقاتلين وكرروا طلبهم السابق بانسحاب الجيش من سفيان . وأضافت المصادر أن رفض الحوثيين إخلاء صعدة القديمة جاء رغم جولات الحوار المتكررة بين لجنة وقف إطلاق النار والحوثيين المتمركزين فيها، مؤكدة أنهم ما زالوا يرفضون تسليم الألغام بحجة أن قرار وقف النار نص على إعادة الأسلحة التي تم نهبها من الدولة فقط . من جهته، طالب وكيل وزارة الداخلية محمد بن عبد الله القوسي الحوثيين بالالتزام بالنقاط الست وعدم المماطلة والتسويف، وتجنب الخروقات حفاظا على السلام . وأكد أن قواته مستعدة تماماً لبسط هيبة القانون والحفاظ على الأمن والاستقرار في المناطق التي ينسحب منها الحوثيون ويتم تسليمها للسلطات المحلية . على صعيد الأوضاع في الجنوب، قالت مصادر أمنية إن أجهزة الأمن ألقت القبض على 19 من المتهمين بالمشاركة في الأحداث التي شهدتها الحوطة والحبيلين، وإن التحقيقات معهم كشفت أن 11 منهم قدموا من محافظة أبين و8 من محافظة لحج للمشاركة في أعمال الفوضى التي شهدتها الحوطة، واعتبرتهم المصادر ذاتها من العناصر الانفصالية التخريبية الخطرة .