تدخل الهدنة بين الحكومة والمتمردين الحوثة اسبوعها الثالث وسط مؤشرات من اندلاع مواجهات جديدة بين الطرفين نتيجة تعنت اتباع الحوثي وخروقاتهم المستمرة لقرار وقف الحرب. وفي هذا الصدد هدد رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور المتمردين الحوثيين من مغبة ما وصفه بتلكئهم في تنفيذ الشروط الستة التي وضعتها الحكومة لوقف الحرب. مشيراً إلى ان ذلك سيؤدي إلى اعادة النظر في هذا القرار.. فيما اتهم مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية العليا الحوثي وأتباعه بعدم الالتزام في تنفيذ النقاط الست.. ومماطلتهم في فتح الطرقات وإزالة الألغام وتسليم المخطوفين من السعوديين واليمنيين وتسليم الأسلحة والمعدات العسكرية السعودية واليمنية المنهوبة. واعتبر المصدر ان هذه المماطلة وعدم الالتزام بتنفيذ النقاط الست وآليتها التنفيذية تعيد إلى الأذهان تلك المماطالات وعمليات التسويف والخداع، وتلك الاعتداءات والممارسات العدوانية المتكررة التي ظل يمارسها الحوثي وأتباعه بعد ايقاف العمليات العسكرية في المواجهة الخامسة في 17/7/2008م، عندما قامت تلك العناصر بخطف المواطنين وتدمير منازلهم ونهب ممتلكاتهم ومواصلة اعتداءاتها على أفراد القوات المسلحة والأمن، وهو ما كان سبباً في اشعال الفتنة من جديد واندلاع المواجهة السادسة.. وهي نفس الممارسات التي عادت تلك العناصر إلى ارتكابها اليوم من جديد بعد قرار إيقاف العمليات العسكرية في 11 نوفمبر 2010م. وحمل المصدر المسؤول في اللجنة الأمنية العليا الحوثي وأتباعه مسؤولية تلك الخروقات والانتهاكات وما يترتب عليها من نتائج. يأتي هذا في وقت أبدى مصدر يمني تخوفه من اندلاع مواجهة عسكرية جديدة بين الجيش وجماعة الحوثي.. موضحاً في تصريح لوكالة "يونايتد برس انتر ناشونال" ان اللجنة التنفيذية لوقف إطلاق النار في صعدة لم تصل إلى حلول تتماشى مع بنود وقف إطلاق النار مع الحوثيين، مؤكداً أن المتمردين يستعدون لحرب سابعة جديدة ويعتبرون وقف العمليات العسكرية مجرد هدنة لالتقاط الأنفاس. هذا وتواصل اللجان المكلفة بالإشراف الميداني وتنفيذ النقاط الست عملها وفق الآلية المقرة بذلك، والمتمثلة بنزع الألغام وإزالة الحواجز والنقاط من الطرق الرئيسية وإنهاء التمترس في المرتفعات. وتشكو اللجان من عدم التزام الحوثيين بتسليم البيانات والمعلومات الخاصة بتحديد المناطق المزروعة بالألغام والمتفجرات بمختلف أنواعها والتي وعد الحوثيون بها. وقال عضو لجنة الملاحيط عبدالوهاب الدرة إن تواجد الألغام في كثير من المناطق يعيق عودة النازحين إلى منازلهم. فيما أشار مصدر في لجنة محور صعدة ان اللجنة ما زالت تنتظر من الحوثيين تسليم البيانات والمعلومات الخاصة بتحديد المناطق المزروعة بالألغام. وقال رئيس لجنة محور صعدة علي ابو حليقة ان اللجنة انجزت بعض المهام في إطار خطة وقف اطلاق النار وآليات تنفيذ الشروط الستة، ومنها إعادة فتح طريق صعدة – صفار، وطريق صعدة – باقم – علب.. مشيراً في تصريح صحفي الخميس أنه تم تمشيط بعض المناطق المجاورة لمدينة صعدة ونزع الألغام منها ورفع المجاميع المسلحة من تلك الطرق والمناطق رغم العراقيل والخروقات الكثيرة من قبل العناصر الحوثية. وفي محور سفيان قالت مصادر في اللجنة انه تم فتح طريق الجوف – حرف سفيان وسفيان - برط وإزالة الألغام من الاتجاه الشرقي والغربي لمدينة حرف سفيان. وعلمت "الجمهور" من مصادر في اللجنة الاشرافية على تنفيذ النقاط الست في حرف سفيان- الجوف ان اللجنة تمكنت الخميس بحضور مندوبي الحوثي من انتزاع 25 لغماً بأحجام مختلفة غير ان جماعة الحوثي أخذوها ورفضوا تسليمها للجنة. إلى ذلك أعلن العلماء في محافظة صعدة الخميس تأييدهم ومباركتهم للقرار الحكيم الذي أصدره فخامة رئيس الجمهورية بوقف العمليات العسكرية في المحافظة والمناطق المحيطة بها.. ودعا العلماء في بيان صدر عن فرع جمعية علماء اليمن بالمحافظة جميع أبناء اليمن إلى التعاون مع رئيس الجمهورية واللجان المشرفة على إحلال السلام بالمحافظة بالقول السديد والكلمة الطيبة والنصيحة الصادقة من أجل حل قضية صعدة حلاً سلمياً نهائياً. يذكر ان الجيش خاض ست جولات من الحروب مع المتمردين منذ منتصف يونيو 2004م.. خلفت آلاف القتلى والجرحى من الجانبين.. وفي تجديد لاتهامات الحكومة اليمنية لجهات ايرانية بالوقوف وراء تمرد الحوثيين في صعدة، أكد رئيس الوزراء اليمني الدكتور علي محمد مجور ان ايران تقف خلف ما ينفذه الحوثيون من "أعمال إرهابية" على الحدود السعودية- اليمنية. وقال مجور في تصريح نشرته صحيفة "عكاظ" السعودية الخميس، إن "دور إيران في دعم المتمردين الحوثيين واضح .. لمسنا التناقض الواضح في الموقف الإيراني إزاء هذا التمرد".. وأضاف: "في الوقت الذي تؤكد فيه إيران حرصها على أمن وسلامة اليمن واستقراره ، نجد التصريحات لكبار مسؤوليها تتباين ، وهذا الموقف فضلا عن المواقف العدائية الواضحة لبعض وسائل الإعلام الإيرانية وتحيزها المجاهر بدعم المتمردين ووقوفها خلف ما ينفذونه من أعمال إرهابية. طالب رئيس الوزراء اليمني "المسؤولين في إيران بمراجعة مواقفهم بما يتفق ومثالية العلاقات لا بما يسيء إليها".