في جولة جديدة من السجال السياسي الذي ينذر بتوتر أجواء التسوية في مستهل المرحلة الانتقالية الثانية من بدء الرئيس عبدربه منصور هادي ممارسة مهامه الرئاسية على أعتاب مرحلة مليئة بالتحديات والملفات الصعبة؛ شهدت الأيام الأخيرة تسخينا سياسيا وإعلاميا بين فرقاء التسوية اليمنية وشركاء حكومة الوفاق الوطني, بسبب اللغة التحريضية والخطاب الاستفزازي الذي تقدمه بعض قيادات أحزاب اللقاء المشترك وبالتحديد قيادة حزب الإصلاح, الذي لم يتعاف أبدا من عقدة الرئيس صالح. حيث جاء على لسان القيادي في اللقاء المشترك محمد قحطان, عضو الهيئة العليا للإصلاح, قوله إن ممارسة الرئيس علي عبدالله صالح للعمل السياسي يعد خرقا لبنود المبادرة الخليجية، مشيراً إلى أن خيار محاكمة صالح -حد قوله- ستكون واردة إذا مارس العمل السياسي في البلاد، وكرر القيادي الإخواني -الذي يوصف بالتشدد والنزق- مؤخرا نفس الطرح وهذه المرة قرن الحوار الوطني باعتزال الرئيس صالح قيادة المؤتمر الشعبي العام, في تعويق مبكر من قبل حزب الإصلاح لاشتراطات بدء الحوار الوطني الذي سيدعو له رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي. بدوره سخر رئيس الدائرة الإعلامية في المؤتمر الشعبي العام طارق الشامي من تصريحات قحطان في وقت سابق وعدها خرقاً لمفهوم الشراكة والتوافق الوطني، وللمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة. مؤكداً في الوقت ذاته أن تلك التصريحات مرفوضة ومستهجنة واستمرار للنهج المتواصل لأحزاب المشترك في التصعيد والإثارة الإعلامية. من جهته انتقد سلطان البركاني الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام- رئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر "تصريحات صحفية استفزازية" تتضمن إساءات لرئيس وقيادات المؤتمر يطلقها عدد من قيادات المشترك وقال انها تستبق تعطيل وإعاقة عملية الحوار الوطني المرتقب وتأتي امتدادا لمواقف سابقة مغايرة لمرحلة الوفاق والتوافق, متمنيا "على قيادات المشترك ان يكونوا عوناً لفخامة رئيس الجمهورية، وصادقين معه بدلا من إيفاد من وصفهم ب"الهتيفة" للإحاطة بمنزله وإقلاق سكينته وأفراد أسرته ومضاعفة همومه". وفي حوار نشره موقع الحزب "المؤتمرنت", اتهم الأمين العام المساعد للمؤتمر سلطان البركاني القيادي في المشترك محمد قحطان بجهل مضامين المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وأنه لا يزال مبرمجاً على ما قبل التوقيع على الآلية، بدليل أنه لو كان قرأ المبادرة وآليتها التنفيذية، لأبعد نفسه عن القول بغير الحقيقة، كما اتهمه بممارسة الوصاية على رئيس الجمهورية والمؤتمر، مؤكدا أن رئيس الجمهورية الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام المشير عبدربه منصور هادي، هو ابن المؤتمر الشعبي العام وصديق وزميل وشقيق روحي للرئيس علي عبدالله صالح، وتحمل معه قيادة البلد خلال عقدين من الزمن ولا يعيبه أن يكون الرئيس علي عبدالله صالح رئيسا لحزبه.. كما لا يعيب الرئيس صالح أن يعمل مع فخامة الأخ رئيس الجمهورية أمين عام المؤتمر المشير عبدربه منصور هادي.. مثله مثل أي مواطن أو مؤتمري رئيسه عبدربه منصور هادي. وأضاف: "وتلك حالة قائمة في كثير من بلدان العالم ناهيك عن كون الاثنين يربطهما عدة روابط ويفخر كل واحد منهما بالآخر، كما أن الاثنين عملا وسيعملان في المستقبل وفقاً لسياسة المؤتمر الشعبي العام وقراراته وما يتفق عليه داخل هيئاته". كما اتهم البركاني لجنة الشئون العسكرية بالفشل في إنهاء مهام المرحلة الأولى من المبادرة، واتهم الحكومة بالتقاعس عن التزامها أمام البرلمان حينما منحت الثقة وتحديدها فترة 15 يوما لإنجاز مهام المرحلة الأولى. وفي السياق ذاته حذر مراقبون من تداعيات الخطاب التحريضي لبعض قيادات حزب الإصلاح كون ذلك -حسب قولهم- لا يخدم توجهات المرحلة والاستحقاقات التي تفرضها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة في المرحلة الانتقالية (الثانية) ولا يساعد في توفير الأجواء والمناخات الملائمة لإجراء الحوار الوطني الشامل في أجواء تسودها حالة الوفاق ولغة التسامح والتصالح بين مختلف الأطراف السياسية والقوى الوطنية, كما استغرب مراقبون استمرار تنظيم حزب الإصلاح والقيادات العسكرية المتحالفة معه في انتهاج ذات الخطاب السياسي والإعلامي (التصعيدي) والسير في نفس النهج (الفوضوي) الذي دأبت عليه في المرحلة السابقة رغم الحدث المفصلي الذي شهدته اليمن في الشهر المنصرم والمتمثل بالانتخابات الرئاسية المبكرة. * صحيفة (اليمن)