نت – القى رئيس وزراء حكومة الوفاق في اليمن خطابا استفزازيا في تعز اعاد الى الاذهان ما قبل اتفاقية التسوية السياسية التي تضمنتها مبادرة الخليج والتي بموجبها تبوأ باسندوة منصب رئيس وزراء حكومة الوفاق . وغاب عن خطاب باسندوه تماما الحصافة و اللهجة الدبلوماسية الوطنية التوافقية المطلوبة في الظرف والمعطيات الحادثة ، مبديا انحيازا واضحا ومقيتا بإتجاه فئوي وحزبي ، متحدثا عن زمن بائد متناسيا ان نصف وزراء حكومته يعودون اليه ، متنكرا عن التزامات المرحلة التي لولاها لما كان رئيسا للوزراء ، في الوقت المؤمل منه الاضطلاع بواجباته ومسئولياته الوطنية التي لا تحابي او تداهن طرفا دون الآخر ، فكانت كلماته دون المنصب و ما تحويه لا يخدم اتفاقية التسوية والمصالحة الوطنية على الاطلاق. محللون ومتابعون / استغربوا ذلك التباين الكبير الذي يميز شخصية رئيس الحكومة ، وتلك الشطحات التي يفاجأ بها الوسط الشعبي والسياسي اليمني الذي لم يصل الى رؤية واضحة حول ما يؤديه الرجل على رأس الحكومة وعما اذا كان يصب في خانة التطلعات والآمال المرجوة. البعض منهم علق على خطاب باسندوه بالقول ان الرجل قد استقال من منصبه وانظم الى ساحة المشترك في تعز لاسقاط حكومته والنظام برمته ، لم نر امامنا خطاب لرجل يفترض ان يكون الثاني في الدولة يحوي امال وتطلعات شعب عوضا عن حفنة من المتحزبين المحتجين ، فيما الآخر برر ذلك الخطاب المثير للجدل بأنه يأتي بعد موقفا حرج وجد فيه باسندوه نفسه امام مواجهة مع أولاد الاحمر ، عقب توجيهات رئاسية لحكومته بالتحقيق في أحداث الحصبة الأخيرة التي كانت مليشيات الحمر احد أطرافها. ويعلق آخرون : باسندوه يفقد هيبته أمام اولاد الاحمر ، نشعر بأنه امامهم كطالب نجيب يؤدي ما يمليه عليه معلمه ، ويضيف : وكأن ديون ثقيلة ومتراكمة تقع على كاهلة ويجب ان يردها. على نفس السياق ، اتهم الكاتب والقيادي في أحزاب المشترك عبدالكريم الخيواني حكومة الوفاق الوطني بأنها تدين بالولاء للشيخ حميد الأحمر وتبعية رئيسها له.. مشيراً إلى أن الحكومة ما كان لها أن تتخذ قرارات مثل اعتماد 13 ملياراً للمشائخ وصرف 200 مليون ريال لجامعة الإيمان وإعادة خدمات شركة "سبأ فون".. لولا ولاؤها لحميد الأحمر وتبعية باسندوه له. وقال الخيواني في مقال صحفي " ان ما يقوم به باسندوه وحكومته فساد، بل فساد مغلظ.. الثورة بريئة منه ومما يفعل، ولا يجوز تمريره تحت وهم الوفاق، فلم نرى من الوفاق المزعوم غير الفساد والتفريط بسيادة اليمن" موضحا بأن "ما قامت به الحكومة من فساد "يستحق ثورة لوحده". وأضاف الخيواني: "لم يخب ظني كثيرا ب"باسندوه" الذي كنت يوماً أحترمه وأقدر مشاعره الجياشة وإجادته للشكا والبكاء وظننت أنه يرجو من الله حسن خاتمته كرجل على مشارف نهاية السبعينيات.. لكن هيهات أن تمنحه هذه القرارات حسن الخاتمة أو الاحترام".. موضحا بأن باسندوة خلال فترة قصيرة سيجد نفسه مع دموعه وحيداً وفاقداً الاحترام. واستغرب القيادي في المشترك عبدالكريم الخيواني أن يصدق باسندوه نفسه بأنه صاحب قرارات، وهو يدرك أن الأمور يديرها غيره وتحديداً بالتراتب حميد الأحمر وعلي محسن وعبدالوهاب الآنسي، وأخيراً الدكتور ياسين الذي يبدو راضياً بدور الملحق هو وحزبه العتيد، حد عدم ملاحظته حجم الخسارة، أو مخالفة تنظيراته.. بحسب الخيواني.