نت ..قالت مصادر ان مجلس النواب اليمني(البرلمان) منع اليوم الثلاثاء توزيع صحيفة " اليمن اليوم " في مجلس النواب بسبب مقال للكاتب اليمني الساخر عبد الكريم الرازحي " شبه فيها مجلس النواب " بعلبة التونة " المنتهية الصلاحية . وطالب النائب في المجلس محمد الشرفي بمنع توزيع الصحيفة في المجلس بسبب مقال الرازحي , الذي تطرق إلى مجلس النواب وشببه بعلبة تونة منهية الصلاحية ذات رائحة متعفنة , وشبيهة برائحة البالوعة . وقال الراعي " سلكنا مسلك قانون إلا إننا تفاجئنا بوقوف كبار الكتاب والصحفيين ,ومنهم الدكتور عبد العزيز المقالح مع الصحيفة ". واعترض النائب نبيل الباشا على القرار , وقال لماذا تحرموا النواب من القراءة , في حين قال النائب عبد الرزاق الهجري ان المجلس يسمح لبعض الصحف بالتغطية والتوزيع في المجلس ويمنع أخرى , غير ان الراعي رد عليه بالقول " ان جميع الصحف مسموح لها بالتغطية والتوزيع ".
وكان مجلس النواب قد رفع دعوى قضائية ضد الصحيفة بسبب مقال سابق للكاتب عبد الكريم الرازحي , شبه فيه مجلس النواب بالبالوعة وطالب بإغلاقها .
(نص) الحكاية أو ما كتبه ونُشر في صحيفة "اليمن اليوم" بعنوان *بين مجلس النواب وعلبة التونة ....................
مساء وأنا في طريق العودة إلى البيت هاجمني ذئب الجوع وأنشب مخالبه في معدتي . وعند دخولي بقالة الحي التي أتعامل معها حدثتني نفسي الأمارة بأن التونة هي الوحيدة التي بمقدورها إن تصد ذئب الجوع عندها سحبتُ علبة التونة من الرهف وخرجت .
عند وصولي البيت دلفت إلى المطبخ وأخذت بصلة كبيرة من سلة البصل وقطعتها قطعاً صغيرة ثم أخذت من سلة الطماطم حبة طماط وقطعتها وأخيراً أخذت قرن فلفل حار قطعته ووضعته في صحن وخلطته ببعض وبعدئذ فتحت علبة التونة كيما أتوج بها طبق العشاء الذهبي ولاكن .. هل تعرفون ماذا حدث ؟ انفجرت علبة التونة في وجهي مثل بالوعة . كانت فاسدة ومتعفنة وكان إن انتشرت رائحتها النتنة في كل أرجاء المطبخ وفي جميع وغرف ممرات وأركان البيت ، عندها اندفعت كسهم من الغضب باتجاه البقالة . دخلت على صاحبها وأنا أرغي وأزبد .. أريته علبة التونة المتعفنة واتهمته بأنه يخون زبائنه ويبيع لهم أغذية فاسدة وانتهت مدتها وصلاحيتها وتجاوزت عمرها الافتراضي وتحولت من غذاء إلى سم . وأمام الزبائن المتواجدين رحتُ اهدد صاحب البقالة وأتوعده بأني اشكوه إلى وزارة الصحة والى وزارة البلدية والى الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة والى هيئة مكافحة الفساد وان لم تفلح كل هذه الوزارات والأجهزة والهيئات في إغلاق البقالة سوف ألجا_قلت لهُ_ إلى التصعيد وأصعد شكواي إلى مجلس النواب باعتباره حامي حمى المواطن اليمني من الفساد والفاسدين . عندها أخذ صاحب البقالة مني علبة التونة وحدق في تاريخ الإنتاج وفي تاريخ الانتهاء وقال ببرود وهدوء ، وهو يشير إلى الزبائن : تعالوا يا جماعة وشوفوا وقارنوا بين تاريخ الإنتاج وتاريخ الانتهاء في علبة التونة وبين تاريخ الإنتاج وانتهاء مجلس النواب واحكموا بيننا ...! قولوا لي أيهما أكثر فساداً من الآخر؟ علبة التونة أم هذا المجلس الذي يهددني به الرازحي والذي انتهت صلاحيته من سنوات وغدا فاقداً للشرعية ومغتصباً للسلطة التشريعية .