أقامت جامعة الدول العربية احتفالية "القدس عاصمة للثقافة العربية" لعام 2009 في ذكر احتلال الكيان الصهيوني لمدينة القدس، وسط كوكبة من الشخصيات الدينية وسفراء ومندوبي الدول العربية والإسلامية والأجنبية. وأجمع الحضور خلالها علي ضرورة إستثمار الاحتفالية لفضح الممارسات "الاسرائيلية" في مدينة القدس عبر محاولات الألة الصهيونية لطمس ملامح المدينة والمدي قدما في اعمال الاستيطان والتهويد والحفر أسفل المدينة ومصادرة أراضي الفلسطينيين وسحب هوياتهم. ودعت الإحتفالية المجتمع الدولي بالقيام بدوره تجاه التجاوزات الإسرائيلية وإتخاذ قرارات ملزمة للدولة العبرية لوقف تلك الممارسات القمعية واستثمار حالة الحراك والتغيرات التي يشهدها المجتمع الدولي من أجل الحفاظ علي حقوقهم وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. وشهدت الاحتفالية عرض فيلم عن مدينة القدس يرصد ما تتعرض له القدس من مخططات تهويد، كما تم افتتاح معرض خاص لصور تحكي تاريخ المدينةالمحتلة، وتسلم الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى جائزة الإبداع والتميز الفلسطينية لدوره في الدفاع عن القضية الفلسطينية. ومن جانبه شدد الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر علي دعم الأزهر الكامل للفلسطينيين ونضالهم المشروع من أجل الحصول علي حقوقهم كاملة، مؤكدا على مكانة القدس الشريف لدي الأمة كمدينة مقدسة جمعت الأنبياء كافة وعاش فيها رسل الله ابراهيم واسحق ويعقوب وسليمان وداوود. فيما طالب ممثل البابا شنوده الثالث بطريرك الكرازة المرقسية الأنبا موسى أسقف الشباب، الفلسطينيين بالاتحاد قبل أن تضيع القضية وتضيع الأرض ودعا العرب للتوحد" مؤكدا أنه لن يضيع الحق إذا ما اقترن التفاوض بالمقاومة والعكس. وأضاف الأسقف أن هناك بعض البشائر في المجتمع الدولي التي تبعث الأمل في تحرك دولي للضغط على "إسرائيل" أن توقف الاستيطان غير المشروع بكل صوره، هذا فضلاً عن الحصار والقتل والجرائم اليومية التي يعانيها الشعب الفلسطيني. وبدوره أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية هو التزام قومي ووطني وديني يعبر عن مبدأ ثابت حتى تقوم دولة فلسطين وتكون القدس في قلب هذه الدولة باعتبارها كنز لتراث البشرية والأديان السماوية. وأشار موسى أن القدس تتعرض لحملة "إسرائيلية" همجية تهدف لتهويدها بالكامل وطمس معالمها وهويتها العربية من خلال الاستيطان وهدم المنازل وإحلال المستوطنين مكان المقدسيين وفرض الضرائب الباهظة على مواطنيها. واعترف الأمين العام أن الجانب العربي أمامه مهام جسيمة لمواجهة هذه الحملة الصهيونية الشرسة، حيث تسعى الدولة العبرية لتسجيل القدس ضمن تراثها في اليونسكو كمدينة إسرائيلية وهو الأمر الذي تقف له الجامعة العربية ومؤسساتها بالمرصاد، وبات علي الفلسطينيين نبذ الانقسام والاقتتال الذي يهدد بضياع القضية الفلسطينية. وفي ختام الاحتفالية قدمت وزيرة الثقافة الفلسطينية سهام البرغوثي عدة مقترحات لدعم صمود القدس ومنها تنفيذ قرار وزراء الخارجية العرب بتشكيل لجنة قانونية لطرح قضية القدس أمام محكمة العدل الدولية بهدف استصدار القرار المناسب وكذلك إعادة التأكيد على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 253 لسنة 1967 القاضي رفض إجراءات "إسرائيل" لضم القدس واعتبارها لاغية.