قال الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الإشتراكي اليمني ان اليمن ليس بلدا فقيرا ولكن جرى إفقاره ، مضيفا ان 10% من السكان فقط يمتلكون من دخل البلد حوالي 85% بينما 90% لا يستأثرون إلا ب15% ، و لابد لنا ان نبحث اليوم عن نقطة الإنطلاق المناسبة لمواجهه هذا الوضع الإقتصادي الذي يعيشه اليمن. وأوضح الدكتور نعمان لبرنامج"قابل للنقاش" الذي بثته فضائية دبي امس الأول الخميس ضمن حلقة نقاش حول الفقر في اليمن شارك فيها الدكتور عمر عبد الرحمن الباحث والمُحلل السياسي وكذا محمد الحاوري وكيل وزارة التخطيط والسيدة عبير عطيف من برنامج الغذاء العالمي ، اوضح أن هناك إختلال جذري في البنى السياسية والإجتماعية أثرت على الوضع الإقتصادي وستظل مؤثرة مالم تعالج هذه الاختلالات السياسية والاجتماعية "نحن نعرف انه وبدون مشروع سياسي وإجتماعي واضح لا يمكن ان يكون لدينا مشروع اقتصادي أيضاُ واضح ، إذاً ونحن على عتبة معالجة شاملة لهذا الوضع داخل اليمن ، معالجة غير مجزأة لابد أن ننطلق من التالي": أولاً: ما هو المشروع السياسي والاجتماعي لهذا البلد، وخاصة بعد أن قامت ثورة قدمت تضحيات من أجل اصلاح الوضع داخل البلد هذه النقطة الاولى ولابد أن تقودنا بعد ان نحدد طبيعة المشروع السياسي والاجتماعي لابد ان تبدأ الدولة تتحرك في الحديث عن هذا البلد ماهي موارده الاقتصادية اساساً؟ هل هو اقتصاد زراعي؟ هل هو اقتصاد صناعي؟ ما هو القطاع القائد فيه؟ واضاف "نحن ننسى اليمنيين أن اقتصاد اليمن هو اقتصاد بحري في الاساس، ليس اقتصاد زراعي ولن يكون اقتصاد صناعي بالمفهوم التقليدي للصناعة ولكن علينا أن نبحث عن المزايا النسبية للقطاعات الاقتصادية التي من شأنها أن تشكل القائد الاقتصادي لهذا البلد". انا أرى أن اليمن بوضعه الحالي هو مشروع اقتصادي بحري ومن هذا المنطلق لابد أن تنسب السياسات الاقتصادية القادمة بالاعتماد على طبيعة المزايا النسبية لهذا القطاع هذه النقطة انا أعتقد ستكون أمام اليمنيين خلال المرحلة القادمة مهمه ضرورية أن تعالج هذا الوضع. ثانياً: لابد ان ننتقل نقلة جادة فيما يخص توزيع العلاقة الداخلية بين القطاعات الاجتماعية المختلفة، الدولة في وضعها الحالي وظيفتها الاقتصادية غير مفهومة ، هي تخلت عن وظيفتها الاجتماعية لكنها ضلت متمسكة بالوظيفة الاقتصادية ومش قادرة على تأديتها ولم يتمكن القطاع الخاص من أن يقوم بوظيفته التقليدية حتى اللحظة الراهنة لذلك أنا أعتقد أن دور القطاع الخاص دور المبادرة للقطاع الخاص في غاية الاهمية خلال المرحلة القادمة اذا اردنا أن نتحدث عن تنمية اقتصادية داخل المجتمع. ثالثاً: المبادرة الاجتماعية في غاية الاهمية وأقصد بالمبادرة الاجتماعية أنه لا بد من العودة الى التفكير بشكل جاد في تحديد أنماط الاستهلاك ، انا مثلاً لا أستطيع أن أفهم حينما يكون هناك بلد زراعي منتج مثلاً للذرة وفي مناطق انتاج الذرة تحولوا الناس من استهلاك الذرة الى استهلاك الأرز والقمح تحت تأثير شجعته الدولة سواء كانت بقصد او بدون قصد وبالتالي هذه علاقات دخيلة في الاقتصاد وفي صلتها ايضاً بالعادات الاستهلاكية في المجتمع. واكد امين عام الإشتراكي اليمنيين الان امام معضلة حقيقية ، وعلينا ان نبدأ في مواجهة هذا الوضع في ضل هذه المناخات التي يعيشها اليمن بوضع استراتيجية حقيقية لمواجهة المستقبل . وعقب الدكتور ياسين ممثلة برنامج الغذاء العالمي من القاهرة التي تطرقت الى تهامة وما تعانيه من وضع بائس ، قائلا "اريد ان اقول ان هذا المنظمة التي هي منظمة تهامة كان يجب ان تكون السلة الغذائية لليمن كلها لكن لماذا هي اليوم افقر منطقة في اليمن وفيها الاراضي الزراعية الخصبة التي يمكن ان تغطي جزء رئيسي من حاجة اليمنين لان السياسية التي مورست في هذه المنطقة من قبل مركز النظام حولها الى مجرد عُزب للمتنفذين واوقف النشاط الزراعي فيها منذ فترة طويلة ، ولذلك عندما نتحدث اليوم عن جذور المشكلة يجب ان لا نوصفها كما هي ولكن علينا ان نبحث في الاسباب التي قادت اليها ولذلك لماذا المقارنة؟ مقارنة بين ماذا وماذا ؟ الثورة الى الان لم تنجز مهامها، لم تشكل حكومة الوفاق الوطني الا منذ حوالي سنة او ستة اشهر هل المطلوب من حكومة الوفاق الوطني الذي يشترك فيها الجميع ان تنجز حل معضلات اقتصادية نشأت على مدى ثلاثة عقود لذلك هذه المقارنة هي خارج الواقع وعلينا ونحن نتحدث عن هذه الازمة عن هذا الوضع الاقتصادي المساوي ان ننظر للمسالة بمسؤولية نحن مهمتنا ان نشخص المسألة وبتالي على المجتمع الدولي ان يبحث اين هذه الموارد الضخمة التي جرى نهبها والتي هي ملك اليمنين لا يكفي ان المنظمات الدولية تتحدث عن مجاعة في اليمن ولكن عليها ان تساعد اليمنين ان تبحث بفعالية في اعادة هذه الموارد التي جرى نهبها ومصادرتها وافقار اليمن وانا اقول ان اليمن ليس فقيراً ولكن جرى إفقاره بسبب هذه الممارسات حتى الان . " الاشتراكي نت "