اليمن "القدس العربي" من عبد الرزاق الجمل: قُتل المسئول الشرعي لتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب (ومقره اليمن) في الغارة التي نفذتها طائرة أمريكية من دون طيار بتاريخ 4 تشرين الاول (أكتوبر) 2011 في مديرية الصعيد بمحافظة شبوة واستهدفت سيارتين تابعتين للتنظيم. وفيما أعلنت وزارة الدفاع اليمنية حينها مقتل خمسة أشخاص من عناصر القاعدة، بينهم مصري وصومالي، بحسب ما جاء في البيان الذي أوردت فيه أسماء وأرقاما غير صحيحة للقتلى، إلا أن وزارة الدفاع الأمريكية لم تتحدث عن العملية رغم أهمية الهدف وحاجة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لما يسند حملته الانتخابية. وقالت مصادر خاصة في التنظيم ل"القدس العربي" إن المسئول الشرعي للتنظيم (الشيخ أبو الزبير عادل العباب) ومرافقا له "استشهدا في الغارة الأمريكية التي نفذتها طائرة من دون طيار في مديرية الصعيد بمحافظة شبوة قبل أيام". ومنذ موافقة وزارة الدفاع الأمريكية على طلب الجنرال ديفيد بيترايوس بتوسيع نطاق الغارات الأمريكية في اليمن وكذا قائمة المستهدفين بها، ازداد عدد الغارات الأمريكية التي تستهدف أشخاصا من داخل وخارج قائمة المطلوبين. والشيخ العباب هو الرجل الرابع في التسلسل القيادي لتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب بعد أمير التنظيم ناصر الوحيشي، ونائبه سعيد الشهري، والمسئول العسكري قاسم الريمي، وهو رابع أهم ثلاثة قادة اغتالتهم الطائرات الأمريكية في اليمن بعد أبو علي الحارثي وأنور العولقي وفهد القصع. وجاءت العملية الأمريكية التي استهدفت العباب بعد نحو شهر من توقف غارات الطائرات الأمريكية من دون طيار، وفيما ذهب بعض المهتمين إلى أن ذلك يعود إلى ردة فعل الشارع اليمني بعد الغارة الأمريكية التي قتلت خمسة عشر مواطنا في مدينة رداع بمحافظة البيضاء، إلا أن قيادات في التنظيم ترجع ذلك إلى تمكنها من إلقاء القبض على شبكة مخبرين في حضرموتومأرب كان أفرادها مكلفون بوضع شرائح في السيارات التابعة لهم. وأعدم تنظيم القاعدة ثلاثة مخبرين في محافظة مأرب واثنين في محافظة حضرموت الأسبوع الماضي بعد اعترافهم بالعمل لصالح الأمن السياسي والأمن القومي اليمني المرتبطين بمركز لإدارة العمليات التي تقوم بها الطائرات الأمريكية في اليمن. وتؤكد العملية التي استهدفت الشيخ العباب عشوائية الغارات التي تنفذها وكالة الاستخبارات الأمريكية عبر الطائرات من دون طيار ضد أهداف مفترضة للقاعدة في اليمن، والتي تزايدت بصورة غير مسبوقة منذ توالي عبد ربه منصور هادي الرئاسة مطلع العام الجاري خلفا للرئيس السابق علي عبد الله صالح. وكان الرئيس هادي قال في مؤتمر صحافي، خلال زيارته الأخيرة لأمريكا وعدد من الدول الأوربية، إنه يوافق شخصيا على كل غارة ينفذها الطيران الأمريكي ضد مقاتلي تنظيم القاعدة في اليمن، كما اعترف هادي بوجود مركز عسكري بالقرب من العاصمة صنعاء يعمل فيه عسكريون من اليمن وأمريكا والسعودية لإدارة الحرب ضد تنظيم القاعدة في اليمن. ويشيد المسئولون الأمريكيون بجدية الرئيس هادي في الحرب على الإرهاب، ويقولون إنه متجاوب أكثر من سلفه، لكن جدية هادي لم تحل دون تصاعد وتيرة عمليات تنظيم القاعدة ضد منتسبي الأجهزة الأمنية اليمنية. ومنذ انسحاب تنظيم القاعدة من محافظة أبين تبادل طرفا الحرب عمليات الاستهداف، لكن عمليات التنظيم النوعية كان لها تأثير واضح على مسار الحرب، حيث تمكن خلال فترة وجيزة من قتل قائد المنطقة الجنوبية العسكرية اللواء سالم قطن، وإعاقة قائد اللجان الشعبية بمدينة جعار في محافظة أبين عبد اللطيف السيد، وقتل قائد اللجان الشعبية في محافظة أبين، محمد عيدروس الجفري، بالإضافة إلى نجاحه في تصفية عدد كبير من ضباط جهاز الأمن السياسي اليمني في العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات اليمنية.