نت – قال أنور عشقي الجنرال المتقاعد في الجيش السعودي، إن الرياض ستقدم على إنشاء سفارة لها في (إسرائيل) إذا قبلت تل أبيب مبادرة السلام العربية المطروحة عام 2002. وأوضحت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية الأربعاء أن «عشقي» سئل خلال مقابلة مع فضائية الجزيرة «متى ستفتح السعودية سفارة لها في إسرائيل؟ فأجاب: «عليك أن تسأل نتنياهو(رئيس الوزراء الإسرائيلي)». وأضاف أنه «إذا أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية أنه يقبل المبادرة العربية، فالمملكة سوف تبدأ على الفور في إنشاء سفارة لها في تل أبيب». و«عشقي» البالغ من العمر 73 عاما، يعمل رئيسا لمركز الشرق الأوسط في جدة للدراسات الاستراتيجية والقانونية والمستشار السابق للأمير السعودي والسفير في الولاياتالمتحدة، «بندر بن سلطان». وتدعو مبادرة السلام العربية 2002 إلى حل الدولتين على أساس انسحاب (إسرائيل) إلى خطوط الهدنة قبل عام 1967، وجعل القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية في مقابل إقامة علاقات طبيعية في إطار سلام شامل مع (إسرائيل). كما تدعو المبادرة للتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتم الاتفاق عليه وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194. وأشارت الصحيفة إلى أن «بنيامين نتنياهو» شرح موقفه بشأن هذه الخطة سابقا، معتبرا أن المبادرة وضعت في وقت مختلف بشكل كبير في منطقة الشرق الأوسط، ولم تعد مناسبة. ولفتت إلى أن اجتماعا آخر، على غرار اللقاء الذي جمع «عشقي» ب«دوري غولد» مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية في يونيو/ حزيران الماضي، سيضم ممثلين لم يعودوا يشغلون مناصب حكومية رسمية من البلدين سيتم عقده الشهر القادم في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وسيشارك فيه الأمير «تركي الفيصل»، و«يعقوب عميدرور»، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي حيث هناك يمكنهما التحدث معا، بحسب الصحيفة. ويعتبر مراقبون «عشقي» بمثابة القناة السعودية الرسمية مع الإسرائيليين، والمكلف بملف العلاقات بين البلدين، مشيرين إلى أنه ليس من المعقول أن يلتقي الجنرال «عشقي» مسؤولين وخبراء إسرائيليين ويدلي بتصريحات يشيد فيها ب«بنيامين نتنياهو» وقوته وواقعيته، دون أن يأخذ الضوء الأخضر، بل التوجيه، من قبل الحكومة السعودية وقيادتها. وفي وقت سابق، أكد مصدر في الخارجية السعودية أن «أنور عشقي»، ليس له علاقة بأي جهة حكومية في المملكة ولا يعكس كلامه وجهة نظر الحكومة وأن آراءه تعبر عن وجهة نظره الشخصية. وسبق أن ظهر «عشقي» على شاشة قناة تلفزيونية إسرائيلية متغزلا ب«نتنياهو». كما التقى «عشقي» «دوري غولد» مدير عام وزارة الخارجية الاسرائيلية والمستشار الأبرز ل«نتنياهو أكثر من مرة، وجرى نشر صور للاثنين وهما يتصافحان ويتبادلان الابتسامات. واحتفل الإعلام الإسرائيلي منتصف العام الماضي ومعه بعض الإعلام الأمريكي بلقاء «عشقي»، بمدير مركز معهد القدس للقضايا الاستراتيجية الإسرائيلي «دوري غولد»، على هامش ندوة محاضرات عقدها مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي في واشنطن، وتم نشر صور للاثنين وهما يتصافحان. وكتب الإسرائيليون أن هذا اللقاء لم يكن الأول، وشاركهم بعض الإعلام الأمريكي في نشر قصص عن أن المملكة و(إسرائيل) تتعاونان ومنذ مدة لمواجهة الخطر الإيراني المشترك. لكن «عشقي» نفى عقد لقاءات أو إجراء أي اتصالات مع إسرائيليين مسؤولين او غير مسؤولين لتطبيع العلاقات بين المملكة والكيان الصهيوني، أو أنه إذا تصادف والتقى أحدهم في أحد المؤتمرات يلتقيه كمسؤول أو مبعوث سعودي. وأوضح أنه التقى بالإسرائيلي «داري غولد» كمدير لمركز القدس للأبحاث وليس كمسؤول إسرائيلي في واشنطن على هامش ندوة في واشنطن.