نفذوا اطول جدارية برعاية مؤسسة الشعب للتنمية تشكيليون يبعثون برسائل نارية من الساحل الغربي الكبسي: الجدارية تحمل رسالة تثقيف وتوعية للمجتمع وتعزيز صموده باكر: اليمن تملك قدرات شبابية إبداعية قادرة على الدفاع عن الوطن حشد نت -عادل بشر : لم تكن الشمس قد فارقت مخدعها متسيدة على الجبل والبحر، صباح الخميس الماضي (4 ابريل2018) عندما حمل كوكبة من الفنانين التشكيليين ألوانهم وريشاتهم متجهين إلى الساحل الغربي، لرسم أطول جدارية، تحمل مضامين كثيرة تتحدث عن مأساة وصمود شعبنا اليمني في ظل العدوان الغاشم الذي أكمل قبل أيام سنواته الثلاث. وحطم 22 فناناً وفنانه، الرقم القياسي اليمني برسمهم أطول جدارية، تم اختيار موقعها بعناية في مدينة الحديدة، على ساحل البحر الأحمر، بطول 200 متراً، بغرض إيصال رسائل عدة محلياً وخارجياً، ضمن مشروع" مأساة وصمود" للفنانين التشكيليين، الذي تنظمه مؤسسة الشعب الاجتماعية للتنمية" مؤسسة الصالح سابقاً" ويشارك فيه كوكبه من الفنانين والفنانات الشباب والمبدعين. جريمة الاعتداء على امرأة في الخوخة لاتزال جرائم العدوان السعودي الأمريكي، بحق شعبنا اليمني أرضا وإنسانا، وآخرها جريمة اغتصاب إحدى الفتيات في مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة، تسيطر على مخيلة الفنانة التشكيلية هويدا الكبسي وزملائها الذين فضلوا الإسهام بطريقتهم ومهارتهم في الدفاع عن الوطن وفضح جرائم العدوان وتعزيز صمود الشعب اليمني تحت القصف والحصار على مدى ثلاث سنوات متواصلة. وتمثل اللوحات التي رسمها الفنانون " هويدا الكبسي، وياسين القباطي، عبدالله المرور، فهمي الحبابي، ومحمد الحاشدي، وادهم الزكري ، واماني الكبودي، واحمد الشلالي" صور تعبيرية لفتاة " الخوخة" التي تعرضت للاعتداء من قبل احد الغزاة، وهو الأمر الذي أثار استنكار الرأي العام في المحافظات التي عجز العدوان عن دخولها، فيما تمثل رسومات أخرى، أبدعتها أنامل الرسامين " امة الرزاق الجائفي، منى الزارعي ، محمد نجيب، جلال الشميري ، محمد الباشق، فاطمة المحطوري، سماح السيلماني، حنان العبيدي، حنين مبارك، منتهى القرماني" مآسي شعبنا اليمني في ظل العدوان والحصار الغاشم على بلادنا، وكذلك الصمود الأسطوري لهذا الشعب العظيم أمام حلف عدوان لا يرحم. الواقع المعاش تقول الفنانة هويدا الكبسي، ان فكرة اللوحات راودتها من المشاهد التي امتلأت بها شاشات الفضائيات وشبكات التواصل الاجتماعي، حول الجرائم البشعة التي يرتكبها العدوان، على مدى ثلاث سنوات متواصلة، والتي كان آخرها جريمة الاعتداء على فتاة " الخوخة"، مؤكدة بان الجدارية احتوت على رسومات عدة من قبل كوكبة الفنانين التشكيليين، وبرعاية مؤسسة الشعب الاجتماعية للتنمية، كمرحلة جديدة من الصمود في وجه العدوان. رسالة قوية الفنان التشكيلي، محمد الحاشدي، أكد أن الفن "رسالة قوية"، وأن الوطن بحاجة لمثل هذه الرسائل، فالإنسان اليمني يستحق الحياة، والعيش في أرضه ووطنه، بشرف وكرامه وعزة. وقال الحاشدي، إنه جسد في لوحاته جانب من الجرائم المرتكبة بحق شعبنا اليمني، وابرز بشكل رئيس في الجدارية، جريمة الاعتداء على شرف إحدى الفتيات في مديرية الخوخة الساحلية من قبل احد جنود الغزاة، لافتاً إلى أن هذه الجريمة طغت على مشاعره كفنان، ودفعته لتفجير غضبه عبر الريشة والألوان. ويتفق الفنان أحمد الشلالي، مع زملائه التشكيليين بان جريمة الاعتداء على فتاة الخوخة، حركت مشاعرهم وأضافت إلى عاتقهم مهمة جديدة في مرحلة الدفاع عن الوطن. واجمع الفنانون التشكيليون البالغ عددهم 22 فناناً وفنانه، على أن مؤسسة الشعب الاجتماعية وعبر مشروع مأساة وصمود ، أتاحت الفرصة لهم للتعبير عن شعورهم تجاه ما يمر به الوطن الحبيب من مآسي بسبب العدوان، ونقل معاناة اليمنيين إلى العالم، ليعرفوا ما يتعرض له هذا الوطن من تدمير لكل مقدراته، وإبادة جماعية سواء بالطائرات والصواريخ، او بالحصار والتجويع. مقبرة الغزاة الدكتور احمد الكبسي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشعب الاجتماعية للتنمية، أكد أن اختيار الساحل الغربي لتنفيذ اللوحة الجدارية، بغرض إيصال رسائل عدة للعدوان ومرتزقته، فحواها، أن اليمن كانت وستظل مقبرة للغزاة، ومهما حشدتم من الجيوش والمرتزقة، ودفعتم بآلياتكم العسكرية المتطورة، فسيكون مصيرها الهلاك تحت أقدام الجيش واللجان الشعبية، وستلتهمها رمال الساحل وأمواج البحر. وأفاد بأن الجدارية تحمل أيضا رسالة تثقيف وتوعية للمجتمع وتعزيز صموده، لافتاً إلى أن هذه الجدارية تأتي ضمن مشروع " مأساة وصمود" للفنانين التشكيليين الذي أطلقته مؤسسة الشعب مطلع مارس المنصرم. وأوضح الدكتور الكبسي، أن ما يميز هذه الجدارية هو احتوائها على رسومات وأفكار تحمل بعداً وطنياً وجمالياً في إطار فني متميز يحاكي الواقع اليمني بشتى صوره، فضلا عن خروجها من روتين المعارض المغلقة لتكون معرضاً مفتوحاً دائما على الجدران. معرض مجاني الأستاذ أكرم باكر، مدير عام مؤسسة الشعب الاجتماعية للتنمية، من جهته أفاد بان هذه الجدارية التي تعد الأكبر من ناحية تسلل رسوماتها وأفكارها تحمل مضامين كثيرة، وتعكس حجم الظلم الذي يعيشه الشعب اليمني، في ظل الصمت المخز للمجتمع الدولي. وأشار باكر إلى أن (فن الجداريات هو معرض مجاني، حيث إن اللوحات تعرض على جدران الشوارع، وهو يحمل رسائل اجتماعية ووطنية وفنية). مؤكداً أنه وعلى الرغم من المآسي التي يعيشها شعبنا جراء العدوان، إلا أن اليمن تملك قدرات شبابية إبداعية متفوقة وقادرة على الدفاع عن الوطن وقضاياه بالريشة والألوان، وإيصال مظلومية هذا الشعب إلى العالم. الريشة والقذيفة يذكر بان مؤسسة الشعب الاجتماعية للتنمية، دشنت في 8 مارس الماضي مشروع " مأساة وصمود" للفنانين التشكيليين، تجسيداً لصمود شعبنا اليمني ضد العدوان. ويهدف المشروع إلى ابراز مآساة وصمود شعبنا اليمني على مدى ثلاث سنوات من العدوان على بلادنا وايصال رسائل هامة إلى العالم والمجتمع الدولي من خلال ريشة الرسامين، ايمانا بان دور الفنانين في الدفاع عن الوطن لا يقل عن المقاتلين في جبهات القتال، فالمقاتل في الجبهة يوجه بندقيته ضد العدوان ومرتزقته، وفي المقابل هناك الرسامين الذين تعتبر ريشتهم في هي المقذوف الناري في وجه العدوان.