بالتزامن مع هذه الذكرى العظيمة ، والمقدسة بقداسة الشهداء ، يسعدني أن أسطر هذه الكلمات التي لو كتبتها بماء الذهب ، وسطرتها بدم الوريد لما كفى . أسطرها بكل جوارحي ، وأمزجها بمشاعري ، وأحاسيسي ،لأ تكلم عن شهيدين من قبيلتي ، كانوا نبراساً مضيئاً لكل الأحرار والشرفاء ، نهضوا في زمن الذلة والخنوع ، في زمن تكلمت فيه البندقية ، في زمن بلغ فيه الظلم ذروته ، وبلغ فيه الإفساد قمته ، في زمان الصمت والجبن ، اعتلت صرخاتهم ، ورفرفت راياتهم . الا وهم الشهيدين البطلين ( الشهيد الشاعر عبدالمحسن حسين النمري ) والشهيد (يحيى محمد صالح عرفج النمري) هم هؤلاء الشهيدين البطلين أحدهما تسلح القلم آنذاك وواجه الأعداء والطواغيت بكلماته ، وعباراته المدوية ، وبشعره الذي قهر المعتدين، وكشف زيف المنافقين ، والآخر تسلح البندقية وكلاهما كانا من رفاق وأفراد الشهيد القائد( السيدحسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه) منه تعلموا الصبر ، وعرفوا طريق الجهاد ، وعلى خطاه مضوا غير آبهين بما ستؤول إليه الأمور . رغم تهديدات السلطة الظالمة آنذاك ، ورغم محاولاتها بإغرائهم ، وإسكاتهم ، وإركاعهم ، إلا أن إيمانهم كان أكبر ، فقد اختاروا المواجهة ، والثبات ، حتى ينالوا إحدى الحسنيين ، إماالنصر ، والعزة ، والكرامة ، أو الشهادة في سبيل الله ، وإعلاء كلمته . كان الشهيدين رغم الظروف الحالكة ، ورغم معارضة الأهالي ، ورغم قلة الناصر ، والمعين ، إلا أنهم كانوا خير مناصرين للشهيد القائد وقفوا معه بكل شجاعة ، وبسالة وإقدام ، وسطروا أروع البطولات. كان الشهيد يحيى محمد من يقوم بطباعة الشعارات وكتابتها في الجبال ، والشوارع والطرقات ، وفي اللافتات ، حيث كان يتسلل مع رفاقه لكتابتها ليلاً حتى لايشعر بهم جنودالسلطة آنذاك، رغم الخطر المحدق بهم لم يخافوا في الله لومة لائم ، كماكان يعنى أيضاً بطباعة الملازم ، والشعارات ، وتوزيعها ، وكان من أقرب رفاق الشهيد القائد. ولماشنت السلطة حملتها ضد السيدحسين في مران ، خرج يحيى من منطقته التي كان يعيش فيها (نشور) وانطلق لمناصرة الشهيد القائد حيث التحق به وكان إلى جانبه إلى أن التحق بركب الشهداء ، وصعدت روحه الطاهرة إلى ربه عزيزا حراً أبياً ، ليكون بجوار ربه شهيد . أما الشهيد عبدالمحسن فاستمر في المواجهة بسلاحه ،وقلمه بكلماته ، وشعره ، ظل يواجه المستكبرين من بعد الحرب الأولى ، ووصولاً إلى الحرب الثالثة كان جندياً تحت قيادة (السيد عبدالملك حفظه الله) وظل ، مجاهداً مناضلاً ، ومدافعاً عن المستضعفين ، ترك لنا أعظم موروث بقلمه من أشعاره القوية والتي كانت ولازالت رصاصات تخترق قلوب الأعداء في ديوانه (جهاد القوافي) وفي الحرب الرابعة حقق الله مناه ، واصطفاه ليلتحق بدرب رفاقه شهيداً عزيزا كريماً شامخاً . ومع هذه الذكرى المباركة ببركة تلك التضحيات الجسيمة أخط كلماتي ، لأهديكم هذه العبارات …. أقول لكم يافخر قبيلتي هنيئاً لكم الفوز العظيم ، واعلموا ، وأنتم تعلمون أن تضحياتكم أثمرت عزاً ونصراً ، وأننا لم نضيع تضحياتكم ، ولم ندع دماءكم تذهب سدى ، فقد أقتلعنا السلطة من جذورها ، وقد أخذنا بثأركم ، بأضعاف أضعاف ، وبينما كنتم تستعذبون طعم الشهادة ، نحن كنا ببركة تضحياتكم نعيش النصر . واعلموا أن الطريق الذي رسمتموه بأشلاءكم، وعمدتموه بأرواحكم ، وأسقيتموه بدماءكم ، لم يغلق من خلفكم بل مضى فيه عشرات الأبطال من قبيلتكم وقد التحقوا بركبكم ، وساروا على ماسرتم عليه ، ولم تعودوا أول شهداء قبيلتي فقد مر خلفكم ، قوافل من الشهداء ، وقد يكونوا الآن بجواركم في جنات الخلود ينعمون . وعهداً لكم منا ياشهداء بلدتي وموطني أننا لن نتخلف عن النهج القويم ، ولن نترك ابن بدرالدين ، وسننتصر على المعتدين . فاهنئوا حيث أنتم فقد ربحت تجارتكم ، وانتصرت دماءكم ، وفزتم فوزاً عظيما. بفضل جهادكم ، وصبركم اضمحل الكفر ، وهزم الأعداء ، وتقهقر الطواغيت ، وانتصر الحق ، واعتلت رايته ، وزهق الباطل ، وانتكست صرخاته ، وعلت هتافات الأحرار ،حتى زلزلت المنكر والفساد. فسلاماً عليكم ، وسلاماً على صبركم ، وتضحياتكم . والله لو تكلمت بجميع اللغات وجمعت مافي الأرض من كلمات وبالذهب والدم سطرت العبارات وبكل أسلوباً استخدمت الحروف الأبجديات ل خجلت منكم واعتذرت أن تسطر عظمتكم ول حزنت على فراقكم فلا كلام يوفي الشهداء ولا مقال يوافي العظماء روحي ودمي لكم الفداء وأعذروا مشاعري وأحرفي البسيطة ، فلم أجد كلمات ولاأحرف تحكي بطولاتكم ، وجهادكم ، وعطائكم. أنتم رموز الحرية ، ومشاعل الكرامة ، ونور الأمة ، وشهداء القرآن، ولكم من نشور العزة ومن منبر الكرامة من مركز الأنوار المحمدية ولكل الشهداء منا ( أزكى السلام) #اتحاد_كاتبات_اليمن