غزة "القدس العربي" من أشرف الهور:أغلقت الحكومة المقالة، التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة، أنفاق التهريب المقامة أسفل الحدود بين جنوب القطاع ومصر، التي تستخدم في استقدام مواد تمنع إسرائيل إدخالها للسكان بموجب الحصار، بسبب انهيارات أرضية وقعت خلال الأيام القليلة الماضية وأودت بحياة عدد من العمال. وأعلنت هيئة الحدود في الحكومة المقالة ان هذه الأنفاق المقامة على شكل ممرات أرضية أسفل الشريط الحدودي، أغلقت حتى إشعار آخر. وأرجعت السبب إلى تداعيات المنخفض الجوي الأخير، الذي تعرض له قطاع غزة، والذي صاحبته أمطار غزيرة أدت إلى انهيارات في عدد من هذه الأنفاق. وقالت الهيئة انه تم إغلاق هذه الأنفاق حفاظا على حياة المواطنين بعد انهيار عدد منها بسبب الأمطار الأخيرة. والاحد أعلن عن وفاة أحد العمال تحت رمال نفق انهار عليه فجأة، ولا زال البحث متواصلا للعثور على عاملين آخرين تحت الركام، فقدت آثارهما منذ ستة أيام. وتؤكد طواقم المنقذين أن هناك العديد من الإنفاق تعرضت للانهيارات الأرضية نتيجة المنخفض الجوي، وان العمل فيها الآن بات خطرا للغاية. وهذه ليست المرة الأولى التي تتسبب فيها الأمطار في انهيارات الأنفاق، المقامة على شكل ممرات أرضية بدائية، فالعام الماضي وعقب موجة مطر غزير انهار عدد من هذه الأنفاق بشكل مفاجئ. ومن المتوقع أن تهطل خلال الأيام القليلة القادمة أمطار غزيرة على مناطق قطاع غزة، وستؤثر هذه الأمطار على عمل الأنفاق أيضا. ويدخل الغزيون عبر هذه الأنفاق العديد من المواد التي تمنع إسرائيل إدخالها للقطاع بموجب حصارها الذي فرضته قبل أكثر من خمس سنوات، ويتركز في هذه الأوقات إدخال مواد البناء. وفي سياق آخر توغل عدد من الآليات العسكرية الإسرائيلية في منطقة حدودية تقع إلى الشرق من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة. وشرعت الآليات الإسرائيلية على الفور بعمليات تمشيط وتجريف في تلك المنطقة الحدودية، وسط إطلاق نار للتغطية على التوغل. وحالت العملية دون تمكن المزارعين الفلسطينيين في تلك المنطقة من الوصول لمزارعهم خشية على حياتهم. وعملية التوغل هذه منافية لاتفاق التهدئة الأخير الذي أبرم بين إسرائيل والفصائل المسلحة بغزة، بعد انتهاء حرب "عامود السحاب"، في الثلث الأخير من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، الذي ينص على وقف الهجمات المتبادلة، غير أن إسرائيل خرقت الاتفاق أكثر من مرة.