أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني في الرياض اليوم الإثنين حالة الطوارئ بسبب عاصفة جوية مفاجئة في المدينة أدت لهطول أمطار غزيرة سبقتها عاصفة رملية ورياح شديدة، أعادت إلى الأذهان الكارثة التي حلت بمدينة جدة قبل عدة أشهر وأدت لمقتل أكثر من مئة شخص. فقد شهدت عدة أحياء من الرياض هطول أمطار غزيرة مصحوبة بزخات من البرد، فيما استنفرت الجهات المختصة طواقمها في أعقاب عاصفة ترابية ضربت الرياض أدت إلى سقوط أعمدة إنارة وإشارات مرورية، بحسب ما نشره موقع سبق. وأدت الأمطار الغزيرة لوقوع أكثر من 300 حادث على الطرق، من بينها حادثين أسفرا عن وقوع إصابات حسبما ذكرت صحيفة الرياض، في حين تسود الخشية من تزايد حوادث الطرق مع حلول ساعات المساء. وارتفع منسوب المياه بنسبة كبيرة شمالي الرياض خاصة في أحياء الصحافة والعقيق والملقا والدرعية، وتشير المعلومات إلى توقف الحركة بشكل كامل على طريق الرياض–القصيم. وترددت أنباء عن انهيار جسر ونفق في تقاطع الملك عبد العزيز مع شارع الإمام، فيما تغمر المياه عددا من الأنفاق والطرقات المنخفضة في العاصمة وفقا لشهود عيان. وتوقفت عدد كبير من إشارات المرور عن العمل نتيجة تجمعات المياه الناتجة عن هطول الأمطار، وخاصة في التقاطعات الكبرى، مما أدى لاحتجاز آلاف السيارات، وأعلن المرور توقف حركة السير تماما في كل من طريق الملك فهد شمالا والدائري الشمالي وطريق خريص، كما أفادت المصادر تعثر الحركة في الدائري الشرقي باتجاه الشمال، وتنصح باستخدام الشوارع الداخلية أو التوقف عن القيادة تمام في الطرق المشار إليها، والابتعاد عن اللوحات الإعلانية. وتشكل اللوحات الإعلانية مخاطر كبيرة من سقوطها فوق السيارات وخصوصا الكبيرة منها على جوانب الطرق وعلى أعلى المباني والمراكز التجارية نظرا لهبوب عواصف ورياح قوية أوردت بعض المواقع الإخبارية السعودية أن سرعتها تزيد عن 120 كيلو في الساعة. ومن جانبها، أوضحت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن الرياح التي تعرضت لها اليوم مدينة الرياض وما أعقبها من أمطار غزيرة خاصة الأجزاء الشمالية والشرقية من المدينة كانت بسبب تكون حزام سحابي لا يزال يؤثر على المرتفعات الجبلية بالمنطقة الجنوبية وحتى مرتفعات محافظة الطائف. وبينت الرئاسة في بيان صادر لها اليوم أن تأثير الحزام السحابي امتد حتى المناطق الشمالية والشمالية الشرقية حيث تكونت سحب ركامية رعدية ممطرة سبقتها رياح نشطة ساهمت في أثارت الأتربة. وتوقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن تستمر حالة عدم الاستقرار على منطقة الرياض حتى مساء يوم غد وتكون سحب ركامية رعدية ممطرة مصحوبة برياح نشطة. وتساهم تحذيرات الدفاع المدني وتأهبه في منع تكرار كارثة جدة التي أعقبت فيضانات وسيول نتيجة هطول الأمطار الغزيرة والتي يتم إلى الآن محاسبة المسؤولين عن عدم تحذيره سكان المدينة وقتها واتخاذ الاحترازات المناسبة. فقد تولى الدفاع المدني قبل العواصف تحذير السكان من موجة ماطرة قد تحمل معها البرد، وهو ما كان له دور هام في تفادي الإصابات وتقليص الأضرار.