محمد السيد): مرت ذكرى استشهاد الشاعر والمناضل اليمني الكبير محمد محمود الزبيري وسط تجاهل كبير من الجهات الرسمية في البلاد. وضع دفع الناشطون اليمنيون إلى، إلى تدشين صفحة على موقع التواصل الاجتماعي"الفيس بوك" حملت عنوان" محمد محمود الزبيري" هدفت بصورة أساسية إلى نشر القصائد الشعرية لأبي الأحرار الشهيد الزبيري وخطاباته الثورية وصورة بالإضافة إلى الأفلام الوثائقية والحلقات التلفزيونية والإذاعية والمقالات والدراسات التي تحدثت عن الزبيري . فقد طالب النشطاء الجهات الرسمية بإحياء الذكرى ال 48 لاستشهاد أبي الأحرار محمد محمود الزبيري . فقد تحولت هذه الصفحة إلى ساحة محاكمة للمعنيين في البلاد، نتيجة التجاهل والتهميش الذي يلقاه هذا الشاعر الكبير الذي ساهم في تفجير الثورة اليمنية والذي كان يمثل أحد أهم مهندسيها والمخططين لها. يشار هنا أن أبي الأحرار القاضي محمد محمود الزبيري قد استشهد في 1 ابريل عام 1965م في جبال برط وهو خارج من المسجد بعد صلاة الجمعة وذلك قبيل انعقاد مؤتمر في خمر الذي دعا له من أجل كتابة دستور جديد لليمن. هذا وقد شهدت صنعاء، احياء العشرات من الشعراء والمثقفين اليمنيين، على رأسهم الشاعر الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح،الذكرى ال48 لرحيله . وفي الفعالية التي أدارها الشاعر أنور البخيتي اشار شاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح إلى الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم فداً للوطن، وقال ان كل فرد منهم جدير بالاحتفاء والتبجيل وفي طليعتهم الشهيد العظيم المناضر والشاعر الكبير أبو الاحرار محمد محمود الزبيري الذي نحتفي اليوم بمرور 48 عاماً على رحيله. ولفت المقالح إلى المشهد الجليل والمهيب الذي رحل فيه الزبيري وهو في رحلة البحث عن وسيلة ناجعة لإعادة الأمن والسلام والاستقرار إلى أبناء هذا الوطن بعد أن هاله أن يتقاتلوا فيما بينهم وأن تتحول دمائهم الذكية إلى لعبة رخصية في أيدي تجار الحروب والمرتزقة العابثين بمصائر الشعوب . وقال:" قد اخترت أن يكون حديثي في هذه المناسبة الجليلة عن الآثار الأدبية والفكرية والسياسية والتاريخية التي لم تنشر لشهيدنا العظيم وفيها يستحق أن نتوقف عنده طويلاً ونستعيد من خلاله ماكانت عليه الأوضاع وكيف ينبغي أن تكون، ومنها تفاصيل عن حياته في" صنعاء، وعدن، والهند، وباكستان، ومصر، وهي بخط يده وبعضها مسجل في مذكرات صغيرة على نوته من تلك التي كانت تحتوي على أيام السنة وشهورها". وأكد الدكتور المقالح أن هذه الآثار جميعها تستحق النشر ومن خلالها يمكن إلقاء مزيد من الأضواء على حياة هذا المناضل الكبير وعلى إبداعاته وفكره السياسي والاجتماعي، ووضع هذه الملاحظات التي كتبها بخطه عن المنشورات التي كانت قد بدأت تتوزع في المدن الكبيرة من شمال الوطن، وهو ما يؤكد أنه كان يتابع مايجري في البلاد، وهو مادفعه إلى تسجيل وجهة نظره في لغة تقترب من وعي الناس وبعث ببعض الملاحظات من القاهرة إلى الأحرار في الداخل تحت عنوان " ملاحظات على أسلوب المنشورات التي تنشر في اليمن". وتطرق المقالح إلى الملاحظات الثلاث التي ارسلها الشهيد الزبيري من الخارج والتي تمثلت في " تعليم الشعب شيئاً لم يتعلمه والتضحية في سبيل شيء لايفهمه في إنشاء الطرقات وجهاز الحكم، ومحاولة خلق احاسيس في الشعب لم يحس بها من قبل، وهذه الاحاسيس لا تتبلور إلا نتيجة تطور العلم و المعرفة.