في عملية مباغتة بدأت فجر اليوم الأربعاء واستمرت لساعات فقط، وكانت "الميادين" أول من أعلن عنها، سيطر الجيش السوري بالكامل على بلدة القصير الإستراتيجية بريف حمص، بعد فرار مسلحي المعارضة منها إلى بدلتي الضبعة والبويضة في الشمال. القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية أعلنت في بيان لها "سيطرة الجيش الكاملة على مدينة القصير وتطهيرها من المسلحين"، متوعداً "بضرب المسلحين أينما كانوا وفي أي شبر في سورية"، ومؤكداً أن "السيطرة الكاملة على القصير جاءت بعد عمليات دقيقة وناجحة في المدينة والقرى والبلدات المحيطة". وقال الجيش في البيان الذي بثه التلفزيون السوري إن "معركة الجيش ضد الإرهاب مستمرة وسننظر بعين الرأفة لمن يستسلم ويلقي سلاحه"، داعياً المواطنين في القصير إلى "العودة خلال أيام إلى أرزاقهم آمنين". وأضاف البيان "النصر رسالة واضحة إلى جميع المشاركين في العدوان على سورية وعلى رأسهم الكيان الإسرائيلي وعملاؤه"مؤكداً أنه "حصل على وثائق في القصير تثبت تورط جهات عربية وإقليمية وأجنبية في الإرهاب على سورية"، وأن هذه العملية أدت إلى مقتل عدد كبير من المسلحين، واستسلام بعضهم وفرار عدد آخر. وكان الجيش السوري قام بهجوم مفاجىء في الساعات الأولى من صباح اليوم وخاض "هجوماً لا مثيل له" وفق ما صرح به "للميادين" مصدر عسكري سوري من داخل المدينة، ضد مقاتلي المعارضة، موضحاً أن "الجيش تمكن من القضاء على عدد كبير من المسلحين وألقى القبض على عدد آخر منهم"، بعد معارك بدأت فيها منذ أكثر من أسبوعين للسيطرة على البلدة الواقعة على طريق حيوي للإمدادات عبر الحدود بين لبنان وسورية. وأعلن مقاتلو المعارضة السورية أنهم انسحبوا من بلدة القصير التي سيطر عليها الجيش السوري بالكامل، وفق ما صرح به مصدر معارض لوكالة "أ ف ب". وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن "مقاتلي المعارضة صمدوا حتى الرمق الأخير، وأنهم انسحبوا من المدينة بسبب نقص الذخيرة"، مشيراً إلى أن مجموعات من المقاتلين انسحبت في اتجاه بلدتي الضبعة والبويضة الشرقية في الريف الشمالي للقصير، في حين انسحب بعض المقاتلين في اتجاه بلدة عرسال الحدودية في شرق لبنان. وكانت قناة "الميادين" قد أعلنت عند الرابعة فجراً عن هجوم الجيش السوري المباغت على القصير الذي استغرق ساعتين فقط. كما أنها انفردت بلقطات حية ومباشرة من داخل المدينة لجنود الجيش السوري وهم يضعون الأعلام السورية مع صور للرئيس بشار الأسد على المباني في المدينة، وخاصة على مبنى البلدية، ومبنى جمعية القصيرالفلاحية. وأظهرت الصور قيام أفراد الجيش السوري وآلياته بفتح الطرق بعد تنظيفها وتمشيطها من الأنقاض ومن الألغام التي زرعت في شوارعها. اللواء المتقاعد في الجيش السوري يحيى سليمان قال في تصريح خاص "للميادين" إن "سيطرة الجيش السوري على المنطقة الوسطى هو خطوة استراتيجية ونصر عسكري، ومن يسيطر على تلك المنطقة يعني أنه سيطر على كل سورية" على حد تعبيره. أما المحلل السياسي وسيم بزي فقال "للميادين" إن "السلطات السورية ضبطت اليوم في القصير مخطوطات تثبت تآمراً لبنانياً وعربياً". ونقلت "الوكالة العربية السورية للأنباء" عن مصدر عسكري سوري مسؤول قوله إن"الجيش السوري نفذ عمليات خاطفة ونوعية تمكن فيها من إعادة الأمن والأمان لمدينة القصير بعد أن قضى على أعداد كبيرة من الإرهابيين، واستسلام أعداد أخرى"، لافتاً إلى أن "الجيش السوري دمرّ أوكارهم بما فيها الأسلحة والذخيرة، والعديد من الأنفاق والمتاريس التي كانوا يتحصنون بها". وأضاف المصدر أن "الجيش السوري قام أيضاً بتفكيك عشرات العبوات الناسفة التي زرعها "الإرهابيون" في منازل المواطنين والطرقات العامة، ومنها العبوات الزئبقية التي تنفجر لدى تحريكها لإعاقة تقدم الجيش"، مؤكداً أن "إصرار الجيش السوري على تخليص المدينة من "المجموعات الإرهابية" أدى إلى دحر وهزيمة تلك المجموعات وانهيارها بالكامل". إسرائيل تعتبر سقوط القصير ضربة للمعارضة وتثبيتاً لسيطرة الأسد القناة الثانية الإسرائيلية اعتبرت السيطرة على القصير ضربة لخطوط نقل السلاح للمعارضة القناة الثانية الإسرائيلية قالت تعليقاً على خبر سيطرة الجيش السوري على القصير إن"ما حصل في القصير سيمنع المسلحين من تنفيذ هجمات مضادة لأشهر عدة"، لافتةً إلى أن "سيطرة الجيش السوري على القصير ضربت أحد المحاور الأساسية لتهريب السلاح للمعارضة السورية". وأضافت القناة الإسرائيلية إن "سيطرة الجيش السوري على القصير أمّنت فتح طريق إستراتيجي يربط دمشق بالساحل السوري"، مشيرة إلى أن "ذلك يثبت سيطرة الأسد على المناطق الأكثر أهمية في سورية، وأنه يأتي في إطار سلسلة إنجازات تكتيكية للجيش". وقال مراسل "الميادين" في القدسالمحتلة ناصر اللحام إن "سيطرة الجيش السوري على مدينة القصير تصدرت أخبار المواقع الإسرائيلية الرئيسية اليوم". وفي سياق سوري متصل نقل المراسل عن موقع "روترنت" الإسرائيلي إن "الجيش الإسرائيلي نقل قتيلاً و16 جريحاً سورياً إلى إحدى مستشفيات صفد في الأراضي الفلسطينية المحتلة". المصدر: الميادين + وكالات