قال المبعوث الدولي بشأن سوريا الاخضر الابراهيمي يوم الاربعاء ان مؤتمرا بشأن إنهاء القتال في سوريا قد يعقد في يوليو تموز. وأضاف الإبراهيمي بعد محادثات تحضيرية مع مسؤولين امريكيين وروس يوم الأربعاء ان النقطة الشائكة الوحيدة هي أن الجانبين السوريين نفسيهما ليسا مستعدين بعد للالتزام بالمؤتمر. وسيرأس الإبراهيمي جولة ثانية من المحادثات التحضيرية يوم 25 يونيو حزيران. ميدانيا ، سيطرت القوات السورية وحزب الله اللبناني المتحالف معها يوم الاربعاء على بلدة القصير على الحدود مع لبنان في ضربة استراتيجية لمقاتلي المعارضة الذين يحاربون لاسقاط الرئيس السوري بشار الاسد منذ اكثر من عامين. وقال بيان لمقاتلي المعارضة السورية إنهم انسحبوا ليلا من بلدة القصير السورية بعد مذبحة ارتكبها الجيش السوري ومقاتلو حزب الله اللبناني أسفرت عن مقتل المئات. وتخوض القوات الحكومية ومقاتلو المعارضة معركة شرسة منذ اكثر من اسبوعين للسيطرة على البلدة الواقعة على طريق حيوي للامدادات عبر الحدود بين لبنان وسوريا. وقال أحد مقاتلي حزب الله لرويترز "قمنا بهجوم مفاجيء في الساعات الاولى من الصباح ودخلنا البلدة ولاذوا هم بالفرار." وظلت القصير في ايدي مقاتلي المعارضة منذ اكثر من عام وكشفت لقطات تلفزيونية يوم الاربعاء من داخل البلدة عن دمار واسع النطاق وتحول المباني الى انقاض وشوارع خلت من السكان. وحاربت قوات الاسد بشراسة لاستعادة السيطرة على القصير وتشديد قبضتها على ممر يعبر محافظة حمص في وسط البلاد ويربط بين العاصمة دمشق والمناطق الساحلية على البحر المتوسط التي يتركز فيها العلويون الذي ينتمي اليهم الاسد. وعرضت قناة الميادين التلفزيونية لقطات لجنود يضعون الاعلام السورية مع صور للاسد على أكوام من الانقاض في الشوارع. وقال العميد السوري يحيى سليمان لقناة الميادين ومقرها بيروت ان من يسيطر على القصير يسيطر على وسط البلاد ومن يسيطر على وسط البلاد يسيطر على سوريا كلها. وعرض تلفزيون المنار التابع لحزب الله لقطة لرجل يتسلق برج الساعة الذي يتوسط الساحة الرئيسية في البلدة وقد علته آثار المعركة ليرفع علم سوريا بينما كانت الدبابات والقوات السورية تتحرك في الشوارع. وقال بيان اذاعه التلفزيون السوري "قواتنا المسلحة الباسلة تعيد الامن والاستقرار الى كامل مدينة القصير بريف حمص." ومعركة القصير من بين مكاسب حققتها قوات الاسد مؤخرا التي شنت عددا من الهجمات المضادة ضد مقاتلي المعارضة السورية وغالبيتهم سنة يسعون للاطاحة بحكم عائلة الاسد العلوية التي ظلت تحكم البلاد أكثر من أربعة عقود. وقال بيان لمقاتلي المعارضة "في وجه هذه الترسانة المرعبة ونقص الإمدادات وتدخل سافر من حزب إيران اللبناني أمام سمع العالم وبصره.. هذا العالم المنافق الذي لم يستطع حتى على فتح ممرات إنسانية للمدنيين .. نعم هذا كان مطلب المقاتلين فقط فتح ممرات إنسانية للمدنيين والجرحى والكل همه وأمنيته أن يلحق بركب من سبقه من الشهداء." من ناحية اخرى نقلت الوكالة العربية السورية للانباء عن مصدر مسؤول قوله "جيشنا الباسل نفذ عمليات خاطفة ونوعية تمكن فيها من إعادة الأمن والأمان لمدينة القصير بعد أن قضى على أعداد كبيرة من الإرهابيين واستسلام أعداد أخرى ودمر أوكارهم بما فيها من أسلحة وذخيرة والعديد من الأنفاق والمتاريس التي كانوا يتحصنون بها واعتبر الجيش السوري يوم الأربعاء إن استعادة السيطرة على بلدة القصير من أيدي مقاتلي المعارضة توضح أن قوات الرئيس بشار الأسد ستسيطر من جديد في نهاية الأمر على البلاد بأكملها من أيدي الأعداء. وقال بيان صادر عن القيادة العامة للجيش وأذاعه التلفزيون السوري "رسالة واضحة إلى جميع الذين يشاركون بالعدوان على سوريا وعلى رأسهم كيان العدو الصهيوني وعملاؤه في المنطقة وأدواته على الأرض بأن قواتنا المسلحة مستعدة دائما لمواجهة أي عدوان يتعرض له وطننا الحبيب." وأضاف "قواتنا المسلحة وعلى إثر الانتصارات المتلاحقة والمتتالية في حربها ضد الإرهاب المنظم والممنهج تشدد أنها لن تتوانى في ضرب المسلحين أينما كانوا وفي أي شبر على أرض سوريا فتراب الوطن مقدس لا يدنس ومن يحاول تدنيسه فمصيره الموت أو الاستسلام