ينتشر في اليمن نوع من الوراثة الأسرية والجغرافية لمهن غير تقليدية مثل الموسيقى والصحافة، في وقت تشهد الساحة العربية نقاشات حول توريث الحكم في الأنظمة الجمهورية. ومن الأبناء الذين ورثوا مهنة آبائهم المطرب أصيل، نجل أبوبكر سالم بلفقيه، واسأمه نجل المطرب الراحل علي الانسي، وعلوي نجل المطرب الراحل فيصل علوي، وأبوبكر نجل المطرب عوض أحمد. وبين الذين اقتفوا مهنة آبائهم من لم يتلق تأهيلاً موسيقياً أو يتمتع بموهبة كافية. هذا في حين بدأ التفكك يصيب مهناً وخدمات ظلت حتى وقت قريب شبه مغلقة على مناطق جغرافية معينة، كالتصوير الفوتوغرافي الذي ينتمي أكثرية العاملين فيه إلى منطقة الاعبوس وصناعة الحلوى الى منطقة القبيطة. كما شاع العمل في مجال التجارة بين ابناء حضرموت ومنطقة الحجرية. بيد أن اللافت استمرار تأثير الاسرة والمنطقة على مجالات تعد جديدة مثل الموسيقى والاعلام. ويقدر عدد العاملين في مجال الاعلام ممن ينتمون الى منطقة شرعب في محافظة تعز بنحو 100 شخص، علماً ان اجمالي عدد أعضاء نقابة الصحافيين اليمنيين لا يزيد عن 1200. وثمة صحافيون شباب يعمل آباؤهم او اقاربهم في المهنة، ومثل هذا يسري الى حد ما على مجال التمثيل. والطريف في التجيير المناطقي لبعض المهن تسببه احياناً في نشوب نزاعات. وسجل نزاع نشب بين شخص افتتح مطعماً حمل اسم "مخبازة الشيباني" وآخرين بدعوى انه لا ينتمي إلى منطقة بني شيبة التي اشتهر أبناؤها بالعمل في هذا النوع من المطاعم المعروف باسم المخبازة. وكان التراتب الاجتماعي التقليدي خصوصا في شمال اليمن، قام على أساس مهني فبعد فئة الحكام تأتي فئة القضاة وفي أدنى السلم الاجتماعي تقع فئة الجزارين والحلاقين. وعرف عن أبناء المناطق القبلية الجبلية احتقارهم العمل في الزراعة، واقبالهم الشديد على الانخراط في السلك العسكري. ومعلوم أن بعض المؤسسات الحكومية يوظف او يعطي الاولوية في التوظيف لمن يعمل اباؤهم في ذات المؤسسة احياء كانوا أم امواتا.