سلّم السائق اليمني نفسه لسفارة بلاده، إثر الحادث المروري المروع الذي أسفر عن وفاة إماراتية وجنينها البالغ ستة أشهر، وابنتها الكبرى في ماليزيا. فيما خيم الحزن على أسرتي النقبي والطنيجي أثناء استقبال جثماني الأم وابنتها من مطار دبي، ودفن الجثمانين بمقبرة المعيريض في إمارة رأس الخيمة. وأشار أصدقاء لزوج المتوفاة علي النقبي، الذين كانوا برفقته بعد وقوع الحادث، إلى أن السبب الرئيس لوقوع الحادث إرهاق السائق اليمني أثناء توجههم من كوالالمبور إلى مدينة بينانغ السياحية، إذ شعر بالنعاس في الطريق، ما أدى إلى انحراف المركبة عن مسارها واصطدامها بالحاجز الجانبي للطريق وتدهورها على الشارع. يذكر أن أسرة النقبي قررت بعد عيد الفطر الماضي بأسبوعين السفر إلى ماليزيا من أجل قضاء عطلة الصيف، بدلاً من الهند، نظراً لاعتدال درجات الحرارة، على أن يعود أفراد الأسرة إلى الدولة غداً تمهيداً لدخول الأبناء إلى الفصول الدراسية. ووقع الحادث المروري المفجع مساء الأحد الماضي. وكانت قد ذكرت صحيفة «النجم أون لاين» الماليزية أن الشرطة منعت السائق اليمني المتورط في الحادث من السفر خارج البلاد، وأن عليه الحضور إلى مركز الشرطة للمساعدة في التحقيقات. وقال رئيس النظام العام والمرور، وكبير المفتشين في منطقة تباها الماليزية، خير الله نزام إسماعيل، أنه على تواصل دائم مع سفارة الدولة وإدارة الهجرة في ماليزيا، لمنع السائق اليمني من السفر. وأوضح أن النقبي أشار خلال التحقيقات الأولية إلى أن السائق اليمني طالب جامعي في كوالالمبور، ويعمل بدوام جزئي مرشداً سياحياً، وتابع أن السائق كان يقود مركبة محلية الصنع. كما ذكرت صحيفة «نيو ستريتس تايمز» الماليزية أن المركبة انزلقت أثناء سيرها، واصطدمت على الطريق من الجهة اليمنى. وأضافت الصحيفة أن السائق فقد السيطرة على المركبة، التي تدهورت على الطريق، فقذفت الطفلة (م.ع) من المركبة مسافة خمسة أمتار، ما أسفر عن وفاتها في مكان الحادث. وذكرت أن شهود عيان أخرجوا أفراد الأسرة من داخل المركبة.
صحيفة الخليج: عدنان عكاشة : قال أقارب المواطن علي محمد النقبي، الذي توفيت زوجته هاجر أحمد سبيعان الطنيجي، وابنته “ميرة”، 13 عاماً، الابنة البكر وأكبر أشقائها، في حادث مروع وقع أمس الأول في ماليزيا، حيث يقضون إجازتهم الصيفية: إن أفراد الأسرة، الذين كانوا يستقلون المركبة ونجوا من الحادث في حالة صحية جيدة حالياً، إثر تعافي الأب وابنه محمد، 11 عاماً، الذي أصيب في الحادث برأسه، وهما في حالة صحية جيدة بعد تلقيهما العلاج في المستشفى وسماح الأطباء لهما بمغادرته، بينما لم يصب بقية أفراد الأسرة بأذى في الحادث، وهما “سيف”، 8 أعوام، وموزة، 5 أعوام . وزار عبدالله مطر خميس المزروعي، سفير الدولة لدى ماليزيا، الأسرة الإماراتية في المستشفى بعد علمه بوقوع الحادث، مقدماً التعازي لأفرادها، ومؤكداً الحرص على تقديم أفضل الخدمات لأفراد الأسرة والعمل على تخفيف مصابها . كانت الأسرة المواطنة، وهي من رأس الخيمة، وتتكون من 4 أبناء، ولدان وبنتان، بجانب الأب والأم، فجعت أمس الأول بوفاة الأم الحامل، 36 عاماً، وجنينها، في الشهر السادس، وابنتها، في الصف التاسع، فيما أصيب الأب، 39 عاماً، موظف حكومي في الحادث المروري، الذي وقع على طريق خارجي سريع يربط العاصمة الماليزية بإحدى مناطق البلد الآسيوي . واصطدمت السيارة بحاجز حديدي على طريق سريع بالقرب من مدينة تابه ظهر الأحد . وأشار محمد علي عامر النقبي، والد رب الأسرة، إلى أن من المقرر عودة جثماني الأم والابنة الضحيتين إلى أرض الدولة اليوم، بجانب بقية أفراد الأسرة الناجين من الحادث، عبر مطار دبي الدولي . ويقام العزاء اعتباراً من اليوم ذاته . وأعرب النقبي، باسم العائلة، عن جزيل الشكر والتقدير لمتابعة واهتمام الدولة، ممثلة بوزارة الخارجية، بحادث أسرة ابنه، ووقوفها بجانب الأسرة في ماليزيا، فور علمها بوقوع الحادث، مؤكداً شكره وتقديره لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، على متابعة تفاصيل الحادث وتقديم مختلف صور الدعم والمساندة للأسرة المكلومة . وأشاد النقبي بجهود سفارة الدولة في العاصمة الماليزية، بدءاً من السفير إلى أدنى موظف من طاقم السفارة، بحسب تعبيره، ودور السفارة، التي بادرت فور علمها بوقوع الحادث إلى زيارة أفراد الأسرة من الضحايا والمصابين في المستشفى، الذي نقلوا إليه للعلاج . وبادر 3 من أقارب أسرة علي النقبي إلى السفر إلى العاصمة كوالالمبور مساء أمس الأول، قادمين من العاصمة التايلاندية بانكوك، حيث كانوا يقضون إجازتهم الصيفية، بغرض مساندة الأسرة والوقوف بجانبها في مصابها وظروفها الصعبة . وأكد سعيد محمد النقبي، 30 عاماً، شقيق رب الأسرة، أن ابنة شقيقه توفيت في موقع الحادث، وفقاً لما بلغهم من معلومات أولية من شقيقه وأقاربهم، الذين توجهوا إلى ماليزيا للوقوف بجانب الأسرة بعد الحادث، في حين توفيت الأم بعد وصولها إلى المستشفى بنحو ساعة ونصف، لافتاً إلى أن شقيقه وأبناءه الناجين من الحادث بخير لكنهم يعيشون صدمة نفسية خلفها الحادث ورحيل الأم والبنت بصورة مروعة في الحادث .