تفاصيل وفيديو وصور مباراة المانيا - الارجنتين حشد نت - احمد الخشاب لم يكن فوز ألمانيا الكاسح على الأرجنتين برباعية نظيفة في دور ال8 للمونديال الأفريقي الأول مفاجأة للعالمين ببواطن الأمور داخل المنتخبين والمتابعين لفكر المدربين يواكيم لوف ودييغو أرماندو مارادونا. فالفارق شاسع بين المدرستين الألمانية والأرجنتينية، إذ وضح هذا الفارق جاليا على مدار شوطي اللقاء الذي احتظنته مدينة كيب تاون لتدخل التاريخ باعتبار أن هذا اللقاء هو الذي دفع الألمان للمربع الذهبي للمرة الثانية عشرة في تاريخ المونديال وهذا رقم قياسي له مدلوله خاصة وأن الماكينات حازت اللقب في ثلاث مناسبات فقط من ال11 الماضية وفي طريقها للفوز الرابع ما لم تحدث مفاجآت. وكعادته يقدم "يوروسبورت عربية" سبعة أسباب للاكتساح الألماني لأبناء مارادونا، وذلك ضمن زاوية 7X7 التي يقدمها الموقع لقرائه بانتظام. الشباب يكسب أكد المنتخب الألماني بحلته الشابة أن فوزه الكاسح على إنكلترا (4-1) في دور الثمانية لم يكن وليد الصدفة، وها هو يلقن نظيره الأرجنتيني درسا ثانيا سيظل عالقا بالأذهان وتم تدوينه في سجلات المونديال التي لن تنمحي. الشباب الألماني تمثل في توماس مولر وأرنه فريديتش ومسعود أوزيل وفليب لام ولوكاس بودولسكي وباستيان شفاينشتايغر، فهؤلاء جميعا سنراهم في بطولة أوروبا 2012 ومونديال البرازيل 2014، على عكس المنتخب الأرجنتيني الذي يملك عدداً كبيراً المخضرمين كذلك مارادونا حرص على ضم مخضرمين آخرين كباليرمو وخوان فيرون ووضعهم على مقاعد البدلاء وكأن الفريق بحاجة للاعبين أكبر سنا. الانتصارات المتتالية عرقلت الأرجنتين الفوز في مباريات الدور الأول بالكامل حرم الأرجنتين من تصحيح الأخطاء الموجودة أصلا وكذلك رفع من قيمة الذات لدى اللاعبين والمدرب نفسه الذي تصور أنه قادم لا محالة للفوز باللقب بصرف النظر عن المنافسين وهو الأمر ذاته الذي تسبب في خروج البرازيل. أما ألمانيا التي تعرقلت في الدور الأول بالخسارة المفاجئة أمام صربيا والفوز الصعب على غانا، نجحت في الاستفاقة في الدور الثاني وشحذ الهمم لتسحق إنكلترا ثم الأرجنتين برباعيتين متتاليتين. يبدو هذا السبب غير منطقي لكنه عندما تتعامل مع بشر لهم نفسيات وحالات مزاجية مختلفة يجب أن يكون في الحسبان هذا العامل النفسي خاصة عندما تتعامل مع بطولة ككأس العالم في أدوارها الحاسمة. مارادونا ليس مدربا مارادونا ظل يصارع كل من حوله ليثبت أنه مدرب أولا ثم مدرب كفء ثانيا، لكن للأسف لم ينجح في ذلك، فتعبيراته وتصرفاته خارج الخطوط خلال المباريات وتصريحاته خارجها لا تكشف سوى عن مشجع متعصب وليس مدربا. فسلوك مارادونا أولا ثم فكره التدريبي ثانيا كان مثار دهشة كل من يتابع المونديال ومنتخب الأرجنتين تحديدا، فهؤلاء اللاعبون يؤدون من دون مدرب وظهر ذلك واضحا أمام ألمانيا. على العكس من ذلك يثبت لوف أنه مدرب قدير من بطولة إلى أخرى ومن مباراة لمثلها، فبعد الوصول لنهائي يورو 2008 جدد دماء الفريق ولم يتأثر لغياب لاعبين كبار مثل مايكل بالاك وابتعاد كوراني لكنه اعتمد على شباب يحلمون بصنع إنجاز يضاهي جيل لوثار ماتيوس ورودي فولر وغيرد موللر وغيرهم من عظام "المانشافت". الفردية مقابل الجماعية هذه المباراة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن كرة القدم التي تعتمد على المهارة فقط انتهت بلا رجعة، فما فعله مارادونا عندما كان لاعبا في مونديال 1986 لا يمكن أن يفعله ميسي في 2010 حتى لو تفوق الأخير في المهارة -وهذا محل شك-. مهارة ميسي ليس لها محل من الإعراب أمام قوة الألمان وعدم لعب المنتخب الأرجنتيني كقوة واحدة متكتلة بصرف النظر عن وجود مهارات أو لاعبين أفذاذ بين صفوفه، فبالطبع ميسي وهيغواين وتيفيز أمهر بمراحل من شفاينشتيجر وموللر وأوزيل، لكن عند مقارنة الطرفين تجد أن الثلاثي الألماني أفيد كثيرا للفريق لأنهم يلعبون للجماعة وليس لأنفسهم. العزيمة والإصرار هاتان الصفتان تكادان تكونان ملتصقتان بالألمان على مر العصور، فرغم أن الهدف الأول جاء في الدقائق الأولى إلا أن ذلك لم يمنع أبناء لوف من مواصلة السيطرة والتألق والتسجيل للدرجة التي جعلت كلوزه يسجل في الدقيقة الأخيرة من المباراة وكأن الفريق خاسر. على الجانب الآخر، وجدنا لاعبي الأرجنتين النجوم لا يتحركون رغم أن فريقهم مهزوم طوال المباراة ولو تحركوا لعبوا بشكل استعراضي وليس لخدمة الفريق، بينما يلعب الألمان من أجل تسجيل مزيد من الأهداف وهذا فارق كبير بين الكرة الأوروبية واللاتينية. التغييرات الحاسمة خلال المباريات الكبيرة كتلك التي نتحدث عنها يكون التغيير محسوبا بالثانية وله معايير محددة وهو ما فعله لوف الذي أعد العدة من الآن لتوفير البديل المناسب لنجمه موللر مفاجأة المونديال الذي سيغيب عن مواجهة إسباني في نصف النهائي. أما مارادونا فلم يفعل شيئا طوال المباراة ولم يغير من أداء لاعبيه بتغيراته كما أنه في أغلب فترات الشوط الثاني لم يقل للاعبيه أي تعليمات قد تسهم في تعديل النتيجة وتركهم يتحركون كما يشاؤوا فكانت الخسارة. سيطرة غير مجدية رغم أفضليته الميدانية فشل المنتخب الأرجنتيني في تهديد المرمى الألماني بشكل فعلي طوال شوطي المباراة رغم ما يعج به من نجوم يلعبون في أقوى أندية العالم. يرجع هذا العقم التهديفي للأرجنتين لدفاع ال"مانشافت" الذي نجح في إقفال المنافذ على ميسي وهيغواين وتيفيز. من أحمد الخشاب