«القدس العربي» من مصطفى العبيدي: صعّد رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي من حدة الازمة السياسية التي تعصف بالعراق أمس، اذ أعلن انه لن يتنازل «ابدا» عن ترشحه لولاية ثالثة، رغم الانتقادات الداخلية والخارجية، في خطوة تؤشر الى ان عملية تشكيل حكومة جديدة لن تشهد خاتمتها قريبا. وجاء موقف المالكي هذا رغم دعوة المرجعية الشيعية للاسراع في تشكيل حكومة تحظى بقبول وطني واسع، وسحب خصمه السياسي رئيس البرلمان اسامة النجيفي ترشحه لولاية ثانية على رأس مجلس النواب افساحا في المجال امام توافق سياسي حول الرئاسات الثلاث. وقال المالكي (64 عاما) في بيان نشر الجمعة على موقع رئاسة الوزراء «لن اتنازل ابدا عن الترشيح لمنصب رئيس الوزراء. « واضاف ان ائتلاف «دولة القانون» الذي قاده في الانتخابات الاخيرة وفاز بأكبر عدد من مقاعد البرلمان (92 من بين 328) مقارنة بالكتل الاخرى «هو صاحب الحق في منصب رئاسة الوزراء وليس من حق اية جهة ان تضع الشروط، لأن وضع الشروط يعني الدكتاتورية، وهو ما نرفضه بكل بقوة وحزم». ويؤشر موقف المالكي وتمسكه بمنصب رئيس الوزراء بأن الازمة السياسية في العراق لن تشهد خاتمتها قريبا، حيث ان السنّة يرفضون الانضمام الى حكومة يقودها المالكي. وفي هذا السياق، دعا المرجع الشيعي الاعلى اية الله العظمى السيد علي السيستاني الى الإسراع في تشكيل حكومة تحظى بقبول واسع. وقال السيد احمد الصافي ممثل السيستاني في خطبة الجمعة في كربلاء ان «الإسراع بتشكيل الحكومة وفقا للأطر الدستورية مع رعاية ان تحظى بقبول وطني واسع، امر في غاية الاهمية «. واضاف «كما من المهم ان يكون الرؤساء الثلاثة، رئيس البرلمان ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية، منسجمين فيما بينهم في وضع السياسات العامة للبلد وقادرين على حل المشاكل التي تعصف به وتدارك الاخطاء الماضية .» وانتقد البرلمان العراقي قائلا «انعقدت اولى جلسات البرلمان الجديد وفقا لما نص عليه الدستور، وتفاءل المواطنون ان يكون ذلك بداية جيدة للمجلس للالتزام بالنصوص الدستورية والقانونية، ولكن ما حصل من عدم انتخاب رئيس المجلس ونائبيه كان اخفاقا يؤسف له».وحذرت المرجعية الدينية من استغلال عمليات النزوح والتهجير كمدخل لتغييرات ديموغرافية، محملة الحكومة الاتحادية المسوؤلية الأكبر في رعاية النازحين. وأضاف الصافي «ان عشرات الآلاف من المواطنين التركمان والشبك والمسيحيين والأقليات الأخرى يعيشون في هذه الايام ظروفا قاسية بسبب التهجير والنزوح عن مناطق سكانهم بعد سيطرة المجاميع المسلحة على مدنهم وقراهم في محافظة نينوى وغيرها»، دون أن يشير الى أن التهجير والنزوح جرى بسبب القصف المتبادل والمعارك. وحذر الصافي من انه «لا يجوز ان يكون تهجيرهم ونزوحهم مدخلا لاجراء تغييرات ديموغرافية في مناطق العراق». وعلى صعيد آخر وصف محافظ كربلاء عقيل الطريحي المرجع الديني محمود الصرخي واتباعه بالتنظيم الارهابي، مؤكدا انهم يملكون أكبر مصنع للتفخيخ واسلحة متوسطة وثقيلة.وقال الطريحي في مؤتمر صحافي مشترك مع قائد عمليات الفرات الاوسط ورئيس مجلس المحافظة ان «القوات الامنية والجهد المدني عثروا على مصنع للتفخيخ» في مقر الصرخي. واضاف ان «القوات صادرت اسلحة متوسطة وثقيلة وحواسيب موجودة في معاقل الصرخي بكربلاء». وبين ان «معلومات وردت قبل فترة قصيرة بأن جماعة الصرخي بدأت بتجميع اسلحة واعتدة في منطقة سيف سعد، وبعد السؤال قالوا انها وفقا لفتوى المرجعية بالنجف والتي تخص التعبئة الشعبية، ولكن المعلومات التي بدأت ترد تبين عكس ذلك وانهم يخططون لعمليات إرهابية» حسب قوله. وقال محافظ كربلاء ان «الصرخي وجماعته ارهابيون ونحن لا نسمح لوجودهم لا هم ولا اي ميليشيات ترفع السلاح في كربلاء».وزاد الطريحي ان «الصرخي واتباعه رفضوا ان يتواصلوا مع الشرطة او يتحدثوا اليهم». وتابع ان «بداية التوتر كانت عندما بدأت قوات الامن والجهد المدني برفع الحواجز التي وضعتها جماعة الصرخي لحماية معاقلهم»، وان «الجماعة فتحت النار واشتبكت مع القوات العراقية ومن ثم طلبت الجماعة التفاوض لكن القوات رفضت بعدما استشهد شرطي وجرح سبعة اخرون». وخلص الطريحي بالقول ان «الوضع بات هادئا الان في المناطق التي اضطربت بكربلاء بعد سيطرة قوات الأمن». ومن جهة أخرى أعلنت مصادر حكومية أن قوات الجيش العراقي فرضت ، في الساعات الماضية ، سيطرتها على قرية العوجة ، اهم معاقل المسلحين جنوبي مدينة تكريت ومسقط رأس الرئيس الأسبق صدام حسين، فيما تشهد مناطق وسط تكريت قصفا عنيفا بالطائرات منذ صباح امس الجمعة . وقال شهود عيان ان «احياء وسط تكريت وحي القادسية شمالها تعرضت الى قصف شديد في الطائرات ، اسفر عن خسائر مادية جسيمة في البيوت التي هجرها اصحابها الى مناطق اخرى». وتابعوا ، ان « المدينة تعيش ظروفا انسانية صعبة نتيجة انقطاع الكهرباء والماء ، والوقود منذ 25 يوما «. هذا ونقلت وكالات أنباء محلية ، عن سكان محليين قولهم ان « الجيش دخل الى قرية العوجة بعد انسحاب المسلحين منها وفرض سيطرته بالكامل على المناطق الجنوبية من تكريت «. وفي مبادرة جديدة لحل الأزمة العراقية أعلن ائتلاف الوطنية بزعامة اياد علاوي عن مبادرة قال إنها تهدف لانقاذ العراق بمشاركة خمس دول مجاورة والجامعة العربية والامم المتحدة وممثلين عن الحراك السلمي. وقال بيان للائتلاف إنه «انطلاقاً مما يحصل في العراق وسوريا ولبنان من صراعات مريرة وقاتلة، لربما تؤدي الى تفكيك هذه الدول الكريمة، وانعكاسات وتداعيات ذلك على المنطقة بأسرها والعالم، يدعو ائتلاف الوطنية الى اجتماع قيادات الجوار العراقي على مستوى وزراء الخارجية، (تركيا ،ايران ،السعودية ،الاردن والكويت) وامين عام جامعة الدول العربية والسكرتير العام للامم المتحدة، وممثل عن مجلس التعاون الخليجي، وممثلي بعض الكتل السياسية الرئيسية وممثلين عن الحراك الشعبي السلمي».