عرض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عفوا عن العشائر التي قاتلت الحكومة العراقية، شريطة أن لا يكونوا قد ارتكبوا جرائم "قتل وسفك دماء". وقال المالكي في كلمته الأسبوعية المتلفزة "أعلن عن منح عفو عام عن كل العشائر والأشخاص الذين تورطوا بارتكاب أعمال ضد الدولة. وادعوهم إلى العودة إلى رشدهم، وسيكونوا موضع ترحيب". وشدد المالكي "لن نستثني أحدا سوى أولئك الذين قتلوا وسفكوا الدماء". ورفض المالكي سيطرة قوات البيشمركة الكردية على المناطق المتنازع عليها مع اقليم كردستان قائلا "ليس لأحد الحق في استغلال الأحداث التي وقعت لفرض أمر واقع، كما حدث في بعض الأفعال في منطقة كردستان. إن هذا أمر مرفوض". وأوضح رئيس الوزراء العراقي أنه يأمل في التغلب على العقبات التي تعرقل تشكيل الحكومة العراقية الجديدة. وأضاف المالكي "حدثت حالة ضعف، بيد أنه في الجلسة القادمة (المتوقعة الثلاثاء القادم) إن شاء الله سنتغلب على ذلك بالتعاون والتوافق والانفتاح... في اختيار الأشخاص والآليات التي ستعتمد عليها العملية السياسية ... الآليات الديمقراطية". ضغوط وجاء ذلك بعد يوم واحد من إنهاء البرلمان العراقي الجديد لجلسته الأولى دون التوصل إلى توافق بشأن تعيين أسماء مرشحي الرئاسات الثلاث. واقتصرت الجلسة الافتتاحية للبرلمان التي ترأسها مهدي الحافظ، أكبر أعضاء البرلمان سنا، على إجراءات ترديد القسم للنواب بحضور 255 عضوا، من بين 328، مما يعني اكتمال النصاب القانوني. بيد أن هذا النصاب عاد إلى الاختلال بعد انسحاب بعض النواب من الجلسة إثر نشوب جدل بين الأعضاء بشأن اختيار الشخصيات المناسبة لرئاسة البرلمان، ورئاسة الدولة، ورئاسة الوزارة. ويسعى اتئلاف دولة القانون برئاسة المالكي الذي فاز في الانتخابات التي جرت في 30 أبريل/نيسان من السنة الحالية بأعلى نسبة من المقاعد، إلى تجديد ولاية ثالثة للمالكي في رئاسة الوزراء. فقدت السلطات المركزية سيطرتها على أجزاء واسعة شمالي وغربي العراق منذ يوم 9 يونيو/حزيران الحالي. +++ قتلى في مواجهات بكربلاء ميدانيا قالت مصادر أمنية عراقية إن 4 قتلى وعشرات الجرحى سقطوا في اشتباكات في عدد من المحافظات الجنوبية بين قوات الأمن وأنصار المرجع الشيعي محمود الحسني الصرخي المعارض لرئيس الوزراء نوري المالكي. وتركزت الاشتباكات في مدينة كربلاء جنوبي البلاد، بعد أن حاصرت قوات الأمن منزل الصرخي، وقام الطيران المروحي بقصف مقره في كربلاء، وامتدت المواجهات المسلحة إلى البصرة والديوانية. وفي نفس السياق، قصفت طائرة حربية أهدافا في مدينة الموصل - كبرى مدن شمال العراق التي سيطر عليها المسلحون قبل نحو 3 أسابيع. وفي وقت تمكن فيه مسلحون من الدخول إلى قاعدة سبايكر شمال غرب مدينة تكريت، استقدم الجيش العراقي مزيدا من التعزيزات في محاولة لاستعادة المدينة. ودارت في تكريت معارك عنيفة بين قوات الأمن العراقية التي ما زالت تسيطر على أجزاء من القاعدة وبين المسلحين الذين تمكنوا من السيطرة على الجزء الأكبر من القاعدة. من جانبه أعلن المتحدث باسم القائد العام للقوات العراقية، قاسم عطا، إن الجيش تمكن من استعادة السيطرة على مقر الفرقة الرابعة في محافظة صلاح الدين. ونقل تقرير نشر على تلفزيون العراقية على لسان مستشار محافظ بابل ثامر الخفاجي إن "قوة من طيران الجيش تمكنت من رصد 60 مسلحا من داعش كانوا يتجمعون في أحد البساتين الواقعة في منطقة العبد ويس التابعة لناحية جرف الصخر، 45 كيلومترا شمال غربي مركز مدينة الحلة".