حذر الحرس الثوري الايراني من انه سيقمع اي مظاهرات جديدة احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية التي اجريت الجمعة الماضي وفاز بها محمود احمدي نجاد بدورة ثانية. وقال الحرس الثوري في بيان انه سيتعامل بطريقة "ثورية" تجاه اي تظاهرات غير مرخصة. وذكر الجهاز العسكري الاكثر نفوذا في الجمهورية الاسلامية ان قواته امرت المتظاهرين بانهاء "اعمال الشغب" واصفة الاحتجاجات التي قاموا بها بأنها مؤامرة اجنبية. واستهدف التهديد "كبار المسؤولين والعناصر المخدوعة" الذين حملهم مسؤولية الاضطرابات. وكانت وزارة الخارجية الايرانية قد اتهمت الاثنين"القوى الغربية" بمحاولة نشر الفوضى والتخريب والسعي لتفكيك ايران. وقال متحدث باسم الوزارة ان وسائل الاعلام الغربية تعبر عن لسان حال "الحكومات المعادية" التي تسعى لتفكيك ايران. وفي غضون ذلك، اعلنت الشرطة الايرانية ان عدد الاشخاص الذين اعتقلوا في المواجهات التي جرت مساء السبت في محيط ساحة ازادي في طهران وصل الى 457 معتقلا. كما ذكرت وكالة فارس نقلا عن مصادر في الشرطة ايضا اصابة اربعين شرطيا بجروح وتضرر 34 مبنى حكوميا. وسادت اجواء الترقب في طهران الاثنين برغم تمكن السلطات الايرانية من احتواء حركة التظاهر في العاصمة من خلال نشر آلاف رجال الامن في الشوارع بعد اسبوع من الاحتجاجات التي تحولت في بعض الاحيان الى مواجهات. وكان التلفزيون الرسمي الإيراني قد اعلن مقتل 10 أشخاص خلال اشتباكات بين عناصر الشرطة و"إرهابيين" في احتجاجات على نتائج الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد مؤخرا وفاز بموجبها الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد. وبمقتل المتظاهرين العشرة يوم السبت، يكون عدد من سقطوا في الاشتباكات الأخيرة بين المحتجين وعناصر الأمن والشرطة الإيرانية قد ارتفع إلى 17 شخصا. الا ان مير حسين موسوي، المرشح الاصلاحي في انتخابات الرئاسة حث أنصاره على مواصلة الاحتجاجات على اعادة انتخاب محمود احمدي نجاد الا انه طالب ايضا انصاره بضبط النفس. وقال موسوي في بيان على موقعه على الانترنت "ان الاحتجاج على الاكاذيب والتزوير (في الانتخابات) هو حقكم (أيها الايرانيون)." وذكر شهود عيان لوكالة فرانس برس ان حوالى الف متظاهر تجمعوا الاثنين في ساحة هفت تير في وسط طهران متحدين قرار السلطات حظر التظاهر في حين اتخذت شرطة مكافحة الشغب مواقع لمواجهتهم. وتابعت السلطات الايرانية حملتها على وسائل الاعلام اذ طلبت من مراسل بي بي سي جون لاين مغادرة البلاد، مشيرة الى ان مكتب بي بي سي يمكن ان يتابع عمله. وذكرت منظمة صحفيون بدون حدود ان السلطات الايرانية اعتقلت 33 صحفيا ومدونا منذ بداية الاحتجاجات. مخالفات محتملة واعلن المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور المكلف الاشراف على الانتخابات الرئاسية ان عدد الاصوات في الانتخابات الرئاسية الاخيرة تخطى عدد الناخبين المحتملين في خمسين اقليما. لكنه اعتبر ان ذلك لن يكون له "تاثير مهم" على النتيجة النهائية. وتضم ايران 366 اقليما موزعة على ثلاثين محافظة. اعتقال ابنة رفسنجاني لقد جدَّد الرئيس خلال الاجتماع مخاوفه بشأن أعمال العنف والإجراءات غير العادلة التي تُتَّخذ ضد الشعب الإيراني مسؤول في البيت الأبيض الى ذلك، افراجت السلطات الايرانية عن فائزة هاشمي ابنة الرئيس السابق اكبر هاشمي رفسنجاني واربعة افراد من عائلته بعدما اوقفتهم قوات الامن "حفاظا على امنهم"، كما افادت الاثنين وكالة فارس الايرانية. وافادت الوكالة انه "افرج عن فائزة هاشمي الليلة الماضية". وانه كان افرج سابق عن الافراد الاخرين من عائلة رفسنجاني. وكانت وسائل الإعلام الإيرانية قد ذكرت أن السلطات ألقت القبض خلال الاشتباكات على أفراد من عائلة رفسنجاني، الذي يرأس مجلسي الخبراء وتشخيص مصلحة النظام، وهو من أبرز المعارضين للرئيس أحمدي نجاد. الى ذلك قال سياسي ايراني بارز ان هناك اسس قانونية لملاحقة مير حسين موسوي اما القضاء بتهمة العمل ضد الامن القومي الايراني. وقال علي شاهروخي، رئيس اللجنة القضائية في البرلمان لوكالة فارس للانباء "ان دعوة موسوي لمظاهرات غير شرعية واصدار بيانات استفزازية هي مصدر لعدم الاستقرار في ايران. ان هذا التصرف الاجرامي يجب ان يواجه بحزم". أوباما قلق تلقت إيران تحذيرات دولية عدة من مغبة المضي بسياسة قمع المتظاهرين في غضون ذلك، عبَّر الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن قلقه حيال "أعمال العنف والإجراءات غير العادلة" التي اتُّخذت بحق المتظاهرين في إيران. ففي ختام لقاء مع مستشاريه اليوم الأحد أطلعوه خلاله على آخر المستجدات المتعلقة بالأحداث المتسارعة والوضع العام في إيران، أرسل مسؤول في البيت الأبيض رسالة بالبريد الإلكتروني لوكالة رويترز للأنباء جاء فيها: "لقد جدَّد الرئيس خلال الاجتماع مخاوفه بشأن أعمال العنف والإجراءات غير العادلة التي تُتَّخذ ضد الشعب الإيراني." من جهته، قال رجل الدين الإيراني المعارض، آية الله حسين علي منتظري، "إن مجابهة مطالب الشعب أمر محرم دينياً". إن رجال الشرطة سوف يواجهون بحزم أي أعمال شغب جديدة من رسالة قائد الشرطة الإيرانية، الجنرال إسماعيل أحمدي، إلى المرشح المهزوم مير حسين موسوي ففي بيان على موقعه على الإنترنت، دعا منتظري، الخاضع للإقامة الجبرية منذ سنوات، إلى الحداد ثلاثة أيام "على أرواح القتلى الذين سقطوا في المظاهرات الأخيرة في إيران". نقطة عسكرية كما قالت محطة برس تي في الرسمية الإيرانية الناطقة بالإنجليزية إن "مثيري الشغب" قد أضرموا النيران في محطتين للوقود وهاجموا نقطة عسكرية. وقال وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، إنه تم اعتقال من وصفهما "اثنين من المخربين" ينتمون لجماعة مجاهدي خلق المعارضة تلقيا تدريبات في العراق بهدف زعزعة استقرار إيران، وأضاف أن العقل المدبر وراء هذه العملية يقيم في لندن. من جانبها، وصفت منظمة مجاهدي خلق الاتهامات الإيرانية بأنها "خبر مفبرك" و"مهازل مقززة". ذخيرة وهراوات كما حذر الجنرال إسماعيل أحمدي، قائد الشرطة الإيرانية، من أن عناصره ستتصدى بحسم لأي أعمال شغب ذات علاقة بالاحتجاجات التي ينفذها متظاهرون بسبب نتائج الانتخابات الرئاسية. وأضافت الرسالة بالقول: "إن الأوامر التي تلقتها الشرطة حتى الآن تمثلت بضبط النفس تجاه المحتجين، لكن هذه السياسة لن تستمر إذا ما تواصلت الاحتجاجات".