عدن- صنعاء (الأولى): تجددت الاشتباكات، أمس الأحد، بمدينة المعلا بعدن، بين الجيش ولجان الحوثي من جهة، واللجان الجنوبية من جهة أخرى، استخدم الطرفان فيها أسلحة متوسطة وثقيلة، وتعرضت إثرها منازل لقذائف، فيما سقط عدد من القتلى والجرحى، بينهم مدنيون. وقال ل"الأولى" شهود بمدينة المعلا، إن اللجان الشعبية تمكنت من إعطاب دبابة تابعة لقوات الجيش ولجان الحوثي، بقذائف "آر بي جي"، وسقوط قتلى وجرحى منهم في المواجهات التي تجددت، أمس، بالمدينة، فيما سقط قتلى وجرحى من أفراد اللجان المناوئة لهم. وأفاد الشهود أن المعارك امتدت من وسط شارع مدرم الرئيسي بالمعلا، حتى منطقة القلوعة على مدخل مدينة التواهي، والتي يقع فيها تلفزيون عدن ومبنى الأمن السياسي، وميناء الاصطياد، وأن معارك عنيفة اندلعت في المنطقة. وتحدثت هذه المصادر عن إطلاق قذائف هاون باتجاه أطراف مدينة التواهي، وقالوا إن مساجد مدينة المعلا والتواهي أطلقت عبر مكبرات الصوت دعوات للانضمام إلى صفوف اللجان الشعبية للدفاع عن المدينتين. من جانبهم، تحدث ل"الأولى" سكان محليون بمدينة المعلا أن قذائف هاون و"آر بي جي" سقطت على منازل عدة في شارع مدرم الرئيسي بالمدينة، ومنطقة القلوعة المحاذية لمديرية التواهي، وأن ألسنة اللهب وأعمدة الدخان شوهدت تتصاعد من تلك المباني. وفيما تفيد أنباء عن تقدم أحرزه الجيش ولجان الحوثي واقترابهم من مدينة التواهي، عصر أمس، أفادت مصادر محلية أن اللجان الجنوبية حاولت التصدي لهم بمنطقة القلوعة، وأن معارك ضارية اندلعت في المنطقة، مبينة أن الجيش ولجان الحوثي تراجعت حتى شارع مدرم الرئيسي بالمعلا، وأن حرب شوارع اندلعت بين الطرفين هناك. وقالت المصادر إن الجيش ولجان الحوثي قصفت بقذائف "آر بي جي"، مبنى تلفزيون عدن الحكومي بمنطقة التواهي، فيما تحدث سكان بمدينة المعلا أن بث قناة عدن توقف في أعقاب القصف الذي طال المبنى. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر مسؤول في قناة عدن، أن "المبنى حيث مقر التلفزيون، أصيب بأضرار، لكن ليس هناك إصابات". وبحسب الوكالة ذاتها، فإن 5 أشخاص قتلوا، وأصيب 14 آخرون، في اشتباكات بين الجيش ولجان الحوثي من جهة، واللجان الموالية لهادي من جهة أخرى، بمنطقة القلوعة بمدينة المعلا. وتحدثت مصادر محلية متطابقة بعدن أن جبهة القتال بمنطقة العريش، وعلى امتداد ساحل خور مكسر، لم تشهد معارك، أمس، لكون هذه المناطق واقعة تحت سيطرة الجيش ولجان الحوثي، غير أنهم أكدوا اندلاع اشتباكات متقطعة في مديرية دار سعد، ومعارك كر وفر بين الطرفين المتقاتلين. وقالت المصادر إن قذيفة سقطت، فجر أمس، في حي سكني بمدينة كريتر، حطت في أحد المنازل، وقتلت امرأة مسنة، وتناقل ناشطون من عدن، في صفحاتهم على "فيسبوك"، صورة المسنة وقد فصل رأسها عن جسدها جراء القذيفة. بدوره، قال محمد عبدالسلام، الناطق الرسمي لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، في صفحته على "فيسبوك"، إن "الجيش واللجان الشعبية أحرزت تقدماً كبيراً داخل مدينة المعلا، وغنمت أسلحة ثقيلة من بينها دبابة، فيما سقط عدد من القتلى في صفوف القاعدة ولجان هادي، وأن بينهم قتيلاً أجنبياً". وأفاد سكان محليون بمدينة عدن أن أهالي المدن التي فيها المواجهات أطلقوا نداء استغاثة نتيجة الأوضاع الإنسانية المتردية، حيث انقطعت المياه عن مدن المعلا والتواهي وخور مكسر وكريتر بشكل نهائي، أمس، إضافة إلى انعدام الكهرباء والمشتقات النفطية، وانخفاض في السلع الغذائية الأساسية. وأرجع السكان سبب انقطاع المياه عن مدن المعلا والتواهي وكريتر، لتمركز قوات الجيش ولجان الحوثي بمنطقة البرزخ في جبل حديد، حيث توجد محطة ضخ للمياه تغذي 4 مديريات، ما يشكل صعوبة على عمال المياه لإصلاح الأضرار التي طالت المحطة. في السياق، ناشد طاقم المجمع الصحي بمدينة التواهي، توفير المواد الطبية والغذائية التي تساعدهم في تقديم واجبهم الإنساني للجرحى الذين يتم إسعافهم من مناطق الاشتباكات بمدينة المعلا، المحاصرة من جهة مدينة خور مكسر ومنطقة العقبة. إلى ذلك، نقل موقع "عدن الغد" عن المهندس خليل عبدالملك، مدير عام كهرباء عدن، أن "وضع الكهرباء في المدينة أصبح يعاني الكثير من المشاكل والمعوقات والتحديات بسبب الحرب الدائرة في المحافظة". وأضاف أن "هذه المشاكل أثرت بشكل كبير على قطاع التوليد بعد توقف محطة خور مكسر بسبب الاشتباكات هناك، وتمركز القوات أمام المحطة، وعدم تمكن العاملين، والوقود من الدخول إلى المحطة". وأكد عبدالملك أن "الأهم من ذلك هو انقطاع خط الربط الرئيسي القادم من محطة مأرب الغازية، الذي تعرض لضرب في منطقة العند، وكان يغذي مدينة عدن ب60 ميجاوات، إضافة إلى مشاكل الشبكة الكهربائية وخطوط الربط الرئيسة بين عدن والمحافظات". وفيما أفاد أن الطلب الحالي على الطاقة بمدينة عدن يبلغ حوالي 200 ميجاوات، قال إن العجز وصل حتى أمس حوالي 93 ميجاوات في الحد الأعلى، مبيناً أن جهوداً تبذل من قبل الفنيين بالمؤسسة لرفع الأحمال في محطة المنصورة، ومحطات أخرى بالمدينة. في سياق آخر، قال ياسين مكاوي، مستشار الرئيس عبد ربه منصور هادي، إن الأيام المقبلة تحمل تطورات عسكرية كبيرة في سياق المعارك الدائرة في جنوب البلاد، بما فيها تدخل قوات التحالف العربي، وأن قيادة عسكرية جديدة ستُشكل خلال الأيام المقبلة. وفيما وصف مكاوي، في حديثه لقناة "العربية"، أمس، عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها المملكة العربية السعودية، بمعية 10 دول عربية وإسلامية، بأنها تمثل فرصة تاريخية لليمنيين، تزامنت تصريحاته في أعقاب إقالة عبد ربه منصور هادي، قيادات رفيعة في الجيش والأمن.