الارياف في بلادنا تعيش وضعآ يرثى له حيث ينتشر فيه الفقر والبؤس والحرمان مما أدى إلى تدفق ابنائها بعشرات الآلاف إلى المدن الرئيسية وهو الامر الذي أدى إلى حدوث مشاكل كبيرة ومعقدة اقتصاديآ واجتماعيآ وإسكانيآ هذه الاعباء الاضافية التي عانت منها بلادنا ماكانت لتحدث لولا غياب الرؤية السليمة وانتشار الفساد الذي ألتهم المساعدات والقروض والمنح الدولية المخصصة للتنمية الريفية ومن هذه المعاناة التي تعاني منها معظم الارياف في بلادنا هو أزمة الماء والذي يعد أساس الحياة توجهنا إلى منطقة ريفية تغط في مأساة اجتثت جذور العيش بكرامة مثل الاخرين فأصبح شغلهم الشاغل البحث عن قطرة الماء حتى أصبح البحث عنه نقطة تحول للاطفال وتشردهم من المدارس إلى الركض الممل للحصول ولو على جزء يسير من طلبهم لهذه النعمة العظيمة فإليكم التفاصيل... ندرة الذهب عندما توجهت إلى بلاد العطاوية من مديرية الزيدية حاولت جاهدآ أن أصل إلى أكبر عدد من القرى لكن دون جدوى وأرهقني التعب وآلمني ما رأيت ..فلقد رأيت العجب (الماء بندرة الذهب)فمنطقة الهيجة والتي تضم عدد كبير من القرى ك(الكبيح_سويدان_المخنجف_ المشعبي_الضمدي_الحبل)وغيرها.بدأت أزمة المياه تتجسد على ملامح أبناءها عندما التقيناهم فهم بحاجة ماسة إلى وجود ولو مشروع واحد يسد حاجيتهم إلى الماء ومازال أبناء هذه المناطق يعيشون خلف الانوار حيث يحاولون الشرب واستخراج المياه من أبار قديمة باستخدام الطرق البدائية والقديمة-الدلو والرشا-والنقل إلى البيوت عن طريق وسيلتين (الحمير أو مشيآ على الاقدام)ولكن هذه الابار القديمة تفقد الماء خصوصآ في أيام الصيف والايام الاشد حرآ ومع اشتداد حاجية المواطنون للماء لايجدونه في هذه الابار لتتجسد صورة أخرى للمعاناة ناهيك عن مدى صلاحية الماء في هذه الابار للشرب حيث أرجع بعض الاطباء إلى انتشار عدد من الامراض خصوصآ الديدان والحصوات في هذه المناطق إلى الماء وأنه غير صالح للشرب. مشاريع وهميه (الحجره_الرافعي_محل فتاح_البنايا_الجرايب_محل سود_المقيصعي)قرى عانت لفترة طويلة من هذه الازمة ولكنهم ربما اعتقدوا بعد ذلك بأن الفرج قد جاء ذلكم ماحكاه لنا أحد المواطنين(م ش)حيث قال انتظرنا وقلنا جاء الفرج عندما استقبلنا الشيخ يحي الراعي نائب رئيس مجلس النواب في تلك الفترة وعندما وصل ووضع لنا حجر اساس لمشروع مياه وكان يرافقه عضو مجلس النواب بالمديرية ومحافظ المحافظة وصفقنا كثيرآ حتى احمرت الايدي واستبشرنا خيرآ لكن الحلم لم يدم طويلآ وما هي إلاأيام وتوقف المشروع وهو الآن مشروع وهمي-الماطوروالخزان-وله مايقارب السنه متوقف عن القرى المستفيدة منه فصار هذا المشروع في خبر كان. جيش الروم عندما تشاهد الاطفال بمختلف اعمارهم وهم على الحمير وبرفقتهم دبب الماء وهم يسيرون في قوافل متجمعه يبحثون عن الماء لمسافات بعيدة تاركين المدارس وطلب العلم فعند مشاهدتك لقوافل الحمير الباحثة عن الماء حينها تتذكر على الفورجيش الروم العظيم. كيف سيكون المستقبل إن معظم القرى بعزلة العطاوية لايوجد بها مشاريع مياه وحجم المعاناة يتزايد خصوصآ اثناء مواسم الجفاف وقلة الامطار وفي بعض القرى تبدوا أزمة المياه أكثر مأساوية وبؤسآ حيث تضطر العائلات إلى إرسال الاطفال(فتيات-فتيان) إلى أماكن بعيدة لجلب المياه من آبارعميقة باستخدام الطرق البدائية في استخراج الماء والنقل الذي يتم عبر الحمير وأحيانآ مشيآ على الاقدام حيث يعبر هؤلاء الاطفال مسافات طويلة قد تصل إلى 10كيلو ميترات بحثآ عن المياه حيث يستيقظون باكرآ عند أذان الفجر ولايعودون إلا بعد ساعات طويلة ومعهم بعض عبوات الماء وقد انهكهم العياء والتعب في ظل طرق شاقة ومتعبة هذا الامر يكشف مدى استفحال هذه المشكلة المعقدة وتوغلها في الحياة اليومية للمواطن العطوي فهو يواجه مأساة حقيقية في الواقع أما المستقبل فلايعلم الله كيف سيكون الوضع في ضل ظروف قاتمة..