اندلعت حرائق جديدة في روسيا لتزيد من مصاعب السيطرة على حرائق سابقة في مناطق الغابات، وسط أنباء عن ارتفاع عدد قتلى النيران التي شبت بسبب ارتفاع درجة الحرارة، في موجة حر غير مسبوقة منذ حوالي قرن ونصف. فقد أكدت وزارة الطوارئ الروسية اليوم الأربعاء أن 403 حرائق جديدة اندلعت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، فيما نجحت فرق الإطفاء في إخماد 239 حريقا خلال الفترة نفسها. وأشارت الوزارة في بيان رسمي إلى أن 250 حريقا لا تزال مشتعلة في عدد من مناطق الغابات على مساحة تمتد إلى أكثر من 188 ألف هكتار، مع نشوب حرائق جديدة خلال أمس الثلاثاء، لافتة إلى أنه تم العثور على ثماني جثث، لترتفع حصيلة قتلى حرائق الغابات إلى 48 شخصا. استمرار الحرائق وبحسب المصادر الرسمية الروسية، فإن الحرائق تتركز في مناطق الغابات وسط البلاد إلى الجنوب والجنوب الشرقي من العاصمة موسكو، وتحديدا في منطقتيْ فورونزه ونيجني نوفغورد اللتين سجل فيهما أعلى عدد من الضحايا والمتضررين. وفي الأثناء، لم تخف بعض المصادر قلقها حيال احتمال وصول النيران إلى منطقة ساروف وسط روسيا التي يقع فيها واحد من أهم وأكثر مفاعلات الأبحاث النووية سرية ويقع بقرب مدينة ساروف التي يحظر دخول الأجانب إليها. وذكر مسؤولون أنه تم إرسال أكثر من ألفي عنصر من فرق الطوارئ ومئات من أفراد القوات المسلحة إلى المنطقة المذكورة، فيما أكد ديمتري بولغاكوف نائب وزير الدفاع الروسي أن الوضع تحت السيطرة وأن المفاعل النووي بمأمن من النيران ولا يوجد أي مؤشرات تدعو للقلق.
قاعدة عسكرية وكان مسؤولون حكوميون قد أكدوا الثلاثاء الأنباء التي تحدثت عن اندلاع النيران في قاعدة إمداد وتموين تابعة للقوات البحرية في منطقة كولمنا جنوب غربي العاصمة موسكو الأسبوع الماضي مما تسبب بتدمير مبان ومستودعات ومعدات وخلفت أضرارا كبيرة في 17 مستودعا تضم أجهزة ومركبات آلية. ووصلت سحب الدخان الكثيف الناجمة من الحرائق في المناطق الريفية إلى سماء العاصمة موسكو التي تدنت نسبة الرؤية فيها عند الصباح الباكر إلى ما دون 300 متر. وفيما تواصل فرق الإطفاء محاولاتها لإخماد النيران، قام رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بجولة تفقدية على منطقة فورونزه أكثر المناطق تضررا من الحرائق حيث طالب الأجهزة المختصة بمواصلة العمل لاستيعاب الكارثة التي لم تشهدا لها روسيا مثيلا بسبب موجة حر غير مسبوقة منذ 140 عاما على حد تعبيره. تحقيق جنائي كما قطع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف عطلته الصيفية في منتجع سوشي على البحر الأسود وعاد إلى موسكو حيث ترأس اجتماعا استثنائيا لمجلس الأمن القومي الروسي لتدارس آخر مستجدات الوضع بالنسبة لحرائق الغابات. يشار إلى أن الرئيس ميدفيديف سبق وأعلن فرض حالة الطوارئ في سبع مناطق في الجزء الأوروبي من روسيا شهدت العديد من حرائق الغابات. وأعلنت السلطات القضائية فتح تحقيق جنائي حول تقصير بعض المسؤولين في منتزه سفيردلوفسك بمنطقة الأورال لجهة عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لإطفاء الحرائق التي اندلعت في المنطقة واتسعت لتشمل مناطق أخرى.