انهارت الهدنة اليمنية الثالثة بالكامل في ثاني أيامها، وتحديداً في الجنوب، على وقع المعارك بين مليشيات الحوثيين وقوات الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، من جهة، وبين "المقاومة الشرعية" والجيش الموالي للشرعية، من جهة ثانية، بمساندة من قوات التحالف، وتركزها على قاعدة "العند" الاستراتيجية شديدة التحصين، التي تقترب قوى الشرعية من تحريرها بعدما تخطت أسوارها وباتت المعارك داخلها. وتقترب "المقاومة" والجيش الموالي للشرعية، وبدعم من طائرات التحالف، من السيطرة على قاعدة العند الجوية، بعد عملية عسكرية واسعة بدأت من الساعة الأولى من فجر أمس استهدفت القاعدة ومدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج. وقالت مصادر في "المقاومة" وأخرى في الجيش ل"العربي الجديد" إن "الطرفين اقتربا من السيطرة على قاعدة العند، بعد اقتحام أسوارها الشمالية والغربية والشرقية واندلاع معارك ضارية بين الطرفين في القاعدة".
وأشارت المصادر نفسها إلى أنّ "المئات من مليشيات الحوثيين و صالح فروا أثناء المعارك من داخل القاعدة، ولا سيما بعد غارات وصفت بالأعنف نفذتها طائرات التحالف ولم تتوقف حتى عصر الثلاثاء، مما أدى إلى اشتعال النيران في مناطق متعددة داخل القاعدة".
وتأتي عمليات "المقاومة" والجيش الموالي للشرعية والتحالف في أبينولحج ضمن أهداف متعددة، بينها تحرير محيط عدن مروراً باستكمال تحرير تعز والضالع، فضلاً عن قطع أية خطوط إمداد للمليشيات في بعض الجيوب المتبقية بمحيط عدن، لا سيما في المدينة الخضراء السكنية شمال عدن. وتقول مصادر "المقاومة" إن الساعات المقبلة كفيلة بتحرير قاعدة العند الجوية.
وجاءت العملية العسكرية الواسعة ل"المقاومة" والجيش الموالي للشرعية والتحالف والمساعي لحسم معركة العند، بعد يوم من تعرض عناصر "المقاومة" المتواجدين في محيط القاعدة، لقصف رجح أن يكون ناتجاً عن استخدام المليشيات طائرات حربية متواجدة داخل قاعدة العند، فيما ذهب آخرون إلى الحديث عن غارة خاطئة للتحالف. وأثار سقوط القتلى غضباً شديداً لدى "المقاومة" والشارع، وسط المطالبة بحسم معركة العند.