صنعاء - اتهم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الحوثيين وتنظيم القاعدة والحراك الجنوبي بالإخلال بالأمن والوقوف حائلا دون وصول استثمارات دول الخليج لليمن. وقال صالح في لقاء مساء مع وفد من رجال الأعمال السعوديين "أن ما يحدث من أعمال مزعزعة للأمن بين الحين والآخر محصورة في بعض مناطق المديريات في بعض المحافظات من قبل عناصر حاقدة ومأجورة من مخلفات الإمامة الكهنوتية "الحوثيون" والنظام الشمولي الماركسي "الحراك الجنوبي" أو من العناصر الإرهابية لتنظيم القاعدة كما يحدث في أي مكان في العالم". وأضاف ان "اليمن يعيش في أمن واستقرار وليس كما تصوره بعض وسائل الإعلام التي تضخم الأحداث وتسعى لخلق بلبلة كبيرة لتشويه حقيقة الأوضاع الأمنية المستقرة". وقال الرئيس اليمني أن "معظم محافظات اليمن تنعم بالأمن والاستقرار وتملك فرصا واعدة ومتميزة ويمكن لأي مستثمر زيارتها في أي وقت والتعرف على تلك المزايا على أرض الواقع". وأضاف مخاطبا الوفد السعودي الذي غادر صنعاء بعد ساعة من اللقاء "سبق وأن تحدثت مع خادم الحرمين بشأن تشجيع رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين للاستثمار في اليمن وكان رده ايجابي". وتابع" قلت لخادم الحرمين نحن لا نريد أموال تضخ إلى خزينة الدولة بل مستثمرين لاستغلال الفرص الواعدة المتاحة بما يسهم في تعزيز مسيرة التنمية الاقتصادية ويوفر فرص عمل لامتصاص البطالة بما يعود بالفائدة المشتركة للدولة والمستثمرين". وجدد صالح الترحيب بالاستثمارات السعودية في اليمن، قائلا أنها ستحظى "بكل الرعاية والاهتمام من القيادة السياسية ومن الحكومة ومن رجال الأعمال اليمنيين بما يكفل تعزيز جوانب التعاون والتكامل وتحقيق الشراكة المنشودة". وشدد على "حرص الجهات الحكومية في اليمن على تقديم كافة الدعم والتشجيع والتسهيلات والضمانات وتذليل أي صعاب أمام أية مشاريع استثمارية سعودية". يشار إلى أن الاستثمارات الأجنبية في اليمن تراجعت خلال السنوات الخمس الماضية، ووصلت الى أدنى مستوى العام الماضي بحيث لم تزد عن عشره ملايين دولار في حين سجلت ملياري دولار عند الإعلان عن قيام الوحدة اليمنية في 22 مايو- أيار 1990. وكان وزير التعليم العالي اليمني صالح باصرة قد حذر من أن السعودية لن تكون في مأمن إذا انهار الأمن في بلاده، ودعا الرياض الى مساعدة صنعاء على الخروج من أزماتها. ونقلت وسائل إعلام محلية عن باصرة قوله "على جيراننا في السعودية أن يعرفوا أنه إذا حدث شيء في اليمن سينتقل إليهم وسيؤذيهم ... ونحن لا نريد لهم الأذية". ودعا باصرة السعودية "باسم الأخوة في الإسلام والعروبة إلى مساعدة اليمن للخروج من أزمته الاقتصادية وأزمة البطالة تحديدا". وسادت العلاقات اليمنية – السعودية على مدى ستة عقود حالة دائمة من التوتر بسبب مشاكل الحدود العالقة بين البلدين، لكن اتفاقية جدة الموقعة بين صنعاءوالرياض في العام 2000 حسنت العلاقات بين البلدين. واعتبر الوزير اليمني أن زيادة البطالة في اليمن تزيد من مشاكل تواجد تنظيم القاعدة وخطره وقضايا الحراك في جنوب اليمن وصعدة القريبة من الحدود السعودية. وقال "المساعدة التي نرتجيها ليست حل مشاكل اليمن، ولكن ليساعدونا في استقبال منتجاتنا الزراعية، و في استقبال عمالة يمنية، و في بناء مستشفيات وإرسال أطباء وبناء مدارس وجامعات بحيث يخففوا من الحمل والضغط". واعتبر المساعدة السعودية لليمن مؤقتة، لأن بلاده بحسب قوله "ستخرج من مأزقها بتلك المساعدات". يشار الى ان السعودية قبل اغتيال الرئيس اليمني السابق إبراهيم الحمدي كانت تدعم موازنة اليمن الشمالي بنحو 100 مليون دولار سنويا .لكن تلك المعونة انقطعت عقب تصدير اليمن لأول شحنة نفط في 1984 وعقب اتهامات من قبل المعارضة اليمنية بتورطها في اغتياله. ميدل ايست اون لاين